واصل أمس أساتذة المعهد الوطني الفلاحي بالحراش لليوم الثالث على التوالي إضرابهم المفتوح للتنديد بالطرد التعسفي لزميلهم الذي كان قد استفاد من حكم البراءة في قضية سرقة رفعتها ضده مديرة المعهد مطالبين المسؤول الأول عن القطاع رشيد حروابية بالتدخل العاجل لإنصاف الأستاذ المطرود وإعادته الى منصبه. وقد تجمع أمس قرابة 60 بالمائة من أساتذة المعهد مدعومين بمجموعة من الطلبة أمام مقر الإدارة احتجاجا على قرار المديرة القاضي بطرد الأستاذ مكريش ارزقي وفصله من العمل بعد تحويله على المجلس التأديبي بتهمة سرقة مجهر رغم أن العدالة برأته مما نسب إليه حيث مثل الأستاذ أمام كل من محكمة الحراش ومجلس قضاء العاصمة وتم إنصافه غير أن المديرة رفضت إعادته إلى منصبه كما رفضت مناقشة أطروحات الطلبة التي أشرف عليها. من جهته أعرب أحد أعضاء نقابة أساتذة التعليم العالي والبحث العلمي عن استيائه من تصرف المديرة غير المبرر متسائلا عن الدوافع التي جعلتها ترفض إعادة تنصيبه بالرغم أن القوانين واضحة حيث لايتم فصل أي عامل قبل أن تقول العدالة كلمتها، مشيرا الى أن التهمة كيدية حيث من المتعارف عليه في المعهد أن يأخذ الأساتذة المجهر لإجراء الأعمال الميدانية وهو ما حدث فعلا مع الأستاذ مكريش الا أن عدم حصوله على رخصة جعل المديرة تبني حجتها وتأمر بإحالته على لجنة التأديب التي لم تكن قانونية لأن المفروض أن تضم اللجنة ممثلي عن الأساتذة ورؤساء المصالح الا أن اللجنة ضمت أعوان إداريين، الأمر الذي اعتبره المتحدث خرقا للقانون مما ادى الى توقيف المداولات وتأجيل الفصل في الحكم، غير أن المديرة سارعت في تحرير محضر الطرد وتحويل القضية الى القضاء حيث رفعت ضده قضية بتهمة السرقة على مستوى محكمة الحراش التي برأته لتقوم بعدها بالطعن في الحكم لتتحول القضية الى مجلس قضاء الجزائر الذي أيد بدوره حكم البراءة وبالرغم من هذا فإن المديرة طعنت مرة ثانية في الحكم لترفع القضية بعدها إلى المحكمة العليا التي لم تفصل بعد في قراراها. موقف المديرة أثار غضب جميع أساتذة المعهد الذين قرروا الدخول في إضراب مفتوح إلى غاية حصولهم على ضمانات كافية من وزارة التعليم العالي بإعادة الأستاذ المفصول إلى منصب عمله الذي فصل منه ظلما. وقد لقي مساندة من طرف الطلبة الذين يشهدون بمدى جدية هذا الأستاذ المعروف بطريقة تعامله الجيدة مع الطلبة، مشيرا في هذا السياق إلى أن إضرابهم الذي دخل أمس يومه الثالث ناجح بالرغم من الضغوطات الإدارية لمنع الأساتذة من الالتحاق بالحركة الاحتجاجية. هذا وأضاف بعلي جمال بأن الطالب الذي كان يشرف عليه الأستاذ المطرود حاول حرق نفسه بالبنزين بعدما رفضت إدارة المعهد السماح بمناقشة أطروحة تخرجه، إلا أنه عدل عن قرار الانتحار بعدما تدخل الأساتذة وأكدوا له وقوفهم معه وأنه سيناقش أطروحته