بعث رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة برقية تعزية إلى أفراد أسرة الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد الذي فقدته الجزائر يوم السبت السادس أكتوبر وصف فيها الرّاحل بالمجاهد الشجاع والوطني الصرف، مؤّكدا أن الجزائر فقدت برحيله (مجاهدا من الرّعيل الأوّل تعلّقت همّته بتحرير الوطن من براثن الاحتلال وتخليص شعبه من مظالمه). ومثلما كان الحال عند وفاة الرئيس الرّاحل أحمد بن بلة، رحمة اللّه عليه، أعلن بوتفليقة حدادا وطنيا لمدّة ثمانية أيّام إثر وفاة الشاذلي بن جديد. قال الرئيس بوتفليقة في برقيته: (تلقّيت نبأ رحيل الأخ المجاهد الرئيس المرحوم بإذنه تعالى الشاذلي بن جديد إلى مثواه الأخير نسأل الكريم أن يدثّر روحه الزكية بثواب أهل الجنّة وأن يجتبيه إلى جواره وأن يجمعه بالسابقين الصالحين الصديقين في رياض الخلد والنّعيم مع من اصطفاهم من عباده العاملين وحسن أولئك رفيقا جزاء وفاقا). وتابع رئيس الدولة: (لقد فقدت فيه الجزائر مجاهدا من الرّعيل الأوّل تعلّقت همّته بتحرير الوطن من براثن الاحتلال وتخليص شعبه من مظالمه، فكابد محن النّزال إلى أن قيّض اللّه للجزائر استقلالها وعودة سيادتها على ترابها، حيث كان الرّاحل من بين أبنائها البررة الذين أسهموا في بناء الدولة الحديثة إلى أن تقلّد منصب المسؤول الأوّل في البلاد فأعطى من جهده ووقته لخدمة مصالح وطنه وظلّ على عهده في تواضعه ووفائه لمبادئه إلى أن ترفق المولّى بروحه إلى ملكوته الأعلى). (ويشاء القدر -يضيف الرئيس بوتفليقة- أن يرحل عنّا في صمت بعد أن شهد حلول الذّكرى الخمسين لعيد استرجاع الاستقلال الذي يعدّ يوبيلها الذهبي الأوّل والجزائر قد استرجعت أسباب المناعة وشروط نهضة مرتقبة بفضل عزائم أبنائها). واستطرد رئيس الدولة قائلا: (لكن ما حيلة المخلوق وهذا قضاء اللّه وقدره المكتوب بقدر ما يأخذ يهب وبقدر ما يفجع يواسي ويرحم. وإذ أنعيه اليوم إنما أنعي فيه المجاهد الشجاع والوطني الصرف مبتهلا إلى المولى جلّت رحمته العالمين أن يلحقه بالرّفيق الأعلى رفقة من ارتضاهم من الشهداء والمجاهدين، وأن يتنزّل على أهله ورفاق السلاح الصبر الجميل والسلوان). وأضاف الرئيس بوتفليقة قائلا: (وأعرب لكم جميعا ولذويكم الأكارم عن عزائي الخاص ودعائي الصادق بالرحمة والمغفرة). وأوضح بيان رئاسة الجمهورية أنه ولتمكين أفراد الأسلاك النظامية والمواطنين من إلقاء النظرة الأخيرة على الفقيد الرّاحل فإنه سيتمّ عرض جثمانه بقصر الشعب ابتداء من منتصف نهار يوم الأحد 7 اكتوبر 2012، وسيتمّ مواراته الثرى يوم الاثنين 8 أكتوبر 2012 بعد صلاة الظهر بمربّع الشهداء بمقبرة العالية. وخلص البيان إلى أنه وبهذه المناسبة الأليمة قرّر رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة إعلان الحداد الوطني لمدّة ثمانية أيّام عبر كامل أرجاء التراب الوطني ابتداء من السبت. سلاّل: "لقد تولّى زمام الأمور في مرحلة دقيقة" بعث الوزير الأوّل السيّد عبد المالك سلاّل برقية تعزية إلى عائلة الفقيد الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد أكّد فيها أن الرّاحل (تقلّد زمام الأمور في جزائر الاستقلال في مرحلة من أدقّ المراحل التي شهدتها بلادنا في تاريخها المعاصر). جاء في برقية السيّد سلاّل: (بقلب خاشع مؤمن بقضاء اللّه وقدره تلقّيت ببالغ التأثّر والأسى نبأ رحيل المجاهد الكبير الرئيس الشاذلي بن جديد رحمه اللّه وطيّب ثراه وأفاض على روحه مغفرة وثوابا الذي وافته المنية بعد أن قضى جلّ عمره مناضلا ومجاهدا في سبيل القضية الوطنية إبّان العهد الاستعماري قبل أن يتقلّد زمام الأمور في جزائر الاستقلال في مرحلة من أدقّ المراحل التي شهدتها بلادنا في تاريخها المعاصر). وأضاف الوزير الأوّل يقول: (وإذ اشاطركم الآلام والأحران في فقدان رجل من هذا الطراز فإنه لا يسعني أمام هذا المصاب الجلل إلاّ أن أتقدّم لكم ومن خلالكم إلى ذويه جميعا وكلّ رفقائه في السلاح والأسرة الثورية عامّة بأخلص عبارات التعازي وأصدق المواساة متوسّلا إلى المولى جلّ وعلا أن يتغمّد روحه الطاهرة بواسع الرّحمة والمغفرة ويسكنه فسيح الجنان مع الصدّيقين والأبرار وأن يلهمكم جميعا جميل الصبر وعظيم السلوان). ولد خليفة: "كان رجل دولة من الطراز الأوّل" بعث رئيس المجلس الشعبي الوطني السيّد محمد العربي ولد خليفة برسالة تعزية إلى عائلة الفقيد الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد أكّد فيها أن الرّاحل كان (رجل دولة من الطراز الأوّل). جاء في رسالة السيّد ولد خليفة أن الجزائر فقدت برحيل الشاذلي بن جديد (رجل دولة من الطراز الأوّل وهب نفسه من أجل استقلال الجزائر عندما كان مجاهدا وضابطا في صفوف جيش التحرير الوطني ولخدمة وطنه وبنائه حين تقلّد مناصب قيادية في الجيش الوطني الشعبي ثمّ رئيسا للجمهورية ليقود الجزائر إلى تحقيق نقلة نوعية في تاريخها بالتأسيس للتعددية السياسية)، وأضاف أن الجميع يشهد (لا سيّما من كان له شرف العمل معه بالتواضع وطيب الخلق ودفاعه المستميت عن المصالح العليا للبلاد والتعامل بحكمة مع كل التحدّيات التي واجهت البلاد أثناء رئاسته). وقدّم رئيس المجلس الشعبي الوطني لعائلة الفقيد وذويه وكلّ الشعب الجزائري أصالة عن نفسه وباسم كلّ نواب المجلس (أخلص عبارات التعازي والمواساة داعيا اللّه العليّ القدير أن يشمل الرّاحل برحمته وأن ينزله منزلا مباركا في جنّاته بين الصدّيقين والصالحين).