عبرت العائلات المقيمة بحي 200 مسكن بسيليستي الجديدة في بلدية حجوط ولاية تيبازة، عن تذمرها واستيائها الشديدين إزاء الوضعية المتدهورة لسكناتها الجديدة والتي تفتقر إلى التهيئة الحسنة، واعتبرتها لا ترقى لمستوى السكن والعمران العصري. ومن خلال حديثنا مع بعض القاطنين، أكدوا لنا أن فرحتهم بترحيلهم الصائفة الفارطة من بيوت هشة قطنوا بها أكثر من 10 سنوات، لم تتم، فبعد جملة المشاكل التي عانوا منها على مدار السنوات الماضية، من اهتراء للطرق، وارتفاع الحرارة صيفا، والرطوبة شتاءً والتي تسببت بالعديد من الأمراض النفسية والحساسية والجلدية للأطفال، جاء قرار ترحيلهم ليعيد بعض الأمل في نفوسهم من جديد، غير أن الوضعية التي وجدوا عليها شققهم الجديدة، خيبت آمالهم بدءا بضيق مساحتها، والتي لا تتسع للعديد من العائلات الجزائرية المعروفة بكثرة أفرادها، كما أكد البعض الآخر أن شققهم تبدو قديمة، وكأنه مر عليها مدة زمنية كبيرة، وذلك يتضح بمجرد ملامستها نظرا للنقائص الكبيرة التي وجدوها، والتي دفعت بالبعض إلى إعادة تهيئتها. وحسب محديثنا، فإن أغلب هذه الشقق عرفت تعديلات من طرف قاطينها كلفتهم مبالغ مالية كبيرة، في حين ذهب آخرون إلى الجزم أن المواد المستعمَلة في البناء مغشوشة، وهو ما أثار سخط وامتعاض العديد من الذين تأسفوا للوضعية التي آل إليها قطاع السكن في الجزائر، وعن سياسة الغش واللامبالاة المنتهجة من طرف القائمين على المشروع الذين لا تهمهم معاناة الناس أو راحتهم، فيما تخوف أحدهم من عدم قدرة هذه السكنات على الصمود والتحمل في وجه الزلازل، أو الظروف الطبيعية.وأمام هذه الوضعية التي وصفها السكان بالكارثية والمزرية، دعوا الجهات الوصية إلى ضرورة إخضاع السكنات الجديدة للرقابة، وإتمام السكنات على أكمل وجه قبل ترحيل الناس إليها، وهو نفس المشكل الذي شهدته عدة عائلات في عدة أحياء أخرى حسب السكان، على غرار حي 500 مسكن طريق مرَّاد الذي يشهد على حد تعبيرهم نفس النقائص والوضع الذي ينبئ بالاسوء./مليكة حراث