قال الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري أمس الثلاثاء ان بلاده ستحتاج إلى ثلاثة أعوام على الأقل للتعافي من آثار الفيضانات التي أدت إلى تدمير مساحات شاسعة وألحقت أضرارا بملايين الأشخاص. واضاف "تخمينكم جيد مثل تخميني، ولكن الأمر قد يستغرق ثلاثة أعوام على الأقل ولا أعتقد أن باكستان ستتعافى تماما، ولكننا سنمضي قدما". وحذر زرداري في حديث لصحيفة "الانديبندنت" البريطانية نشرته امس الثلاثاء، من أن يستغل المتشددون الإسلاميون هذه الكارثة التي تضرر من جرائها أكثر من 20 مليون من الباكستانيين. وقال زرداري إن بلاده تواجه تحديا من اجل منع هؤلاء من تحقيق مكاسب من وراء هذه الكارثة الإنسانية. الى ذلك، أجري مسئولون باكستانيون امس محادثات مع ممثلي صندوق النقد الدولي بغية الحصول على قرض طارئ لمواجهة كارثة الفيضانات التي تضرب البلاد منذ اكثر من ثلاثة اسابيع، فيما وعدت الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي بتقديم 700 مليون دولار لمساعدة باكستان. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن مسعود احمد المدير الإقليمي بصندوق النقد "الصندوق يسعى لإيجاد وسيلة لمساعدة باكستان في هذه المرحلة الصعبة، وستتم مراجعة اوضاع الاقتصاد الباكستاني في ضوء كارثة الفيضانات لتحديد أسلوب تقديم المساعدات مع الحفاظ على إجراءات تحقيق النمو". الى ذلك، اعلن مساعد الممثل الخاص للولايات المتحدة في أفغانستانوباكستان دان فلدمان تقديم 700 مليون دولار لمساعدة باكستان على معالجة تبعات الفيضانات المدمرة التي شهدتها. وقال "اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة الخميس شكل لحظة محفزة في ما يتعلق بمساهمات الدول الأخرى، لقد أحصينا وعودا تتخطى ال700 مليون دولار من أكثر من 30 دولة، بما في ذلك التزامنا بتقديم 150 مليونا"، من دون تفصيل اسماء الدول وقيمة مساعدات كل منها. وتابع: "هناك 300 مليون دولار اضافي لالتزامات غير محددة حتى الآن من بلدان مختلفة، مشيرا الى اجتماعات متعددة الأطراف جديدة ستعقد من أجل تنسيق المساعدات الدولية في الأسابيع المقبلة، بما في ذلك امكانية عقد اجتماع على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة نهاية سبتمبر". وبحسب مكتب الاممالمتحدة المخول تقديم حصيلة يومية لوعود المساعدات الانسانية، فان 490,7 مليون دولار من المساعدات الدولية تم دفعها حتى مساء الجمعة من جانب المجتمع الدولي، بالاضافة الى وعود بالمساعدات بلغت 325 مليون دولار. ونصف هذا المبلغ مر عن طريق الاممالمتحدة لتلبية نداءات بجمع 460 مليون دولار لصندوق الطوارىء الذي اطلق في 11 اوت. أما الباقي فجاء من المساعدات الثنائية- وخصوصا من السعودية التي دفعت أكثر من مئة مليون دولار- ومنظمات غير حكومية ومؤسسات وشركات خاصة. في ذات السياق، أعلنت الأممالمتحدة الاثنين ان ملايين الأشخاص يواجهون الجوع والأمراض جراء أسوأ فيضانات تشهدها باكستان، والتي أدت الى غمر المئات من القرى والبلدات بالمياه وتدمير الملايين من الهكتارات المزروعة بالمحاصيل وأضرت بأكثر من 15 مليون شخص. وقال أمجد جمال المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي: "نعمل جاهدين لإيصال الغذاء إلى ضحايا الفيضانات الذين يعيشون في مخيمات الاغاثة أو في العراء، ولكن لا يزال هناك الملايين لا يحصلون على طعام كاف أو لا يحصلون على طعام على الإطلاق". وأضاف "لا تزال هناك بعض المناطق التي لا يتسنى الوصول إليها بسبب الدمار الذي لحق بالجسور والطرق". وكانت الأممالمتحدة قد طالبت بالحصول على 40 مروحية إضافية للمساهمة في نقل الطعام إلى عشرات الآلاف ممن تقطعت بهم السبل. وأعربت المنظمة عن قلقها بشأن ازدياد المشكلات الصحية بين الناجين من الفيضانات. وقال ماوريزو جيوليانو، المتحدث باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في باكستان، إن نحو 1.5 مليون من منكوبي الفيضانات يخضعون حاليا للعلاج من الإسهال والأمراض الجلدية ومشكلات أخرى. وأعلن رئيس هيئة الأرصاد الجوية الباكستانية "استمرار حالة الفيضانات على مدار اليومين إلى الأيام الثلاثة المقبلة من منخفضة إلى مرتفعة".