طلب الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري من البرلمان الباكستاني تشكيل لجنة للنظر في تعديل المادة الدستورية التي تعطي الرئيس صلاحيات واسعة منها حل البرلمان والحكومة، من جهة أخرى قتل عشرة أشخاص وجرح 12 آخرون بتفجير استهدف الجيش الباكستاني في منطقة وزيرستان القريبة من الحدود الأفغانية، وقال زرداري -في أول كلمة له أمام البرلمان منذ انتخابه- إنها المرة الأولى التي يطلب فيها رئيس منتخب التنازل عن بعض صلاحياته، وطلب الرئيس الباكستاني الجديد من البرلمان تقليص صلاحياته الدستورية وخصوصا تلك التي تسمح له بحل الجمعية الوطنية وإقالة الحكومة، وقال زرداري في كلمة أثناء جلسة مشتركة للبرلمان "لم يعمد أي رئيس في الماضي في تاريخ هذه الدولة إلى طلب التخلي عن صلاحياته". وشدد زرداري في مجال آخر على دور بلاده في القضاء على ما وصفه بالإرهاب والتطرف، وقال إنه ينبغي على الحكومة الباكستانية أن تكون حازمة في عدم استخدام الأراضي الباكستانية منطلقا للهجمات, وعلى منع انتهاك سيادتها من قبل الآخرين تحت حجة مكافحة الإرهاب. من جهة أخرى استهدف تفجير انتحاري دورية للجيش الباكستاني في منطقة وزيرستان الحدودية مع أفغانستان، وتضاربت الأنباء بشأن عدد الجنود القتلى، وعبرت الإدارة الأمريكية عن مخاوف بشأن قدرة إسلام أباد على التصدي لتهديد "المتشددين" القادم من المنطقة النائية الواقعة على الحدود مع أفغانستان، وقال المتحدث العسكري الرائد "مراد خان" أن مهاجما يقود سيارة مفخخة استهدف دورية للجيش الباكستاني كانت تعبر من منطقة بنو إلى ميران شاه في إقليم وزيرستان، المنطقة القبيلة المحاذية للحدود الأفغانية. وتضاربت الأنباء بشأن عدد الجنود القتلى والجرحى، فذكرت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر أمنية باكستانية قولها أن ثمانية جنود قتلوا في الهجوم، بينما أشارت وكالة رويترز إلى أن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا في الحادث دون تأكيد أن التفجير تسبب به تفجير انتحاري. وانتخب زرداري في وقت سابق من هذا الشهر ليحل محل حليف الولاياتالمتحدة الوثيق برويز مشرف، وتحدث بوش وزرداري هاتفيا الأسبوع الماضي وتعهد الاثنان بالتعاون بين بلديهما. على صعيد متصل، أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي ستيفان هادلي أمس أن باكستان غير مؤهلة حتى الآن للتصدي لتهديد "المتشددين" القادم من المنطقة النائية الواقعة على الحدود مع أفغانستان في الوقت الذي كثفت فيه القوات الأمريكية ضرباتها في تلك المنطقة، وقال أنه لن يناقش الجهود الأمريكية لمكافحة الإرهاب في تلك المنطقة بما فيها غارة قيل أن قوات خاصة أمريكية شنتها هناك، لكنه أوضح أن واشنطن تحاول مساعدة الحكومة الباكستانية في التعامل مع التهديد. ويأتي اجتماع بوش وزرداري بعد غد الثلاثاء قبل جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة في ظل حالة من التوتر بين الحليفين بسبب الضربات التي تشنها القوات الأمريكية داخل الحدود الباكستانية ضد مقاتلي تنظيم القاعدة وحركة طالبان الأفغانية، لكن بعض المحللين حذروا من أن الإجراءات الأميركية الأحادية الجانب تشكل ضغوطا على حكومة باكستانالجديدة وتهدد تعاونها مع واشنطن.