تحمل أغلب قنينات مشروبات الطاقة شعارات التحدي والحيوية، وقد تجد فيها شريحة عريضة من الشباب شيئا يساير الموضة (إجابي) ورغبة في التغيير الذي تقف وراءه دلالات التحرر والإثارة والمغامرة وغيرها، لكنّه أخيرا قد يُصدم بتلك التقارير التي تصنفها في دائرة غير آمنة! فالإحساس بالقوّة والطاقة قد ينعكسان إلى خمول ومشاكل صحية متراكمة حقائق كانت أم إشاعات يأبى الكثيرون تصديقها أو يتحفظون عنها قد تخلق في المستقبل قلقا حقيقيا لهم. ودفعت الثقة في إستهلاك المشروبات الغازية والطاقوية على حساب الألبان والفواكه إلى زيادة إهتمام الغرب ومختبراته بها، الذي أصبح يحذرمن خطر الإعلانات التسويقية التي تستهدف بالخصوص الأطفال واليافعين أيضا ويتصدرها في المقام الأوّل (هشاشة الأسنان). وبسبب غياب حملة صحية للكشف عن أضرار هذه المستخلصات والمياه الغازية المنكهة والطاقوية والمكونّة غالبا من الكافيين، الأسبارتام والملوّنات والمحمضّات وغيرها.. فإنّ أي قيمة غذائية مرجوّة تختفي، ويبدو البعض على قناعة بأنّ مشروبات الطاقة والمشروبات الرياضية بصفة عامة أقل ضررا من القهوة والشاي، إذ يشكل الإدمان على هاذين الأخيرين خطرا على مرضى القلب والضغط الدّموي، وتصنيف بعض التقارير بأن تلك المشروبات المنعشة قد تحتوي على مستويات عالية للكافيين تساوي أو تتعدى 14 ضعفا أكثر من مشروب غازي مثل الكوكا كولا وغيرها، وقد لا يستطيع الذين يعانون إضطرابات معوّية تناولها لأنها تزيد من إفرازات العصارة المعوّية، كما وأنه أثناء القيام بنشاط بدني معتبر لا تغذي تلك المشروبات الأعصاب ولا توفّر قدرا كافيا من الفيتامنات بقدر ما تسحب من الجسم من فيتامينات مثل فيتامين (د) وغيرها. إنّ نقص الوعي وعزوف الشباب -خاصة- عن إحترام العادات الغذائية الصّحية والصبغة التجارية الطاغية للمأكولات وماركات المشروبات، كرّس ثقافة خاطئة عن الغذاء ناهيك عن الطاقة، وساهم الإعلام والرياضة في ترويج ماركات قد تكون سلعا (فاخرة) ولكنّها تحتوي بذاتها على سموم مقنعة تحمل أبعادا إقتصادية وسياسية خطيرة كما هو الحال مع مشروب الطاقة (بلو)، فهذه العلامة التجارية مسجلة لصالح إسرائيل، حسب ما تورده جهات مطلعة على الشبكة (الأنترنيت) محذرة من أن يكون ذلك تطبيعا مع الكيان الصهيوني لا يعلم أغلب المستوردين حجمه، وعملت بعض الدّول على خطر هذه المشروبات مثل: الدانمارك، ماليزيا، كندا، استراليا ... وغيرها في حين تشكل أغلب الدّول في المشرق والمغرب العربيين سوقا رائجة لبعض الماركات مثل (الرّد بول، البيسون، باتري ....) وأصبحت لهذه التجارة جملة وأصول وتقاليد مالية كونها من السلّع (الحلال) دون التفطن لأضرارها على مستوى البعيد لأنها قد تحتوي على مستويات مركزة من الأحماض الفوسفورية التي تؤدي إلى هشاشة العظام زيادة على حمض الماليك والكاربونيت وبعض الملوّنات، كلّها تؤدي إلى تراكم الفضلات الحمضية حول المفاصل وفي بعض الأعضاء كالبكد. وإلى أن يتفطن المستهلك وبعض الجهات إلى حجم الضرر الذي يقف وراءه الخمول النسبي وقلّة الرياضة وانتشار مقاهي الأنترنيت، لاتزال الثقافة الإستهلاكية في أوّل الطريق أمامها سوق جديدة تنمو على حساب صحة الشباب بما توّفره من بديل يسيء إلى الصحة العامة وإلى السلامة الجسدية أكثر ممّا يخدمهما.