تعيش بلدية الخبانة والتي هي في نفس الوقت عاصمة ومقر الدائرة بولاية المسيلة، واقعا تنمويا أقل ما يقال عنه أنه كارثي بجميع المقاييس، حيث يظل المواطن هناك حبيس وعود لم تقتصر على المواعيد الانتخابية، بل زادت وتضاعفت على مدار السنة والوقت وأضحت من كثرة اجترارها مجرد كلام وحديث (ممضوغ) موجه للاستهلاك المحلي وفقط، من التهيئة الغائبة عن أشباه الشوارع والأزقة إلى انعدام الإنارة العمومية بشكل شبه كلي، مرورا بالبطالة التي يتخبط فيها شبابها وكهولها وكل سكانها، وانتهاء بالوعود التي لم يتجسد منها في الميدان شيء يذكر. وتعتبر هذه البلدية منطقة فلاحية يعيش معظم سكانها على خدمة الأرض، لكن الظروف أجبرت العديد منهم على الهجرة إلى البلديات المجاورة لها، وذلك من أجل ضمان لقمة العيش التي أصبحت بهذه البلدية المعزولة شبه مستحيلة.. فعند زيارتك لهذه البلدية لا تصدق أنك في الجزائر، فأول نظرة تعطيك الصورة الحقيقية لهذه البلدية المعزولة، حيث فشلت كل محاولات النهوض المحتشمة، وتوقفت على إثرها مسيرة التنمية، وتبخرت وعود المجالس المتعاقبة على تسيير شؤون بلدية الخبّانة في تحقيق التغيير، وأخفقت المشاريع الزهيدة في محو أثار سنوات طويلة من الركود الاقتصادي والبؤس الاجتماعي، وتبخرت بذلك أحلام السكان التي عقدوها على شعارات تتحدث عن تحدي التنمية للعزلة، ليبقى السكان خارج مجال تغطية اهتمامات المسؤولين، فنتج عن قلة الموارد، العزلة والإهمال، وهي تذكرة اقتنتها البلدية لتحجز لها مكانا في قائمة أفقر البلديات بولاية المسيلة. وتظل بلدية الخبّانة خارج مجال التغطية التنموية، وتظل معها مشاكل المواطن مطروحة إلى أجل غير مسمى، وتظل معها الوعود مرفوعة على مدار السنة إلى أن تتضاعف وتتضاعف في المواعيد الانتخابية القادمة.