نظم مسلمون في فرنسا احتجاجًا من خلال توزيع الهلاليات أو (كرواسون الشيكولاطة) في عيد الأضحى المبارك هذا العام. وجرى توزيع كرواسون شيكولاطة تحت اسم (كوب) - وهو الإسم السياسي ل(جان فرانسوا كوب) المثير للجدل الذي ينتمي لتيار يمين الوسط - على المصلين في المسجد الكبير بباريس. وتسبب كوب الذي ينظم حملة ليصبح رئيس حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية يمين الوسط، بجدل مؤخراً بادعاء أنه يعرف طفلاً انتزع (لصوصٌ) مسلمون (كرواسون الشيكولاطة) من يديه. وقال كوب، وهو حاليًا أمين عام الاتحاد من أجل الحركة الشعبية، إن المهاجمين اتهموا الطفل بعدم الالتزام بالصيام في شهر رمضان. بدوره اتهم المجلس الفرنسي للعقيدة الإسلامية كوب بالافتراء على المسلمين ورفع شكوى رسمية ضده. وفي مناظرة تليفزيونية مع رئيس الوزراء السابق فرانسوا فيون، نفى كوب تشويه صورة المسلمين، قائلاً إن مزحته تستهدف فقط (اللصوص الذين يستغلون الدين). ونظم مجلس المسلمين الديمقراطيين بفرنسا عملية توزيع ألفي قطعة من مخبوزات (الكرواسون) على شكل هلال. وقال رئيس المجلس عبدالرحمن دحمان، وهو مستشار سابق لساركوزي لقضايا التنوع، الذي جرت إقالته لانتقاد موقف حزب الحركة من أجل الاتحاد الشعبي من الإسلام، إنه أراد توصيل رسالة ضد (الخوف من الإسلام والعنصرية). جديرٌ بالذكر أن إحصاءات رسمية فرنسية كشفت مؤخرًا أن الدين الإسلامي يعدُّ الدين الأكثر تفضيلا في فرنسا، مشيرةً إلى أن أربعة آلاف شخص يعتنقون الإسلام كل عام، حسبما تشير آخر الأبحاث التي أجرتها وزارة الداخلية الفرنسية. وأعلن خبراء الأديان في فرنسا أن 70 ألف فرد غيروا دينهم ليعتنقوا الإسلام حتى الآن. وبحسب تقرير الداخلية، فإن المسيحية الكاثوليكية تأتي في المرتبة الثانية بنسبة 2900 فرد في العام، ثم اليهودية 300 فرد. وصرح علماء الاجتماع الفرنسيون بأنه قبل 15 إلى 20 عامًا كان السبب الأساسي في اعتناق من دخلوا في الإسلام لدين جديد هو بحثهم عما يملأ الفراغ الروحي بداخلهم، أما الآن فالعامل الأساسي هو المناخ الاجتماعي.