تناولت صحيفة (الإندبندنت) البريطانية، أمس الاثنين، أعمال العنف التي يتعرض لها مسلمو الروهينغا في بورما على أيدي البوذيين، حيث اضطروا إلى النزوح بالآلاف من منازلهم. ونقل مراسل الصحيفة في بورما شهادات حية من نازحين احترقت قريتهم بالكامل في ولاية راخين غربي بورما على أيدي البوذيين، حيث قال أحدُهم إن عربات الإطفاء هرعت إلى مكان الحريق لا للإطفاء ولكن لإلقاء الوقود على ألسنة اللهب التي أتت على الأخضر واليابس. وكشفت صورٌ بالأقمار الصناعية تحول تجمع سكني كان مزدهرا يوما إلى رماد خلال أسبوع من العنف غربي بورما. وقال نازح آخر (عندما حاولنا إطفاء الحرائق التي أشعلها البوذيون هاجمونا بالسيوف) وأكد أنه لم يبقَ أي شخص في هذه المناطق، مضيفا (لو بقينا لقُتلنا جميعا.. إنها عملية تطهير عرقي ممنهجة ضد المسلمين كالتي حدثت في البوسنة من قبل). وأفاد المراسل أن بعض النازحين أكدوا أن الجيش قد حماهم لفترة عند اندلاع العنف في مستهل جوان الماضي، لكن القوات على الحدود قالت لهم فيما بعد إنها لن تستطيع حمايتهم وإنهم يجب أن يغادروا أراضي الراخين ورفضوا تحمل مسؤولية سلامتهم. وتقول الصحيفة أن العنف ينتقل من قرية إلى أخرى في مناطق تجمعات الأقلية، حتى أن المسلمين بدأوا مقدما في عمليات نزوح ليبدأوا رحلة بقوارب الصيد إلى المجهول. إلى ذلك، ارتفعت حصيلة قتلى المسلمين في أحداث الشغب المتجددة منذ أسبوع بين البوذيين والمسلمين في ولاية راخين غربي ميانمار إلى 84 شخصا، فيما قفز عدد المسلمين المصابين جراء تلك الأحداث إلى 129 شخصا حتى يوم السبت 27 أكتوبر الجاري حسبما أفادت وسائل الإعلام الرسمية، أمس الاثنين. وأفادت التقاريرالصحفية بأن أحداث الشغب الأخيرة شهدت حرق 2950 منزلا و14 مسجدا و8 طاحونات أرز. وذكرت مصادر محلية أن أحداث الشغب - التي امتدت من بلدة مينبيا إلى 7 مناطق وهي -مراوك يو، كياوك فيو، ميايبون، يازيداونغ، كياوكتاو وباوكتاو- أدت إلى تشريد ما يزيد على 20 ألف شخص. كما كشفت المصادر الرسمية أن إجراءات قانونية قد اتخذت ضد 1058 شخصا بتهمة التورط في أعمال عنف طائفية ودينية خلال الفترة من 8 جوان إلى 26 أكتوبرالحالي وتقويض استقرار ولاية (راخين). جديرٌ بالذكر أن سلسلة من الحوادث الدامية التي وقعت خلال الفترة من ماي إلى جوان فجرت اضطرابات وأعمال عنف قاتلة بين المسلمين والبوذيين في ولاية (راخين).