كشف المركز الوطني للإعلام والإحصائيات التابع للجمارك أمس الاثنين أن واردات الجزائر من السيّارات عرفت ارتفاعا بنسبة 40 بالمائة خلال التسعة أشهر الأولى من سنة 2012، موضّحا أن فاتورة واردات السيّارات ارتفعت بحوالي 37 بالمائة مقارنة بما تمّ تسجيله خلال السنة الفارطة. أفاد المركز الوطني للإعلام والإحصائيات التابع للجمارك حسب ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية أمس الاثنين بأن الجزائر استوردت 418.665 سيّارة خلال الأشهر التسعة الأولى من سنة 2012 في حين بلغ عدد السيّارات المستوردة في نفس الفترة من سنة 2011 حوالي 298.816 سيّارة، أي بمعدل 1550 سيّارة يوميا، علما بأن واردات السيّارات شهدت ارتفاعا بنسبة 40 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية. وأوضح المركز أن فاتورة واردات السيّارات شهدت ارتفاعا بنسبة 37.77 بالمائة، حيث انتقلت من 266.9 مليار دينارخلال الأشهر التسعة الأولى لسنة 2011 إلى 367.7 مليار دينار، أي حوالي 5 ملايير دولار خلال نفس الفترة من السنة الجارية. وأكّد المركز الوطني للإعلام والإحصائيات في ذات السياق أن وكالات السيّارات الأربعين التي تنشط على مستوى السوق الجزائرية استوردت 397.434 سيّارة خلال الأشهر التسعة الأولى لسنة 2012 مقابل 280.672 سيّارة خلال 2011، أي سجّلت واردات السيّارات لدى الوكالات ارتفاعا بنسبة 41.6 بالمائة. أمّا من حيث قيمة الواردات فقد قدّرت لدى وكالات السيّارات ب 340.03 مليار دينار مقابل 242.96 مليار دينار خلال الفترة المرجعية، وأشار ذات المركز إلى أن عدد السيّارات المستوردة من قِبل الخواص شهد ارتفاعا بنسبة 17 بالمائة، حيث انتقل من 18.144 إلى 21.231 سيّارة، كما شهدت قيمة الواردات ارتفاعا من 23.94 مليار دينار إلى 27.70 مليار دينار، أي ما يعادل نسبة 39.9 بالمائة. أمّا السيّارات السياحية فقد شهدت قيمتها ارتفاعا خلال هذه الفترة بما يعادل 81.6 بالمائة، حيث انتقلت من 1.549 مليار دينار إلى 2.813 مليار دينار. واستوردت الجزائر 390.140 سيّارة خلال سنة 2011، أي سجّلت ارتفاعا بنسبة 36.73 بالمائة، ممّا يمثّل قيمة 354 مليار دينار مقارنة بسنة 2010. وبالرغم من أثار الأزمة الاقتصادية العالمية وتوقيف القروض الخاصّة بالسيّارات والرّسوم المدرجة منذ 2008 بهدف ضبط السوق الجزائرية للسيّارات إلاّ أن الواردات التي شهدت ارتفاعا منذ 2010 لا زالت تتطوّر في هذا الاتجاه، ويفسّر هذا الانتعاش في مبيعات السيّارات حسب الخبراء بتحسّن القدرة الشرائية للمواطنين خلال السنوات الأخيرة بفضل ارتفاع أجور العمّال، لا سيّما في القطاعات العمومية. كما أوضح المركز الوطني للإعلام والإحصائيات ترتيب الواردات حسب بلدان المنشأ، مؤكّدا أن السيّارات الفرنسية لازالت تحتلّ المرتبة الأولى ضمن الواردات الجزائرية للسيّارات خلال الأشهر التسعة الأولى لسنة 2012، حيث باعت مجموعة (رونو) 9303 سيّارة بقيمة 73.49 مليار دينار مقابل 57.918 وحدة ب 42.10 مليار دينار في نفس الفترة من سنة 2011، أي ارتفاع بنسبة 60.6 بالمائة، واحتلّت سيّارات (بيجو) المرتبة الثانية ببيع 42.668 سيّارة بقيمة 39.19 مليار دينار مقابل 27.255 بقيمة 25.79 مليار دينار، أي سجّلت ارتفاعا من حيث الحجم بنسبة 56.6 بالمائة. وتأتي السيّارات الكورية (هيونداي) في المرتبة الثالثة ببيع 38.937 سيّارة بقيمة 25.44 مليار دينار مقابل 39.949 وحدة ب 22.47 مليار دينار في نفس الفترة من سنة 2011، مسجّلة بهذا انخفاضا طفيفا بنسبة 2.5 بالمائة. وبهدف إنشاء صناعة سيّارات محلّية باشرت السلطات الجزائرية مفاوضات منذ سنتين مع صانع السيّارات الفرنسي (رونو) لإنجاز مصنع لصناعة السيّارات في الجزائر، وقام الطرفان في ماي الفارط بالتوقيع على اتّفاق إطار لإنجاز هذا المشروع الذي سيسمح بإنتاج 75.000 سيّارة في السنة في مرحلة أولى ثمّ 150.000 سيّارة في مرحلة ثانية بحيث سيخصّص جزء منها للتصدير. وقام مؤخّرا وفد مختلط يتشكّل من ممثّلين من وزارة الصناعة وخبراء فرنسيين بتفقّد الموقع الذي سيقام عليه المشروع بالمنطقة الصناعية ل (وادي تليلات) بولاية وهران.