تعاني الكثير من الزوجات وخاصة الماكثات بالبيوت من بعض التعقيدات في حياتهن عندما يتعلق الأمر بالأزواج البخلاء الذين يجدون صعوبة في إخراج أموالهم وصرفها على أولادهم، حيث تعتبر هذه الأمور من أهم واجبات الزوج تجاه زوجته وأسرته، من الإنفاق عليهم وتلبية جميع متطلبات الزوجة والبيت من الوجوه كافة حسب طاقته وإمكانياته المالية، فالزوج ميسور الحال عليه أن يشبع رغبات زوجته مما تحتاج إليه من مأكل ومشرب وملبس وحاجات كثيرة أخرى، وأن يكون الزوج منطقياً ووسطاً في الإنفاق وألا يسرف وألا يقتر، وألا يكون بخيلاً شحيحاً، فالبخل والتقييد هما عدوا المرأة اللدودين. ومن خلال خرجتنا الميدانية التي قمنا بها من أجل الاستطلاع على الموضوع ومعرفة إلى أي مدى تؤثر هذه الظاهرة على العلاقة الزوجية في البيت وجدنا أن الزوجة التي لا تجد ما تقتات به وأطفالها، ويجتاح الجوع والحرمان كيانها وحياتها الزوجية وترى زوجها ميسور الحال يكنز المال ويبخل عليها، فقد تلجأ إلى استعمال طرق غير مشروعة إن لم تكن الزوجة ذات دين وخلق كريم فإن طمعها قد يدفعها إلى الخيانة الزوجية للحصول على المال دون أي خوف من الله. أما بالنسبة للزوج الذي يبخل على زوجته ولا يحقق رغباتها من مشتهيات الحياة اليومية فإنه يغرس في نفس زوجته الكراهية والنفور والحقد، ويصغر في عينيها حسب ما أفادتنا به السيدة (هاجر) أستاذة بالشريعة بجامعة الخروبة لتضيف أن: (المرأة تحب الرجل الكريم المعطاء والجواد الذي ينظر في مطالب زوجته ويحققها قبل أن تطلب الزوجة منه ذلك، عندها ستشعر الزوجة أن زوجها يفكر فيها ويحبها ويحس بها كزوجة، والزوج البخيل المقتر يتسبب لا محالة في إفساد أخلاق زوجته على مر الأيام ويحطم السعادة الزوجية، في هذا الصدد يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (دينار أنفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة ودينار تصدقت به على مسكين ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجراً ما أنفقته على أهلك) بهذا العطاء وبهذا السخاء يكون الزوج محبوباً لدى زوجته وأولاده، أما الذي يبخل فإنه يظل صغيراً في أعين الزوجة والأسرة جميعاً ومنبوذاً من قبلهم). بينما يرى آخرون أن الزوجة التي تغدو لديها معايير المادة والمال هي معايير (التفضيل) والتقييم، فإنها بذلك إن رأت زوجاً آخر أغنى من زوجها فلربما فضلته على زوجها إنْ لم يردعها وازع من دين أو خلق حسن، حيث تقول إحدى النساء ممن التقينا بهن: (زوجي بخيل غاية في البخل، لقد حرمني من كل ما أحتاج إليه وأشتهيه من متطلبات الحياة اليومية وذات يوم ورث أموالاً تقدر ب(45) مليون ديناراً، وعندما طلبت منه مبلغ خمسة آلاف دينار لشراء حاجة لي، فإنه تماطل في تلبية رغبتي يوماً بعد آخر حتى يئست وأخيرا لم أحصل منه على أي شيء الأمر الذي جعلني أكرهه لأن بخله أحال حياتي الزوجية إلى جحيم أسود لا يطاق). إذ أن أول ما يجب أن يعرفه الزوج عندما يتزوج أنه أنشأ أسرة وغدا معيلا للزوجة وللأسرة، لذلك يتوجب عليه أن يقوم بالصرف على زوجته وتلبية جميع متطلباتها وحاجاتها الضرورية من مأكل ومشرب وملبس وغيرها من مشتهيات الحياة اليومية في حدود استطاعته، وأن يسعى جاهداً لإدخال السعادة إلى قلب زوجته وأطفاله، وبهذا السلوك يكون الزوج محط إعجاب وحب الزوجة والأطفال، فيضفي بذلك على الأسرة أجواء المحبة والهناء والسعادة في الحياة الزوجية.