حينما أرى وأسمع ردود الأفعال الصابرة المحتسبة من أهلنا الأبطال في غزة تجاه المجازر الوحشية البشعة التي يرتكبها ضدهم المجرمون الصهاينة أتذكر قول الله تعالى: (وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) (آل عمران:146). وأتذكر قول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ. قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ) (رواه أحمد). وأحس بالضآلة عندما أقارن نفسي وكثير من بني قومي بهؤلاء العمالقة الشامخين الصامدين الذين يتحملون ما تنوء به الجبال بصبر وثبات عجيبين، ولا يرضون عن أرضهم ووطنهم بديلا. إن هذا الشعب الأبي البطل يستحق منا كل التحية المقترنة بدعم لا محدود بجميع أنواعه الممكنة، معنوية ومادية، فهم رأس حربنا في مواجهة العدو التاريخي لأمتنا والذي يحلم ويسعى لالتهامها من الفرات شرقا إلى النيل غربا ومن تركيا شمالا إلى المدينةالمنورة جنوبا. وأبشِّر أهلنا في غزة بأن النصر آت آت عما قريب، فقد شاء الله تعالى أن تتبدل الأحوال، وبعدما كانت وزيرة الخارجية الصهيونية تعلن الحرب على غزة في ديسمبر عام 2008م من قلب القاهرة، إذا برئيس وزراء مصر الحالي يذهب إلى قلب المعمعة ليزور مستشفى الشفاء في غزة ويحمل بيديه أطفالها الشهداء. وبعدما وقفت قيادة مصر السابقة حجر عثرة لمنع اكتمال نصاب القمة العربية الطارئة في قطر حتى قال أميرُها (حسبي الله ونعم الوكيل)، إذا بمصر الآن هي من تدعو لاجتماعات طارئة، ويهب أميرُ دولة قطر وأردوغان رئيس وزراء تركيا لتلبية الدعوة ويلتقون الرئيسَ المصري لمؤازرة المقاومة ممثلة في قيادة حماس. لقد هوّنت عليّ المرارة َ والغصة التي أشعر بها تلك الصواريخُ الهادرة التي تقض مضاجع الصهاينة في تل الربيع (تل أبيب)، وتلك القوافل التي تحمل مواد الإغاثة وتمر عبر معبر رفح المفتوح طوال اليوم، وتلك الجموع المتيقظة التي احتشدت لتؤازر إخوانها في غزة معلنة عن استعدادها للتطوع والجهاد في فلسطين، فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا. إنني أكاد أرى اليوم الذي تتحرك فيه الجيوش المؤمنة لتحرير المسجد الأقصى وفلسطين الحبيبة يقترب، لذا لا يسعني إلا أن أذكّر قومي بقول الله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) (الأنفال:60).