بما أنه موسم جني الزيتون راح أغلب التجار إلى عرض زيت الزيتون كمستخلص طبيعي من الزيتون وراحت ربات البيوت إلى المسارعة من أجل الظفر بالزيت الجيدة التي تبقى هي المطلوبة وتوفرت على أنواع وألوان مختلفة اتخذتها من ألوان الزيتون بعد عصره، ولطالما عرفت العائلات الجزائرية باستعمالها الواسع لزيت الزيتون سواء في الطبخ أو لمعالجة بعض الأمراض على غرار السعال، ولا يخلو أي بيت جزائري من تلك المادة الضرورية بالنظر إلى تعدد منافعها الكثيرة للمداواة ولاستعمالات متنوعة. ما قابلنا على مستوى أغلب الأسواق بحيث راح التجار إلى اصطفاف الزيت بمختلف أنواعها خاصة مع الطلب الكبير عليها وطموح الكل إلى الظفر بزيت جيدة والتي لم يتوان التجار على توفيرها في هذه الآونة تزامنا مع موسم جني الزيت وإنتاج المعاصر لزيت جديدة يكثر الطلب عليها من طرف الكل، لاسيما مع موجة الزكام الحاد التي زارت الكل والتي اصطحبت بسعال قوي ما أعلمنا به أغلب الزبائن على مستوى سوق بئر توتة الذي راح أغلب تجاره إلى عرض كمية واسعة من الزيوت الطبيعية الجيدة وتوفرت بسعر 600 دينار للتر الواحد خاصة وأنها زيوت طبيعية مستخلصة من الزيتون، ما بينه أحد التجار الذي قال إن الإقبال هو كبير على مختلف الزيوت وقد عرض الزيت الأخضر الفاتح المستخلص من الزيتون الأخضر وزيت أسود مستخلص من الزيتون الأسود، وعن الأكثر طلبا قال إن النوعين معا مطلوبان، فأما الزيت الأخضر فهو يلاءم أكثر للغذاء، أما الزيت الأسود فهو ينفع للاستطباب، وليس هناك مشكل من استعماله في الطبخ وإعداد السلطات هو الآخر خاصة وأنها زيوت أصلية مائة بالمائة تبعد عن الغش أو الخلط بزيوت أو مساحيق متنوعة للزيادة في درجة لونها، ليضيف أنه لا يخول له ضميره الإتيان بتلك الأفعال وخداع الناس بعد دفع أموالهم بل هو يطمح إلى كسب ثقة الزبون وإرضائه في كل مرة من أجل العودة. وقد أكدت النسوة جودة الزيت المعروضة والتي تظهر معالمها من رائحة الزيت وطعمه الذي يشبه بكثير نكهة الزيتون. هذا ومن دون أن نغفل الفوائد الصحية لزيت الزيتون، بحيث أشارت الأبحاث المختلفة في مجال علاقة الغذاء المستهلك وصحة الشعوب أن غذاء (حوض البحر المتوسط) له علاقة وطيدة بالحد من ارتفاع الكولسترول ومن الإصابة بأمراض القلب وكذا الضغط وأمراض الجلد، وأرجع الباحثون هذه المعلومة أو النتائج الإيجابية إلى ارتفاع استهلاك زيت الزيتون في غذاء سكان هذه البقعة من العالم. كما تشير الدراسات أن هناك انخفاضاً في معدل الوفيات الناتجة من الإصابة بالسرطان في مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط، وتوضح هذه الدراسات أن غذاء سكان هذه المناطق يشمل على نسبة جيدة من زيت الزيتون كمصدر للدهون في غذائهم، ولا ننسى تأثير استهلاك الخضار والفواكه، وخصوصاً الإصابة بسرطان الثدي والمعدة، وتوضح هذه الحقائق أن زيت الزيتون يحتوى على نسبة جيدة من فيتامين (ه) والذي يعرف بمضاد الأكسدة وبالتالي يقوم بتغليف وربط المواد المؤكسدة وتخليص الجسم منها، ولوحظ أن استهلاك (ملعقة زيت زيتون) يومياً يمكن أن تنقص من خطر سرطان الثدي بنسبة أكثر من 40 %.