ق. حنان يدرك الكثيرون الفوائد الغذائية والعلاجية لزيت الزيتون، كيف لا وشجرتها هي الشجرة المباركة التي ذكرها الله عز وجل في القران الكريم، وقد بينت الدراسات الحديثة أن الذين يستهلكون زيت الزيتون بصورة منتظمة أقل عرضة للإصابة بمرض السرطان وخاصة سرطان الثدي. كما اكتشف أن الأشخاص الذين يتناولون زيت الزيتون بانتظام أقل عرضة للإصابة بالنوبات القلبية وغيرها من أمراض الأوعية الدموية في القلب. وفي دراسات أخرى ظهر أن سكان حوض المتوسط أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب مقارنة مع الشعوب الغربية، الأمر الذي يعزى إلى استهلاكهم الكبير لزيت الزيتون فهو غني بالدهون الأحادية غير المشبعة وهي دهون جيدة، كما أنها غنية بمضادات الأكسدة التي تساعد على منع تشكل وباء انسداد الشرايين. تشكل الأحماض الدهنية الأحادية المشبعة أكثر من 80 % زيت الزيتون والتي تقاوم التأكسد بشكل أفضل من الأحماض الدهنية المتعددة وهو يستخدم للمساعدة على خفض ضغط الدم ونسبة الكولسترول، وبالتالي خفض احتمال التعرض للإصابة بأمراض القلب. ويقال إن الأغذية المقلية بزيت الزيتون تحتفظ بقيمة غذائية أعلى مقارنة بتلك المقلية بأنواع أخرى من الزيوت. وتعتمد عدة اسر جزائرية على زيت الزيتون بصفة خاصة في إعداد بعض أطباقها التقليدية والسلطات والعجائن، بالإضافة إلى احتفاظها دائما بكمية منها موجهة لعلاج بعض الأمراض أو الأعراض الطارئة، كالسعال وأمراض الصدر، بالإضافة إلى آلام العظام والمفاصل، وعدد من الأمراض الكثيرة الأخرى، هذا ناهيك عن أن كثيرين يستعملونها كقطرات للأذن في حال وجود آلام حادة على مستواها، ويعتقد بعض الجزائريين ان قطرات من زيت الزيتون الساخن وحدها أو بعد إضافة كميات مطحونة من الثوم اليها يمكن ان تؤدي الى شفاء ألام الاذن او الالتهابات التي تحدث فيها نتيجة عدة عوامل، وغالبا ما يتم اللجوء الى هذه التصرفات والممارسات الطبية الشعبية المتوارثة، قبل اللجوء الى الطبيب، الذي لا يقصده البعض الا بعد وصول الامور الى ما لا تحمد عقباه. ولا تبدو الخطورة في مادة زيت الزيتون نفسها، بل في الطريقة الغريبة التي يستعملها بعض الناس عبر استغلال هذه المادة في معالجة ألام والتهابات الاذن، حيث يقومون بتسخين قطرات منها وتقطيرها مباشرة داخل الاذن، مع ان ذلك حسب عدد من المختصين هو الخطورة عينها، والتصرف الذي يمكن ان ينتهي بتمزق طبلة الاذن وفقدان القدرة على السمع نهائيا، رغم ان الإصابة كانت في الأساس اقل من ذلك، وكان بالإمكان تفاديها عبر استشارة الطبيب، او عبر تجنب تقطير مواد ساخنة حتى وان كانت تتعلق بزيت الزيتون الذي هو علاج طبيعي في الاصل، ولا يكتفي البعض بتقطير زيت الزيتون الساخن فحسب بل يمتد ليشمل عددا من المواد الأخرى، كالليمون او القطران او العسل، والغريب أيضا انه جميعها يتم تقطيرها داخل الاذن، وهي عضو حساس جدا، ساخنة، دون التفكير او دون الانتباه الى عواقب ذلك، ما يتطلب ضرورة استشارة الطبيب عندما يتعلق الأمر بمناطق حساسة من الجسم كالاذن والعين والانف والحنجرة، عوض اللجوء الى ممارسات شعبية قديمة اكل عليها الدهر وشرب.