* "طلبنا أن يتكفّل الشعب باللاّجئين وهذا لم يعجب بوشاقور" اتّهمت لمياء الحموي النّاطقة باسم اللاّجئين السوريين بمخيّم سيدي فرج، في حديث خصّت به (أخبار اليوم) الهلال الأحمر الجزائري بإصدار قرار بطرد عائلتين سوريتين من المخيّم دون توفير أيّ بديل، سواء من حيث الإيواء أو التكفّل بكلّ جوانبه، وأرجعت أسباب القرار إلى تصريح لها على قناة المغاربية الفضائية كشفت فيه حجم المعاناة التي يعيشها اللاّجئون السوريون داخل المخيّم، وبالمقابل لم نستطع الحصول على تعليق من الأمين العام للهلال الأحمر الجزائري حول الموضوع بعد أن اعتذر عن الحديث ل (أخبار اليوم) لأكثر من مرّة مقدّما حججا مختلفة في كلّ اتّصال. * وصلتنا أخبار أنه تمّ طرد بعض العائلات من مخيّم سيدي فرج الذي خصّص لإيواء اللاّجئين، هل هذا صحيح؟ ** نعم، في الحقيقة تمّ طرد عائلتين من المخيّم هما عائلة فهد الحموي الذي هو زوجي وعائلة مروان عزّوز، مباشرة بعد استضافتنا وتصريحنا على فضائية المغاربية عن طريق الهاتف، ووصلهم هذا الخبر فتمّ طردنا حتى أنهم استغلّوا غياب أزواجنا ليتمّ طردنا إلى الشارع مع أولادنا. * لكن ما أسباب الطرد بالضبط؟ ** خلال استضافتنا في قناة المغاربية الفضائية تكلّمنا بصراحة عن كلّ ما نعانيه داخل المخيّم وفضحنا ممارسات الإدارة والمعاملة السيّئة التي نلاقيها، وكيف نحرم من أبسط الأمور الضرورية داخل المخيّم وكيف نجاب في حال احتجاجنا عن هذا النّقص حتى أنهم يقولون لنا (اللّي ما عجبو الباب يفوّت جمل) و(اللّي ما عجبو يطلع برّا)، وهو ما حصل معنا فعلا. * لكن من المسؤول عن طرد عائلتين لاجئتين إلى الشارع؟ ألم تحصلوا على أيّ توضيح؟ ** نحن تكلّمنا مع إدارة المخيّم حول أسباب طردنا وسألنا عمّن يقف وراء قرار طرد عائلتي الحموي وعزّوز فقالوا لنا إن القرار صدر عن الهلال الأحمر الجزائري فاتّصلنا بالأمين العام للهلال لحسن بوشاقور فقال لنا هو الآخر إن القرار صدر عن جهات عليا، وقال إننا لا نستحقّ أن نحظى بأيّ رعاية، وأنه (ما بيتساوى فينا خير أصلا)، وأشار إلينا بالعودة إلى بلدنا إذا لم ترحنا الأوضاع التي نعيش في ظلّها، ونحن اليوم نتساءل إلى أين سنذهب؟ حاولنا الحصول منه عن أيّ توضيح حول الوجهة التي يمكن أن نسلكها، لا سيّما وأننا وجدنا أنفسنا وحدنا بعد أن طردنا إلى الشارع في غياب أزواجنا لكنه أقفل الهاتف، ونحن نريد أن نعرف اليوم أيّ أوامر أو جهة عليا هذه التي تطرد عائلتين لاجئتين من مخيّم خصّص لهم. * لو نعود بالزمن إلى يوم طردكم من المخيّم هل لك أن تصفي لنا المشهد؟ ** قدم إلينا مدير المخيّم رفقة أربعة أعوان وطلبوا منّا حزم أمتعتنا لأننا سنغادر المخيّم، اعتقدنا في البداية أنه سيتمّ نقلنا من مخيّم سيدي فرج إلى مكان آخر لكن المدير أخبرنا بأنه قد صدر قرار بطرد عائلتين هناك هما عائلة الحموي وعائلة عزّوز، طلبنا من مدير المركز أن يوضّح لنا على الأقلّ أسباب الطرد فقال إن القرار صدر عن الهلال الأحمر الجزائري، فاتّصلنا ببوشاقور كما قلت لك لكنه قال إننا لا نستحقّ البقاء في المخيّم، وأن فعل الخير لا ينفع معنا، نحن تكلّمنا في قناة المغاربية وقلنا إننا نريد من الشعب الجزائري أن يتكفّل بالعائلات السورية، والظاهر أن الأمين العام للهلال الأحمر الجزائري لم يعجبه هذا الكلام فقال لنا اذهبوا إلى الشعب ليتكفّل بكم. * كم هو عدد أفراد العائلتين اللتين تمّ طردهما؟ ** عائلة السيّد فهد الحموي تتكوّن من خمسة أفراد، وأصغر فرد بنت عمرها ستّ سنوات أمّا عائلة مروان عزّوز فهي عائلة كبيرة معه أمّه مسنّة ووالده شيخ وأخته لديها ثلاثة أطفال، يعني حوالي ثمانية أفراد، ونحن اليوم لوحدنا بعدما طردونا إلى الشارع، خصوصا وأنه تمّ طردنا دون مراعاة غياب أزواجنا، بل تمّ استغلاله على ما يبدو، كنّا نساء بمفردنا في غياب أزواجنا الذين تعرّضوا لمحاولة اغتيال في قلب المخيّم لولا تدخّل أعوان الدرك الوطني. * أنتم اليوم خارج المخيّم دون أيّ تكفّل من الجهات الرّسمية الجزائرية، أين تقيمون؟ وكيف تدبّرون أموركم في غياب ربّ العائلة؟ ** بتنا أوّل ليلة في بيت عائلة بمنطقة اسطاوالي، ثمّ تكفّلت بنا عائلة من منطقة بني مسوس، الحمد للّه الشعب الجزائري تطوّع بنفسه للتكفّل بنا، لكن إلى متى ونحن على هذه الحال؟ الهلال الأحمر الجزائري لم يسأل عنّا حتى لا عن مبيتنا ولا عمّن يتكفّل بنا في غياب أزواجنا. * من هو المتكلّم باسم اللاّجئين اليوم؟ ** من المفترض أنا من يتحدّث باسم اللاّجئين داخل مخيّم سيدي فرج. * لكن أنت اليوم خارج المخيّم كيف لكي أن تنقلي معاناتهم؟ ** أنا أخرجت من المخيّم لكن لديّ عيونا هناك وسأفضح ممارساتهم لأنه وبعد طردنا صاروا يهدّدون العائلات التي ما تزال مقيمة داخل المخيّم بالطرد على أساس أن مصير كلّ من يحاول الاعتراض أو الاحتجاج سيلقى نفس مصيرنا، لكن هذا لن يسكتني، لن أسكت بعد طردي لأن أهلي لازالوا داخل المخيّم.