رغم رغبتنا في مشاطرة اللاجئين السوريين فرحتهم بعيد الأضحى المبارك، إلا أننا لم نتمكن من دخول الشاليات التي يحتمون بها في سيدي فرج بالعاصمة، بعدما منعت إدارة الهلال الأحمر الجزائري دخول الإعلاميين إلى المخيّم. ولدى سؤالنا المكلفين بالأمن المتواجدين بمدخل المخيّم عما إذا تسلموا تعليمات كتابية تثبت ما صرّحوا به، أكد هؤلاء أنهم تلقوا، قبل عيد الأضحى المبارك، تعليمات صارمة من طرف الأمين العام للهلال الأحمر، لحسن بوشاقور، بعدم دخول أي وسيلة إعلامية إلى المخيّم، كما تم منع العائلات من الإدلاء بأي تصريحات للإعلاميين، حسبما أكدوه. ويواجه السوريون المتواجدون بمخيّم سيدي فرج بالعاصمة، حظرا إعلاميا محكما، طبقته في إطار تعليمات شفوية إدارة الهلال الأحمر الجزائري. وقد جاءت التعليمات، حسب ما أسرته لنا مصادر بالموقع، بإيعاز من جهات مسؤولة في الدولة، تفاديا لفتح الباب أمام السوريين المتواجدين لتقديم آرائهم أو شهاداتهم بخصوص الوضع في سوريا، بما أن المكان يضم كلا الطرفين المتصارعين، من معارضين وموالين للنظام. كما منعت الإدارة الزيارات على المقيمين داخل المخيّم، حيث يمنع دخول أي شخص من أقارب العائلات أو معارفهم ماعدا الأشخاص المقيمين، وهو الأمر الذي لم تصنع بشأنه الإدارة الاستثناء. وأكدت ذات المصادر أن المخيّم يضم أزيد من 31 عائلة، قامت، أول أمس، بنحر أزيد من 20 أضحية تم جمعها من طرف الهلال الأحمر الجزائري وبعض المواطنين الجزائريين، كما سخر الهلال الأحمر أزيد من 15 امرأة جزائرية من صفوفه لمساعدة النسوة السوريات على غسل أحشاء الأضحية وإعداد رأس الأضحية وأطرافها فيما يعرف بأكلة ''البوزلوف''، حيث أكد لنا بعض القائمين على المكان أن النساء السوريات المتواجدات بالمخيّم لم يتمكنّ من تنظيف الأحشاء والأعضاء بمفردهن. كما وفرت إدارة الهلال طبيبا بيطريا، عاين الأضاحي. قرّرنا التحدث إلى النازحين السوريين المتواجدين في المخيّم، وطلبنا من القائمين على الأمن بإخبار مجموعة منهم للخروج والحديث معنا، فكان رد هؤلاء أن السوريين لا يرغبون في الإدلاء بأي تصريحات للصحافة، وهو عكس ما لمسناه لدى السوريين بمجرد أن وجهنا أحد شباب الحي للحديث إلى أصدقائهم السوريين عبر السياج الحديدي المحيط بالمخيّم. فبمجرد أن علم النازحون بهوّيتنا، خرجوا في مجموعات متفرّقة من المخيّم، وأكدوا أنهم كانوا ينتظرون فرصة إجراء لقاء مع الإعلاميين الجزائريين، حيث أوضح مروان عزوز أنها السنة الثانية على التوالي التي تمرّ على سوريا، في ظل الأزمة التي لم تظهر بوادر انجلائها، حسبه، حيث أشار إلى أن العائلات السورية والشباب الفارين من جحيم الحرب هناك يتوافدون بصفة دائمة إلى المخيّم، وهو ما يؤكد، حسبه، بلوغ العنف في سوريا مستويات خطيرة، أفرغت صبر العائلات التي لم تعد قادرة على الصمود. وقال مروان إن الإحساس بفرحة العيد ليس مثل السنوات السابقة التي كانت تعيش فيها البلاد حالة استقرار، ذلك أن الخوف على مصير الأهل والأصدقاء والتوجس مما قد يصيبهم يطغى على تفكير النازحين، وأضاف ''نفتقد لمة الأهل في سوريا. ورغم أن الجزائر بمثابة بلدنا الثاني، إلا أن الفرحة اختارت تطليقنا منذ سنتين''، مؤكدا أن الاتصالات والأخبار مقطوعة عن ذويهم منذ مدة. وتحدث عن وجود ضحايا مجازر دموية ارتكبها النظام السوري، ومفقودين لم يتضح مصيرهم بعد. وقال مروان إن النازحين وجدوا صعوبة بالغة في الوصول إلى الجزائر، رغم التسهيلات الكبيرة التي قدّمتها سلطات بلادنا، مبرزا أن النظام السوري شدّد الرقابة على تنقلات السوريين إلى خارج البلاد، خاصة منهم الشخصيات السياسية والإعلاميين، ويقوم بصفة دائمة بحملة اعتقالات واسعة في المطارات، وقد وصلت، حسب محدثنا، 3 عائلات جديدة عشية عيد الأضحى المبارك، فيما أشار إلى وجود عائلات سجلت لدى إدارة الهلال الأحمر، وتنتظر الموافقة وتوفير غرف لها للإقامة بالمخيّم، فيما اختارت عائلات أخرى الإقامة لدى أقاربها وأصدقائها.