بعد المجموعتين الأولى والثانية يسدل الستار مساء اليوم على مباريات الدور الأوّل من المجموعة الثالثة، وفيها يتواجد حامل لقب الطبعة الأخيرة المنتخب الزّامبي تحت مقصلة الإقصاء، حيث يستوجب عليه الفوز بلقاء اليوم على متصدّر المجموعة منتخب بوركينا فاسو إن أراد أشبال المدرّب الفرنسي هيرفي رونار مواصلة رحلة الدفاع عن لقبهم القارّي، لكن مأموريتهم في غاية الصعوبة، خاصّة وأن منافسهم بحاجة إلى نقطة واحدة لبلوغ الدور الموالي كونه يملك أربع نقاط من تعادل أمام بوركينا فاسو وفوز ساحق على إثيوبيا (4/0)، فيما حقّق المنتخب الزّامبي تعادلين أمام نيجيريا (1/1) وأمام بوركينا فاسو بنفس النتيجة. على عكس المنتخب الزّامبي تملك نيجيريا مصيرها بيدها في التأهّل إلى الدور رُبع النّهائي، وتتصدّر بوركينا فاسو الترتيب برصيد 4 نقاط مقابل نقطتين لكلٍّ من زامبيا ونيجيريا ونقطة واحدة لإثيوبيا. لكن من النّاحية النّظرية تملك جميع المنتخبات الحقّ في الطموح والأمل في التأهّل بالنّظر إلى وضعيتها في الترتيب العام، فلا يوجد أيّ منتخب حقّق انتصارين ولا أيّ منتخب مُني بهزيمتين، على غرار منتخب كوت ديفوار الفائز بلقاءين أو منتخبنا الوطني المنهزم في مباراتين. (سا 18.00) نيجيريا - إثيوبيا "النّسور الخضراء" في رواق جيّد لمواصلة التحليق حتى وإن وضعت نيجيريا نفسها في وضعٍ صعب لكن مصيرها يبقى في يدها خلافا لما هو عليه حال مع زامبيا. وتحتاج نيجيريا إلى الفوز الذي يؤهّلها أو التعادل شرط عدم فوز زامبيا على بوركينا فاسو التي دكّت شباك إثيوبيا برباعية نظيفة في الجولة الثانية، فيما كان التعادل (1-1) سيّد الموقف بين نيجيريا وزامبيا بعد أن شهدت الجولة الأولى تعادلين وحصل كلّ منتخب على نقطة دون أن يملك أحدهما امتياز فارق الأهداف عن غيره (لكلٍّ منهما هدف وعليه هدف). نيجيريا قاب قوسين أو أدنى من التأهّل تبدو نيجيريا شبه واثقة من خطف إحدى البطاقتين حسب مدرّبها ستيفن كيشي الذي يؤكّد: (إننا نملك مصيرنا بأيدينا، علينا الفوز بأيّ ثمن وأن نقدّم الصورة الحقيقية عن مستوانا وإمكاناتنا). وأبقت نيجيريا جميع الأبواب مفتوحةً أمامها بتعادلها مع زامبيا وفوزها على إثيوبيا، وهو متوقّع نظرا لفارق المستوى، يمنحها تلقائيا إحدى البطاقتين بغض النّظر عن نتيجة المباراة الثانية. إيكيتشوكوو أوتشي: "إمّا أن نفوز ونتأهّل وإمّا أن نخسر ونخرج" يشاطر مهاجم فياريال الإسباني إيكيتشوكوو أوتشي، هدّاف نيجيريا في التصفيات برصيد 3 أهداف، مدرّبه كيشي الرّأي: (إمّا أن نفوز ونتأهّل وإمّا أن نخسر ونخرج من المنافسة، أنا أعتقد وواثق من أننا سنفوز على إثيوبيا). نيجيريا لعنة إثيوبيا في آخر لقاءات الطرفين في التصفيات المؤهّلة إلى أمم إفريقيا 2012 في غينيا الاستوائية والغابون فازت نيجيريا (4-0) ذهابا وتعادلتا )2-2) إيّابا. يذكر أن نيجيريا، الحاصلة على اللّقب مرّتين عام 1980 على أرضها و1994 في تونس، والتي غابت عن النّسخة السابقة، لم تتخلّف عن الدور رُبع النّهائي منذ عام 1982 في ليبيا، حيث حلّت ثالثةً في المجموعة التي ضمّت أيضا إثيوبيا وزامبيا. أداء إثيوبي متواضع على الطرف الآخر قدّمت إثيوبيا التي لا تملك إلاّ لاعبا واحدا محترفا في أحد الأندية المتواضعة في الدوري السويدي، عرضا قويا أمام زامبيا وأرغمتها على التعادل بعشرة لاعبين بعد أن طرد حارسها في وقت مبكّر، ثمّ انحنت أمام بوركينا فاسو بعد أن كانت الأفضل في نصف الساعة الأوّل وأقرب إلى التسجيل من منافستها، ثمّ ولج مرماها الهدف الأوّل (34) قبل أن تنهار في رُبع الساعة الأخير، وتلقّت شباكها 3 أهداف بسبب قلّة الخبرة التي أدّت باللاّعبين إلى الاندفاع إلى الأمام دون حساب مستعجلين التعادل. إثيوبيا توّجت باللّقب عام 1962 حتى وإن غاب المنتخب الإثيوبي عن العرس القارّي لمدّة 31 سنة كاملة فآخر مشاركة لها في النّهائيات تعود إلى سنة 1982 بدورة ليبيا وفيها خرجت في الدور الأوّل، إلاّ أن المنتخب الإثيوبي سبق له وأن ذاق حلاوة التتويج بالكأس القارّية، حدث هذا سنة 1962 في الدورة التي استضافتها. (سا 18.00) زامبيا - بوركينا فاسو التعادل يقصي حامل اللّقب تبدو زامبيا في وضع حرج جدّا ومهدّدة بعدم التأهّل وإكمال مشوارها في الدفاع عن اللّقب التاريخي الذي حقّقته في النّسخة السابقة وتحتاج إلى الفوز دون سواه لاقتلاع إحدى البطاقتين، وخروجها يعني غيابها عن رُبع النّهائي لأوّل مرّة منذ 1992. حارس زامبيا أنقذ منتخب بلاده من محنة الإقصاء المبكّر على غرار النّسخة الماضية لعب حارس زامبيا كينيدي مويني دورا مُهمّا في تجنيب بلاده الخسارة في المباراتين الأوليين عندما صدّ ركلة جزاء لإثيوبيا وسجّل هدف التعادل في مرمى نيجيريا من ركلة جزاء. مويني يثق في قدرات منتخبه في التأهّل يؤكّد مويني ثقته في التأهّل: (لديّ أمل كبير، وسنعمل بقسوة وجهد خلال التدريب من أجل أن نخوض المباراة باقتدار وأن نحقّق الفوز. لا زلنا نحن أبطال المسابقة، الاحتفاظ باللّقب قد لا يكون سهلا لكننا سنتأهّل إلى رُبع النّهائي). قائد زامبيا: "لن نقصى في الدور الأوّل" من جانبه، عبّر قائد زامبيا كريستوفر كاتونغو عن قناعته بأن منتخب بلاده لن يخرج من الدور الأوّل، وقال: (كلّ منّا يعرف أهمّية المباراة الثالثة، وفي النّهاية ستتأهّل نيجيريا وزامبيا إلى رُبع النّهائي). مدرّب زامبيا: "لن نغادر جنوب إفريقيا بأيدي فارغة" انضمّ المدرّب الفرنسي هيرفي رونار الذي قاد زامبيا إلى اللّقب الأوّل في تاريخها قبل عام، إلى لاعبيه ليؤكّد أن (زامبيا لن تغادر البطولة بأيدي فارغة). التعادل يؤهّل بوركينا فاسو على عكس المنتخب الزّامبي المطالب بالفوز فإن التعادل بل حتى الخسارة بهدف يتيم قد يؤهّل المنتخب البوركينابي على اعتبار أنه تعادل أمام نيجيريا بهدف لمثله وفاز بنتيجة عريضة على إثيوبيا ب (4/0)، رافعا رصيده إلى أربع نقاط، وفي حال فوز أو تعادل نيجيريا أمام إثيوبيا وخسارة بوركينا فاسو اليوم فالتعادل سيخدم المنتخبين الزّامبي والبوركينابي. لاعبو بوركينا فاسو تحت الصدمة استعادت بوركينا الثقة بالنّفس بعد الفوز الكبير على إثيوبيا، وقد يكون لمتصدّر ترتيب الهدّافين في البطولة الحالية آلان تراوري (3 أهداف) وزملائه كلام مفيد في اللّقاء الحاسم مع زامبيا. والأمر الذي عكّر صفو الفرحة بالفوز الكبير على إثيوبيا كان إبلاغ الحارس عبد اللاوي سولاما مباشرة بعد المباراة بوفاة والده في حادث سير وقع قبل انطلاقها فعاد إلى بلاده لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه. العمود بعد الجزائر.. وفي انتظار تونس المنتخب المغربي يودّع كأس إفريقيا مبكّرا بعد المنتخب الجزائري الذي ودّع العرس القارّي لكرة القدم بجنوب إفريقيا من الدور الأوّل، كان الدور أوّل أمس الأحد مع المنتخب المغربي، والذي خرج من الباب الضيّق بعد أن حلّ ثالثا في مجموعته بثلاث نقاط بعد كلّ من مستضيف الدورة جنوب إفريقيا بخمس نقاط وجزر الرّأس الأخضر بنفس الرّصيد، وأخيرا منتخب أنغولا في المركز الأخير بنقطة يتيمة. (أسود الأطلس) وعلى عكس المنتخب الجزائري كان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ الدور ربع النّهائي لولا هدف الفوز لمنتخب جزر الرّأس الأخضر في شباك المنتخب الأنغولي في الأنفاس الأخيرة من اللّقاء، قضى به على أحلام المغاربة في مواصلتهم المغامرة الإفريقية. أشبال المدرّب رشيد الطاوسي أهدروا ورقة التأهّل في اللّقاء بتعادلهم أمام أصحاب الدار بهدفين لمثلهما، حيث كان بإمكانهم الحفاظ على تقدّمهم بهدفين لواحد، لكن وقبل ثلاث دقائق من صافرة النّهائية اللاّعب الجنوب الإفريقي سانغويني قضى على أحلام المغاربة ووضع (الأسود) داخل القفص، ليرغم الفريق على الرّحيل من جوهانسبورغ والعودة مبكّرا إلى المغرب بعد أن عرف الفريق قدره المحتوم بفضل فوز منتخب جزر الرّأس الأخضر على أنغولا. فوز أكثر من تاريخي لمنتخب يشارك لأوّل مرةّ في العرس القارّي، وقد أثبت لاعبوه الذين ينشط غالبيتهم إن لم نقل جلّهم في الدوري المحلّي علو كعبهم ببلوغهم الدور ربع النّهائي بعد أن حقّقوا نتائج لم تكن تخطر على بال أحد، تعادلان أمام جنوب إفريقيا دون أهداف وأمام المغرب (1/1) وفوز على أنغولا (2/1). وبخروج المنتخب المغربي وقبل ذلك المنتخب الجزائري من الدورة ال 29 لكأس أمم إفريقيا المقامة حاليا بجنوب إفريقيا، لم يبق من المنتخبات العربية إلاّ المنتخب التونسي والمرشّح للخروج هو الآخر من الدور الأوّل كونه مطالب بهزم منتخب أنغولا بعد غد الأربعاء إن أراد البقاء في جنوب إفريقيا، لكن مأموريته في غاية الصعوبة بسبب الوجه الشاحب الذي ظهرت به كتيبة المدرّب سامي الطرابلسي، حيث لم تقدّم ما يجعلها قادرة على هزم تشكيلة زملاء أيديبايور في ختام مباريات الدور الأوّل. مدرّب المنتخب المغربي: "لا نستحقّ الإقصاء المبكّر" أكّد رشيد الطاوسي مدرّب المنتخب المغربي لكرة القدم أن (أسود الأطلس) كانوا يستحقّون العبور إلى الدور الثاني من بطولة أمم إفريقيا بعد الخروج المرير على أيدي أصحاب الأرض جنوب إفريقيا بالتعادل (2-2). وقال الطاوسي في المؤتمر الصحفي عقب اللّقاء: (دفعنا ثمن الأخطاء الفردية وإضاعة الفرص وغياب الرقابة، كنّا الطرف الأفضل في اللّقاء وكان الفوز في المتناول لو سجّلنا الفرص التي أتيحت للمهاجمين حين كنّا متقدّمين 1-صفر، لكننا نغادر المنافسات برأس مرفوعة ودون هزيمة. أعتقد أن المستقبل أمامنا، حيث كسبنا منتخبا شابّا قادرا على الذهاب بعيدا في المستقبل شريطة تصحيح مجموعة من الشوائب التي سجّلتها في المقابلات الثلاث). ودافع الطاوسي عن كلّ اللاّعبين وأشاد بمستواهم مؤكّدا أن الشباب أثبتوا قدرتهم على قيادة المنتخب المغربي والعودة إلى القمّة قارّيا، حيث معدل الأعمار لا يتجاوز 24 سنة.