بسبب الرعب من حوادث المرور سيداتٌ يمتلكن رخصاً ويحجمن عن السياقة على الرغم من اقتحام المرأة للعديد من المجالات الوعرة والتي تصعب حتى على الرجال إلا أن هناك فئات منهن من لازال يطبعهن الخوف الذي يعد طبيعة في الإنسان ويكون بوتيرة مضاعفة لدى بعض النسوة على غرار هؤلاء اللواتي رحن إلى اكتساب رخص للقيادة لسنوات وامتنعن عن قيادة المراكب، وهو الأمر الذي لا نسجله لدى الرجال وتتحجج بعض النسوة بالخوف من المغامرة في الطريق لاسيما مع حوادث المرور الرهيبة التي تحصيها المصالح المختصة في كل وقت وحين. نسيمة خباجة في هذا الصدد قمنا بجولة على مستوى مدارس تعليم السياقة بالعاصمة وضواحيها فوجدنا التهافت الكبير على تعلم السياقة من طرف مختلف الفئات لكن السؤال الذي يبقى مطروحا هل كل تلك الفئات ستقدم على القيادة؟ خاصة منهن النسوة اللواتي عرفن باكتساب تلك الرخص و امتناع بعضهن عن القيادة ومنهن من قارب اكتسابها للرخصة سنين طويلة إلا أنها تعزف عن القيادة بسبب الخوف من ارتكاب حوادث مرور مميتة. اقتربنا من بعض النسوة بمدرسة للسياقة ببئر توتة فوجدناهن يتعلمن مختلف خطوات القيادة على غرار قانون المرور الذي يعد أساس تعلم القيادة ويركزن في ذلك وكلهن عزم على خوض غمار قيادة المركبات من الصنف "ب" ما قالته السيدة فوزية في العقد الثالث بحيث رأت أن متطلبات الحياة الصعبة أجبرتها على تعلم القيادة خاصة وأنها حفظت الدرس بعد مرض زوجها الذي أقعده في الفراش ولم تجد من يساعدها على إيفاده إلى المستشفى فصممت بعد استعادة عافيتها على تعلم القيادة التي سوف تجدها في يوم لا محالة وفي سؤال لنا عن مدى استكمالها الخطوة ردت انه بالطبع خاصة وان لا فائدة منها إن هي تحصلت عليها ووضعتها بالحقيبة اليدوية كما ترى انتهاجه من طرف الكثيرات. أما السيدة نوال فقالت أنها تعكف على استكمال الخطوة ولا تفعل ما فعلته صديقتها التي اكتسبت الرخصة منذ 20 سنة إلا أنها لم تجرؤ على القيادة لكن أتى الوقت التي ألزمتها فيه الظروف على القيادة جبرا بعد أن ترقّت في عملها ومنحت لها سيارة خاصة تم إرفاقها بسائق في بادئ الأمر، بحيث هبت إلى تخصيص ساعات إضافية للقيادة وبالفعل أقدمت عل القيادة على الرغم من خوفها ورعبها في الأول إلا أنها مع الأيام اكتسبت خبرة في القيادة. اقتربنا من صاحب مدرسة بالعاصمة الذي تحفظ عن ذكر اسمه وناقشناه في الموضوع فقال انه بالفعل يسجل على النسوة رعبهن من القيادة أكثر من الرجال وذلك راجع إلى رهافة أحاسيسهن، وذكر أنهم يحاولون قدر المستطاع إلغاء فكرة الخوف وتسليح النسوة بالشجاعة وتعليمهن القواعد الكلية التي تضمن قيادة سليمة وآمنة، ورأى أن الدافع الأكبر الذي جعلهن يفكرن في إلغاء القيادة رغم اكتسابهن لرخص القيادة هي كثرة الحوادث الرهيبة التي تحصد الكثير من الأرواح عبر الطرقات وتخلف عديد الضحايا. وفي الوقت الذي ترفض فيه بعض النسوة قيادة السيارات ذات الحمولة الصغيرة تشجعت نسوة أخريات إلى قيادة مراكب ذات حمولة كبيرة تمثلت في شاحنات وحافلات واقتحمت المرأة ميادين أخرى أصعب وأعوص.