بعد نكسة منتخب الأقلّ من 20 سنة الأخيرة فوضيل مغارية: "مستقبل الكرة الجزائرية غامض جدّا" يرى فوضيل مغارية نجم دفاع المنتخب الوطني خلال النّصف الثاني من عشرية الثمانينيات ومطلع التسعينيات أن مستقبل الكرة الجزائرية غامض، في ظلّ النّكسة القوية التي تعرّض لها المنتخب الجزائري لأقلّ من 20 سنة بخروجه في الدور الأوّل من كأس أمم إفريقيا التي تجرى في لادنا بطريقة مذلّة بعد تسجيله لخسارتين وتعادل واحد دون أن يسجّل المنتخب الوطني أيّ هدف في ثلاث لقاءات. حاوره: بن عبد القادر * ماذا تقول لنا عن مشاركة المنتخب الوطني لأقلّ من 20 سنة في كأس أمم إفريقيا التي تتواصل بمدينتي وهران وعين تموشنت؟ ** لا يختلف اثنان في أن هذه المشاركة سلبية، بل يحقّ لي أن أسمّيها مشاركة هزيلة، بل فضيحة لكرة القدم الجزائرية، إذ لا يعقل أن تنظم الجزائر بطولة إفريقيا للشباب والمنتخب الوطني يفشل ليس في بلوغ النّهائي، بل حتى في التأهّل إلى الدور نصف النّهائي المؤهّل إلى مونديال تركيا، كما فشل في تحقيق ولو انتصار واحد. أكثر من ذلك فشل اللاّعبون الجزائريون في تسجيل ولو هدف واحد في ثلاث مباريات، لا أظنّ أن هناك أشدّ من هذه الفضيحة. * من يتحمّل مسؤولية هذه الفضيحة كما تسمّيها؟ ** يتحمّلها من يرأس المنتخب الوطني ومن يرأس الكرة الجزائرية، ويتحمّلها كذلك المدرّب الفرنسي نوبليو، خاصّة بعد أن سخّرت له الاتحادية كلّ الإمكانيات المادية والمعنوية لبلوغ على الأقلّ مونديال تركيا، لكن للأسف ظهر اللاّعبون الجزائريون بمظهر سيّئ لا يليق بسمعة الكرة الجزائرية وماضيها. * كيف تتوقّع ردّ الاتحادية إزاء هذه المشاركة؟ ** الردّ حدث وهو رحيل المدرّب الفرنسي نوبليو، وغير ذلك فلا شيئ سيحدث، اللّهم إلاّ تعيين مدرّب محلّي على رأس هذا المنتخب. * ما هي نظرتك إلى كرة القدم الجزائرية على ضوء (فضيحة) المنتخب الوطني لأقلّ من 20 سنة؟ ** لقد سبق لي وأن قلت أكثر من مرّة ولا زلت أقول لا مستقبل لكرتنا إن لم نضع قاعدة صلبة للفئات الشبّانية، أمّا إن بقيت الأمور على ما هي عليه الآن فمستقبل الكرة الجزائرية سيكون أكثر سواد، ولا يمكن لنا أن نتغنّى دوما باللاّعبين المستقدمين من وراء البحر، فكما يقال بالعامّية (ما يحكّ جلدك غير ظفرك). فلو عدنا إلى العصر الذهبي للكرة الجزائرية نجد أن اللاّعبين المحلّيين هم الذين صنعوا مجد كرتنا، لكن حين انقلبت الآية وأصبح هؤلاء ينظر إليهم نظرة احتقار فمن البديهي أن يتراجع مستوى هؤلاء إلى درجة أن أصبح لا فرق بين مستوى الكثيرين منهم وستوى لاعبي ما بين الأحياء. * لنترك هذا المستقبل جانبا ونسألك: ماذا يمثّل لك تاريخ الثالث من شهر جويلية 2008؟ ** فاجأتني بهذا السؤال، لكن لا باس سأجيبك عنه، هو واحد من بين أعزّ أيّام حياتي، ففيه ودّعت ملاعب كرة القدم بعد سنوات طويلة من العطاء، ودّعته من مدينة القليعة، حيث اخترت ملعب القليعة لإقامة مباراة اعتزالية، والحمد للّه حضر هذا اللّقاء الذي أسمّيه عرسا العديد من اللاّعبين الذين سبق لهم وأن حملوا الألوان الوطنية وصنعوا أمجاد الكرة الجزائرية. * لو سألتك عن بداية الكروية أين كانت؟ ** البداية كما يعلم الكثير من الجمهور الرياضي الجزائري كانت في مدينة الشلف في منتصف السبعينيات، حيث لعبت في الجزائر إلاّ لفريق جمعية الشلف، إلى أن غادرت الفريق إلى تونس حيث لعبت لفريق النّادي الإفريقي أربعة مواسم بعدها انتقلت إلى كلّ من طبنجة المغربي ثمّ النّادي العربي السعودي، واعتزلت اللّعب نهائيا عام 1995. * ما هي أوّل مقابلة لك مع أكابر جميعة الشلف؟ ** كانت في عام 1979 ضد غالي معسكر بمدينة الشلف وانتهت دون أهداف. * وآخر لقاء لك... ** مع نادي العربي السعودي ضد نادي الاتحاد. * وبالنّسبة للمنتخب الوطني... ** لعبت للمنتخب الوطني من عام 1984 إلى غاية 1992، وأحسن ذكرياتي مع المنتخب كانت بعد تأهّلنا إلى الأدوار النّهائية لكأس العالم بالمكسيك عام 1986 والأدوار النّهائية لكأس أمم إفريقيا التي جرت في لادنا عام 1990، والتي حزنا فيها على لقب البطولة أوّل وآخر مرّة. * من هو اللاّعب الذي كنت معجبا به؟ ** في الجزائر كان يعجبني الرّاحل ميلود هدفي وفي الخارج الألماني فرانس بيكنباور. * من هو اللاّعب الذي تمنّيت اللّعب أمامه؟ ** البرازيلي زيكو. * من هو أحسن فريق لعبت له؟ ** بالطبع فريقي الأصلي جميعة الشلف، فحتى وإن مضى على اعتزالي أكثر من 13 سنة إلاّ أنني أبقى مدينا لفريق الجمعية، فلولاه لما احترفت اللّعبة في تونس ولولاه لما لعبت للمنتخب الوطني لأكثر من ثماني سنوات. * رغم حبّك لجمعية الشلف غادرتها عام 1990 إلى تونس... ** لو لم أنتقل إلى تونس لما غادرت فريق جميعة الشلف، والحمد للّه وفّيت بوعدي بأن لا ألعب في الجزائر إلاّ لفريق جميعة الشلف كوني مغرم بهذا الفريق وهو عشقي الأبدي. * ما هي أحسن ذكرياتك الكروية؟ ** الفوز بكأس أمم إفريقيا عام 1990 في الجزائر على حساب المنتخب النيجيري. * وأسوأ ذكرياتك... ** المشاركة في كأس أمم إفريقيا عام 1992 بالسنغال. * من هو أوّل مدرّب استدعاك إلى المنتخب الوطني؟ ** خالف محي الدين. * لماذا يصفك أنصار النّادي الإفريقي بأنك أحسن لاعب أجنبي حمل ألوان فريقهم؟ ** لأنني تركت بصماتي في الفريق، وأعتز بما يقوله عنّي أنصار فريقي، وبالمناسبة فرحت كثيرا بحصول الفريق هذا الموسم على لقب البطولة مع المدرّب الجزائري عبد الحقّ بن شيخة. * هل أنت راضٍ عن مسيرتك الكروية؟ ** الحمد للّه أنا راضي كلّ الرضا، وأشكر اللّه عزّ وجلّ على ما أنعم به عليّ. ملاحظة: تجنّبنا الأسئلة التي تخصّ المنتخب الوطني الأوّل لكونه واجه أمس منتخب البينين.