اقترن اسم بن عبو محمد بنادي سريع غليزان، هذا الفريق الذي تألق في منتصف الثمانينيات بفضل شلة من النجوم اللامعة، على غرار شمعة، لحمر والمخضرم بولقلمونة وخاصة محمد بن عبو الذي كان لاعباً ممتازا وهدّافا من الطراز العالي، حيث نال لقب هداف البطولة بفضل حنكته وحس التهديف. يعود بنا ابن مدينة واريزان التابعة لولاية غليزان، إلى تفاصيل مشواره الكروي. بدايتي في السريع كانت في 84 وساهمت في الصعود إلى حظيرة الكبار يكشف محمد بن عبو أنه لم يتدرج في الأصناف الصغرى مثل النجوم في ذلك الوقت، حيث أكد أنه كان يلعب في نادٍ صغير في المدينة التي عاش فيها صباه بواريزان ''وكنت دائم الحضور مع مختلف المنتخبات الوطنية، قبل أداء الخدمة الوطنية والمشاركة في نهائي الكأس العسكرية في افتتاح لقاء نهائي كأس الجمهورية بين جمعية وهران والمولودية العاصمية الذي جرى سنة .1983 ومن هناك خطفت إعجاب مسيري سريع غليزان وأمضيت له دون مقابل، قبل أن يخصصوا لي أجرة شهرية من البلدية لم تتعد 1200 دينار. وكانت بدايتي مع ''الربيد'' قوية وساهمت في الصعود إلى القسم الأول، حيث بقينا سنوات قبل أن نسقط في .1990 ومن حينها لم يتمكن الفريق من العودة إلى الواجهة لحد الآن''. أبناء غليزان يلعبون في أكبر النوادي الجزائرية فسّر بن عبو وضعية سريع غليزان الحالية، والذي يلعب في القسم الثاني للهواة، بعدم وجود إستراتيجية على المدى البعيد، رغم أن المدرسة الغليزانية مازالت تنجب لاعبين ممتازين ينشطون في أكبر الفرق الجزائرية، على غرار سوفار وغربي في الشلف أو لحمر في بلوزداد وزيدان في مولودية وهران، هوراي الذي لعب في أهلي البرج أو الحارس بن فيسة في العميد. كل هذه العناصر تخرجت من مدرسة السريع ولم تجد الفرصة للتألق في غياب اهتمام المسؤولين المحليين. وصلنا إلى مركز الوصيف وشاركنا في المنافسة القارية وعاد بن عبو ليسرد ذكريات أيام زمان الجميلة مع فريقه الذي تألق فيه بين العام 1985 إلى 1990، حيث كان السريع يلعب الأدوار الأولى والمواجهات كانت تجرى أمام مدرجات مكتظة عن آخرها، تمكّن فيها الفريق من الوصول إلى المركز الثاني في ترتيب البطولة الوطنية وشارك في كأس إفريقيا. ''إلا أن القرعة لم تبتسم لنا ووضعتنا أمام النادي الإفريقي التونسي بنجومه يتقدمهم فوضيل مغارية، حيث خرجنا بشرف في أول تجربة. ثم شاركنا في كأس الفرق الحائزة على الكؤوس لكننا لم نتمكن من اجتياز الدور الأول''، كما يقول بحسرة. قوانين الفاف حرمتني من الاحتراف في أوروبا تألقه مع السريع وإحرازه مرتين لقب هدّاف البطولة، مرة بالتساوي ب17 هدفاً مع مناد ومرة هدّاف البطولة ب19 هدفا، حمله على التفكير في الاحتراف، حيث إن أول اتصال مع نادٍ أجنبي كان نادي مارتيغ الفرنسي سنة 1989، وكان محمود فندوز يلعب في هذا الفريق وتمت حينها ترقية علي بن عربية إلى الفريق الأول. يقول محمد بن عبو ''صارحني بيونكي، رئيس الفريق آنذاك، بأنه مستعد للتعاقد معي دون خوض تجارب، لأنه يعلم أن الجزائريين موهوبون. وقال لي إن المشكلة في كون القوانين عندكم معقدة والسن لا يسمح لكم بالاحتراف قبل 28 سنة. وهكذا ضاعت مني فرصة الاحتراف في مارتيغ، كما أن نادي ساركل بروج، البلجيكي، كان يريدني في نفس العام لكن الاتحادية رفضت. وتوجب على انتظار السن القانوني، حيث احترفت ولعبت في نادٍ بلجيكي صغير من القسم الثاني. ومع ذلك كانت التجربة مفيدة لي''. روغوف لم يكن يتحكم في النجوم كما عرّج نجم الكرة الغيليزانية على مشواره مع الفريق الوطني، الذي لعب فيه في مختلف الأصناف، قبل أن يصل إلى الفريق الأول. وشارك معه في ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 1983 وكأس إفريقيا. لكن لم يتمكن من فرض نفسه بعد أن تيقن أن المدرب الروسي روغوف بقدر ما كان مدربا كبيرا، لكنه كان غير قادر فرض شخصيته، وهو ما تسبب في سوء انضباط بعد النجوم الذين خلقوا تكتلات يعرفها العام والخاص في كأس إفريقيا التي جرت بالمغرب. لكن مع هذا، يحتفظ بن عبو بذكريات جميلة مع النجوم الذين لعب بجانبهم.