- 09 أيّام من نهائي كأس الجزائر تاريخ مولودية الجزائر (الجزء الثالث) "العميد" سيّدا لأندية القارّة الإفريقية بعد أن تعرّفنا في الجزء الثاني على أهمّ إنجازات (العميد) خلال العشرية الأولى التي تلت الاستقلال وكيف تمكّن زملاء بتروني من بلوغ لأوّل مرّة منصّة التتويج عام 1971 على حساب الجار اتحاد العاصمة، تتويج فتح الأبواب للفريق العاصمي لتحقيق ثاني تتويج له في كأس الجزائر، وأمام نفس الفريق في سنة 1973 بنتيجة لا تقبل زيّ جدال (4/2) في مواجهة احتضنها ملعب 5 جويلية أمام جمهور قياسي فاق عن ال 80 ألف متفرّج، تتويج أعطى للمولودية قوة مضاعفة في مطلع النّصف الثاني من عشرية السبعينيات. فبعد أن حاز الفريق العاصمي على الثنائية في سنة 1976، اللّقب والكأس، هذا الأخير على حساب مولودية قسنطينة بهدفين لصفر، جاء التتويج التاريخي في الكأس القارّية للأندية البطلة. فبالرغم من غياب الأندية الجزائرية طيلة ستّ سنوات عن المنافسات القارّية جرّاء الأحداث التي واكبت مباراة شباب بلوزداد ونادي جان دراك السنغالي، إلاّ أن العودة كانت جدّ سعيدة بعد الذي فعله فريق المولودية. وحتى لا نطيل عليكم في الحكاية أكثر نبدأ من حيث توقّفنا في عدد أمس، بتأهّل المولودية إلى الدور الثاني من كأس إفريقيا للأندية البطلة على حساب الأهلي الليبي، وأمام هذا الفريق جسّد لاعبو المولودية قوّتهم ببلوغهم الدور الموالي بجدارة واستحقاق. ترى ما هي الفرق التي واجهها فرق المولودية إلى أن بلغ منصّة التتويج القارّية؟ ذلك ما سنعرفه في حلقة اليوم والحلقة الموالية. المولودية والأهلي المصري وجها لوجه بعد اكتمال عقد الفرق المتأهّلة إلى الدور ثمن النّهائي وعددها 16 فريقا تمّ سحب عملية القرعة وأفرزت عن مواجهة قوية لفريق المولودية أمام الأهلي المصري، وقد رشّح الجميع الأهلي لوضع حدّ لمسيرة المولودية نظرا لتباين مستوى الفريقين، كون فريق الأهلي كان يزخر بأسماء لامعة يقودها لاعب القرن في مصر محمود الخطيب. التقى الفريقان في لقاء الذهاب في ال 29 من شهر ماي من ذات السنة بملعب 5 جويلية الأولمبي أمام 55 ألف متفرّج، وأدراه الحكم التونسي دريد. المولودية دخلت اللّقاء بالأسماء التالية: كاوة، زمور وعزّوز ليتمّ تعويضه ب (علي بن شيخ) وبتروني الذي عوّضه بانج وبوسري وباشطا والرّاحل دراوي، المدرّب كما هو معلوم عبد الحميد زوبا. زملاء باشي كانوا في الموعد، فرغم جلوس بن شيخ على مقعد الاحتياط بسبب الإصابة إلاّ أنهم وجدوا كلّ الدعم من طرف الجماهير الغفيرة التي ملأت مدرّجات ملعب 5 جويلية، حيث تمكّن فريق المولودية من تسجيل هدفين خلال الشوط الأوّل. البداية كانت مع اللاّعب عزوز، ليضاعف زميله باشي النتيجة، الأمر الذي زاد من فرحة الجماهير فوق المدرّجات التي تغنّت كثيرا بحياة المولودية. في الشوط الثاني تواصل ضغط لاعبي المولودية على الخصم، جسّده اللاّعب الاحتياطي بن شيخ بهدف ثالث قضى به على أحلام لاعبي الأهلي الذين شكّلوا قبل هدف بن شيخ ضغطا رهيبا على الحارس كاوة، لكن براعة هذا الأخير حالت دون ذلك، لتنتهي المباراة بفوز مستحقّ للمولودية، لم يصدّق مدرّب الأهلي اليوغسلافي ياغوديتش أن فريقه خسر اللّقاء ب (3/0). ورغم الفوز الكاسح للمولودية إلاّ أن ياغودفيتش وعد محبّي الأهلي بكسب ورقة العبور إلى الدور ربع النّهائي كون مباراة الإيّاب تلعب في ملعب ناصر بالقاهرة. لكن قوة وإرادة شبّان المولودية الذين كانوا لا يقهرون مكّنتهم من فرض التعادل في لقاء العودة الذي لعب يوم 11 جوان من نفس العام بهزيمة صغيرة للمولودية بهدف لصفر وقّعه اللاّعب الكبير محمود الخطيب في الدقيقة العاشرة من المرحلة الثانية. فريق المولودية لعب اللّقاء بالتشكيلة التالية في الحراسة كاوة وفي الدفاع زمور وعزوز ومحيوز الذي تمّ تعويضه ب (عمروس) وزنّير وفي الوسط بن شيخ وباشي الذي عوّضه آيت حمودة وباشطا وفي الهجوم بتروني وبوسري والرّاحل دراوي، المدرّب زوبا. تحمّل لاعبو المولودية ضغط لاعبي الأهلي الذين كانوا مدعّمين ب 40 ألف متفرّج من المدرّجات. لكن النقطة الإيجابية في اللّقاء هو التحكيم النّزيه للإثيوبي كاشي إسماعيل. وبتأهّل المولودية إلى الدور ربع النّهائي بدأت تتّضح معالم الفريق في هذه المنافسة التي يخوض أطوارها لأوّل مرّة، ليجد أمامه في الدور الموالي فريق ليو إينيو الكيني. سداسية بملعب 5 جويلية أهّلت المولودية إلى المربّع الذهبي في الدور ربع النّهائي واجه فريق المولودية فريق ليو إينيو الكيني، مباراة الذهاب وعلى عكس الدورين السابقين لعبت في ملعب 5 جويلية، وهذا في العاشر من شهر سبتمبر من ذات العام. ونظرا لما فعله لاعبو المولدية بكلّ من الأهلي الليبي والمصري لعبت المباراة أمام أكثر من 50 ألف متفرّج. فريق المولودية دخل المباراة بالأسماء التالية: كاوة وزمور، هذا الأخير عوّضه الرّاحل دراوي ومحيوز وزنّير وبن شيخ وبتروني وباشي وبوسري، هذا الأخير عوّضه آيت حمودة وباشطا وبلمّو، المدرّب عبد الحميد زوبا. اللّقاء شهد مهجرانا من الأهداف، بلغ في المجموع تسعة أهداف كاملة، سداسية لفريق المولودية التي تداول على تسجيلها كلّ من بوسري في الدقيقتين ال 18 وال 54 وبن شيخ في الدقيقتين ال 37 وال 57 وباشطا في الدقيقة ال 37 وسيتينا ضد مرماه في الدقيقة ال 16. اللّقاء أداره بامتياز الحكم المصري فهمي الذي اعترضت إدارة المولودية على تعيينه، لكن الاتحاد الإفريقي أصرّ على اختياره لهذا الحكم الذي كان عند حسن ظنّ الجميع بأدائه الرّائع. فوز المولودية بنتيجة (6/3) كان كافيا لزملاء علي بن شيخ ليخوضا لقاء العودة ببال مرتاح، الأمر الذي مكّنهم من فرض التعادل في لقاء الإيّاب بهدف لمثله سجّل للمولودية اللاّعب بوسري في الدقيقة ال 32، نتيجة أهّلت (العميد) إلى المربّع الذهبي بجدارة واستحقاق، ليلاقي في هذا الدور فريق نادي رانجرس النيجيري. هدف الثعلب بوسري يؤهّل المولودية إلى النّهائي أوقعت عملية القرعة فريق المولودية في المربّع الذهبي أمام نادي رانجرس النيجيري، وهو الفريق الذي كان يلعب له الدول بالنيجيري الشهير أوديغبامي. ونظرا للظروف الصعبة التي جرت فيها المباراة أرغم فريق المولودية على تذوّق طعم الفوز بالرغم من أن لاعبيه قدّموا مباراة طيّبة، لكن الحكم أراد عكس ذلك، لتنتهي المباراة بفوز المحلّيين بهدفين لصفر، ورغم الخسارة إلاّ أن لاعبي المولودية عادوا إلى أرض الوطن وكلّهم أمل في بلوغ الدور النّهائي كون ثقتهم كانت كبيرة بمستواهم وقدرتاهم لتحويل الخسارة إلى فوز، وهو الذي حدث في لقاء الذهاب الذي لعب يوم الأحد 16 نوفمبر من عام 1976 بملعب 5 جويلية أمام حوالي 50 ألف متفرّج وأداره الحكم المصري نهار دياب. فبعد انتهاء الشوط الأوّل دون فائز بالتعادل السلبي ظنّ الجميع أن ورقة العبور طارت من لاعبي المولودية كون نتيجة الذهاب انتهت لمصلحة الفريق الزّائر مادي رانجرس بهدفين لصفر. لكن بعد انطلاقة المرحلة الثانية تمكّن اللاّعب بلمّو من فتح باب التسجيل، وهو الهدف الذي زاد من معنويات لاعبي المولودية، فبعد أربع دقائق تمكّن اللاّعب زنّير من إضافة الهدف الثاني وهو هدف التعادل إذا احتسبنا نتيجة لقاء الذهاب، وكان يكفي لاعبي المولودية هدف واحد لبلوغ المباراة النّهائية شريطة أن تبقى شباكهم نظيفة. إصرار زملاء بن شيخ في بلوغ اللّقاء النّهائي كان واضحا بعد توقيعهم الهدف الثاني، حيث فرضوا إيقاع لعبهم، لكن بالرغم من الفرص العديدة إلاّ أن النتيجة بقيت على حاليها إلى غاية الدقيقة ال 13 قبل النّهاية، حيث تمكّن اللاّعب بوسري الذي كان يعرف باسم الثعلب، حيث أضاف الهدف الثالث والتأهّل إلى اللّقاء النّهائي، وكم كانت الدقائق المتبقّية طويلة على لاعبي المولودية والجمهور بعد أن خلق لاعبو نادي رانجرس العديد من الفرص السانحة للتسجيل، علما بأن هدفا واحدا كان يكفي هذا الأخير للمرور إلى المباراة النّهائية، لكن صافرة الحكم المصري دييبا حسمت الأمر بعد إضافته لثلاث دقائق كوقت ضائع، لتمرّ المولودية ولأوّل مرّة في تاريخ الكرة الجزائرية إلى المباراة النّهائية، والتي تأهّل إليها فريق حافيا كوناكري. تطالعون في الجزء الرّابع والأخير ليوم غد: من هو الفريق الذي اصطدم به (العميد) في اللّقاء النّهائي؟ من هو اللاّعب الذي طرد في ذهاب المباراة النّهائية؟ ومن هو اللاّعب الذي أسعد الجزائريين في لقاء العودة؟ تلكم من بين الأسئلة التي سنجيبكم عليها في حلقة يوم غد، فكونوا في الموعد ولا تفوّتوا فرصة التعرّف على آخر جزء من القصّة الكاملة لفريق المولودية.