قبل 10 أيّام من نهائي كأس الجزائر تاريخ مولودية الجزائر (الجزء الثاني) الثلاثية التاريخية بعد أن تعرّفنا في حلقة أمس على كيفية تأسيس مولودية الجزائر وأهمّ المراحل التي مرّ بها إبّان الحقبة الاستعمارية وأهمّ الأسماء التي حملت ألوان النّادي التي دوّخت آنذاك نجوم أبناء (الكولون)، كما تعرّفنا ولو بإيجاز على جانب من مسيرة الفريق خلال السنوات العشر الأولى التي تلت الاستقلال، في حلقة اليوم سنتحدّث عن السنوات الذهبية لفريق المولودية، السنوات التي صنعت البهجة في قلوب الجزائريين، فلنبدأ من حيث توقّفنا في عدد أمس وهو موسم 1975/1976. إعداد: بن عبد القادر في موسم 1975/1976 حقّقت المولودية الثلاثية التاريخية (البطولة، الكأس وكأس إفريقيا) وهو رقم قياسي لم يحطّم إلى يومنا هذا، وقد كانت أوّل كأس إفريقية للجزائر وهي الكأس التي شكّلت منعرجا حاسما في تاريخ كرة القدم الجزائرية، وجاء هذا التتويج في ظلّ الصحوة التي شهدتها كرتنا في منتصف السبعينيات. قبل تتويج المولودية بكأس إفريقيا للأندية البطلة على حساب حافيا كوناكري، كان المنتخب الوطني قد توّج بالميدالية الذهبية لألعاب البحر الأبيض المتوسط على حساب المنتخب الفرنسي بملعب 5 جويلية صانع أفراح الكرة الجزائرية. كان فريق المولودية يضمّ غداة تتويجه بالكأس الإفريقية نخبة من اللاّعبين الكبار جلّهم كانوا يلعبون للمنتخب الوطني نخصّ بالذكر كلاّ من باشي، بتروني، علي بن شيخ، زنّير، بلمّو، الحارس محمد آيت موهوب، الرّاحل عيسى دراوي وغيرهم من الأسماء التي لن تمحى من ذاكرة كلّ من عايش ذلك العصر الذهبي. المولودية من التألّق إلى الانكسار واصل فريق مولودية الجزائر تألّقه، لكن على الصعيد الوطني. ففي موسم 77/78 فاز الفريق بالبطولة الرّابعة في تاريخه، ثمّ تلاه لقب 78/79 وقد كان هذا آخر لقب في الفترة الذهبية للنّادي وهذا في 20 سنة من الانتظار لرؤية المولودية تفوز بالبطولة 1999 بلاعبين ك (صايفي)، بن علي، رحموني ودوب. للإشارة، فقد فازت المولودية بالكأس سنة 1983 وأضاعت لقب البطولة في آخر جولة 88/89 لصالح الشبيبة، وبعد ذلك ولمدّة 10 سنوات كان النّادي يلعب دون أهداف إلى أن جاء موسم 89/99 بلاعبين أمثال صايفي، بن علي، وحيد وغيرهما في التشكيلة، وهي السنة التي لقّب فيها أنصار المولودية ب (الشناوة) نظرا لعددهم الهائل، إضافة إلى تنقّلهم في كلّ مبارياته إلى 5 جويلية بأكثر من 70 ألف متفرّج وفي بعض المباريات يتعدّى 100 ألف، إضافة إلى التنقّل مع الفريق إلى جميع أرجاء الوطن مثل مباراة نهائي البطولة أمام فريق شبيبة القبائل أين تنقّل أكثر من 60 ألف مناصر إلى وهران التي تبعد ب 450 كلم عن العاصمة الجزائرية. وبعد هذا الموسم الرّائع جاء كابوس مرعب للفريق بما أن الفريق لم يحقّق الفوز تقريبا سنة كاملة من مباراة البليدة 1999/2000 إلى البليدة 2000/2001 في ملعب 5 جويلية، وقد كانت أسوأ فترة في تاريخ النّادي. وفي موسم 2001/2002 سقط الفريق إلى القسم الثاني، وفي الموسم الموالي 2002/2003 حقّق الصعود إلى القسم الأوّل بالمدرّب سعدي ولاعبين ك (بن علي)، وحيد، شاوش، فوضيلي وبلخير. عودة المولودية في موسمي 2003/2004 و2004/2005 لم يحقّق الفريق أيّ لقب، وفي موسم 2005/2006 يوم 15 جوان 2006 تحت إشراف المدرّب الفرنسي فرنسوا بكراتشي فازت المولودية بالكأس أمام اتحاد العاصمة بنتيجة (2-1) بعد 23 سنة من الانتظار، وبعد نهاية المباراة خرج مئات الآلاف من المناصرين إلى الشوارع للاحتفال. في السنة الموالية 2006/2007 بدأت المولودية الموسم بلقب كأس الجزائر الممتازة أمام البطل شبيبة القبائل وانتهت المباراة بنتيجة (2-1)، و في نفس الموسم لعب الفريق مباراة استعراضية في ملعب 5 جويلية أمام نادي فيورنتينا التي انتهت ب (1-1). وبعد النتائج المتواضعة في البطولة أقيل المدرّب بكراتشي وجاء مكانه أنريكو فابرو الذي وصل بالفريق إلى نهائي كأس الجمهورية 2006/2007 الذي فاز به أمام اتحاد العاصمة دائما، وقد كان هذا النّهائي (4/4) أمام نفس الفريق وقد انتهت المباراة ب (1-0) من توقيع فوضيل حجّاج. هذا التتويج مهّد لفريق المولودية الفوز بالكأس الممتازة بفوزه على وفاق سطيف بنتيجة كاسحة (4-0) للمولودية. بعد 11 سنة.. المولودية بطلة الجزائر انتظر عشّاق مولودية الجزائر 11 سنة كاملة برؤية فريقهم يتوّج بلقب البطولة الوطنية، كان ذلك في موسم 2009/2010 بقيادة جون إيف شاي، لقب كان أكثر من مستحقّ بعد أن قدّم زملاء الحاج بوفاش موسما رائعا قهروا من خلال جلّ الأندية التي كانت تأمل في انتزاع اللّقب الغالي وفي مقدّمة هذه الأندية وفاق سطيف الذي أرغم على التنازل عن عرشه، شأنه شأن شبيبة القبائل واتحاد العاصمة وشباب بلوزداد. يعدّ هذا التتويج الأخير للفريق المولودية، وبات رصيد الفريق من الألقاب 6 بطولات وطنية، رقم لم يقدر على بلوغه إلاّ فريق شبيبة القبائل. المولودية في كأس إفريقيا أوّل فريق مثّل الجزائر في كأس إفريقيا للأندية البطلة كان شباب بلوزداد، وذلك في الدورة الأولى عام 1970، وقد أوقعت القرعة فريق الشباب في الدور السادس عشر أمام أعتى الأندية القارّية آنذاك، وهو نادي جان دارك السنغالي الذي كان مدعّما بنخبة من اللاّعبين الدوليين، ونفس الشيء قد يقال عن فريق الشباب الذي كان يقوده اللاّعب الكبير حسن لالماس. في الحادي عشر من شهر أفريل من عام 1970 التقى فريق الشباب بملعب 20 أوت في العاصمة مع نادي جان دارك، اللّقاء الذي جرى أمام 20 ألف متفرّج قاده الحكم المغربي بن فخيت، دخله الشباب بالتشكيلة التالية: عبروق، سليماني، عمّار، حمّيتي، الرّاحل موحة، مزيان، بوجنون، لالماس الذي كان في آن واحد يشرف على تدريب الشباب، كالام، سالمي وعاشور. اللّقاء الذي شهد أحداث عنف كبيرة بين اللاّعبين انتهى لمصلحة الشباب بنتيجة (5/3)، سجّل للشباب كلّ من لالماس في الدقيقتين ال 30 و43 وكالام في الدقيقة ال 68 وسالمي في الدقيقة ال 55، فيما سجّل أهدف فريق جان دارك كلّ من بارا في الدقيقة ال 15 وألبيا في الدقيقة ال 44 ووكاراماكو في الدقيقة ال 80، وتجنّبا لحدث مكروه للاعبي الشباب في لقاء العودة قرّرت الاتحادية بالتشاور مع إدارة الشباب الانسحاب من المنافسة. انتظر الجمهور الرياضي الجزائر ستّ سنوات كاملة لرؤية ثاني فريق جزائري يمثّل الجزائر في أغلى كأس قارّية للنّوادي، ويتعلّق الأمر بفريق مولودية الجزائر الذي كان أقوى الفرق الجزائرية في تلك السنوات، حيث كان يبسط سيطرته على المنافسات الوطنية لما كانت تزخر به تشكيلته من لاعبين مرموقين جلّهم كانوا يلعبون للمنتخب الوطني. انطلاقة المولودية في كأس إفريقيا للأندية البطلة دخل فريق مولودية العاصمة المغامرة الإفريقية يوم 30 أفريل عام 1976 بمدينة بنغازي اللّيبية، حيث التقى بملعب هذه المدينة نادي الأهلي الليبي. ورغم الظروف الصعبة التي جرت فيها المباراة خاصّة عامل الطقس، إلاّ أن لاعبي المولودية سجّلوا هدفين في شباك الفريق المنافس مقابل ثلاثة أهداف لهدفين. نتيجة حتى وإن كانت لمصلحة النّادي الأهلي اللّيبي إلاّ أنها وصفت بالإيجابية كون لقاء الإيّاب سيلعب بملعب 5 جويلية، الأمر الذي سيخدم فريق المولودية إذا عرف كيف يستغلّ عاملي الملعب والجمهور، فهدف واحد يكفي المولودية لبلوغ الدور الموالي. لقاء العودة الذي لعب بعد أسبوعين فقط من مباراة الذهاب احتضنه كما سبق الذكر ملعب 5 جويلية أمام جمهور قليل جدّا لم يتعدّ ال 10 آلاف متفرّج، أداره الحكم جاية من تونس، دخله فريق المولودية بالأسماء التالية: كاوة (آيت موهوب)، زمّور، محيوز، عزّوز، باشطا، بن شيخ، بتروني، باشي، آيت حمودة (بانج)، بوسري والرّاحل دراوي، فيما كان يشرف على تدريب الفريق عبد الحميد زوبا. منذ البداية اتّضحت معالم المباراة على أن الفوز لن يفلت من لاعبي (العميد)، فبعد أن أهدر بتروني هدفا حقيقا في الدقيقة العاشرة تمكّن زميله عزّوز في الدقيقة ال 12 من فتح باب التسجيل إثر ضربة جزاء بعد خطأ واضح للاّعب بتروني داخل منطقة العمليات، هدف كان كافيا لتتأهّل المولودية شريطة أن لا تتلقّى شباكها أيّ هدف. وبالرغم من الفرص العديدة التي أتيحت للاعبي المولدية خلال الشوط الأوّل إلاّ أن الفريق الزّائر تمكّن من تعديل النتيجة في الدقيقة ال 38 بواسطة بن سعود، وبهدف لمثله انتهت المرحلة الأولى. المرحلة الثانية كانت طبق الأصل للأولى، فريق يدافع وآخر يهاجم، وقد كلّلت محاولات المولودية بإضافة هدف ثان في الدقيقة ال 65 بواسطة الاحتياطي بانج. وفي الأنفاس الأخيرة من اللّقاء تمكّن اللاّعب باشي من قتل اللّقاء بهدف ثالث كان كافيا للاعبي المولودية لكي يتأهّلوا إلى الدور ثمن النّهائي، لكن بشقّ النافس. وعقب نهاية اللّقاء صرّح عبد الحميد زوبا مدرّب المولودية لوسائل الإعلام ردّا على الأداء الهزيل للاعبيه بقوله: (المهمّ هو تأهّلنا إلى الدور الثاني). ... يتبع