60 بالمائة من الأمريكيين يرفضون تدخّل بلادهم في سوريا مجلس الشيوخ الأمريكي يؤيّد تسليح معارضي الأسد صوّتت لجنة في مجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبية ساحقة مساء أوّل أمس على إرسال أسلحة للمقاتلين الذين يحاربون حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، لكن لم يتّضح من سيحصل على الأسلحة إذا ما أقرّت مسودة القانون، بينما تكافح واشنطن لرسم معالم سياستها إزاء الصراع. صوّتت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بعد موافقة 15 عضوا ورفض 3 على قانون يقضي بإرسال أسلحة إلى أفراد معتدلين (جرى فحصهم) في المعارضة السورية، وهذه هي المرّة الأولى التي يوافق فيها أعضاء في مجلس الشيوخ على عمل عسكري من هذا النوع في الحرب الأهلية التي اندلعت قبل عامين في سوريا. وسينظر مجلس الشيوخ بكامل أعضائه في القانون، حيث ظلّت مجموعة من الأعضاء تحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما على فعل المزيد لمساعدة مقاتلي المعارضة في صراعهم الذي راح ضحّيته حتى الآن 80 ألف قتيل على الأقل. ولم يرفض القانون سوى ثلاثة أعضاء في مجلس الشيوخ وهم الجمهوري رون بول، والعضوان الديمقراطيان توم أودال وكريس ميرفي، لكن أعضاء من الحزبين عبروا عن مخاوفهم من أن يؤدّي إرسال الأسلحة إلى وقوعها في الأيدي الخاطئة بما في ذلك مقاتلون لهم صلات بتنظيم القاعدة. وقال أودال: (لا أعتقد أننا نعلم من سنسلح، والحقيقة هي أن الوضع يتغير يوما بعد يوم. وأحيانا يقاتل مقاتلو المقاومة بعضهم البعض). وقال مؤيّدو مسودة القانون إنهم يعتقدون أن الولايات المتّحدة عليها أن تعمل على نطاق واسع للتخفيف من مخاطر عدم التحرّك. وقال روبرت منينديز السناتور الديمقراطي ورئيس اللّجنة الذي شارك في وضع مسودة القانون (الوضع في سوريا خطير بالنسبة لسوريا وللمنطقة ولجهود الولاياتالمتحدة في مكافحة التشدّد). يقلّ الحماس لتسليح مقاتلي المعارضة في مجلس النواب الأمريكي الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري، لذا ليس من الواضح إذا ما كانت مسودة القانون الموجودة في مجلس الشيوخ سيقرها الكونغرس وتصل إلى أوباما ليوقعها وتتحول إلى قانون. وعبّر السناتور الجمهوري جيمس ريش الذي صوّت في النهاية بالموافقة على مسودة قانون الأسلحة عن مخاوفه بشأن الاحتمالات في سوريا إذا أطيح بالأسد، وقال: (لست متأكّدا من أن النّاس الذين نساعدهم هنا سيكونون ممتنّين بمجرّد الانتهاء من العمل). ومع تحرّك الولايات المتّحدة لانهاء أكثر من عقد من الحرب في العراق وأفغانستان فإن معظم الأمريكيين يعارضون التدخل في سوريا. وأظهر استطلاع الكتروني أجرته (رويترز) ومؤسسة (أبسوس) قبل يومين أن 60 في المئة من الأمريكيين يعتقدون أن بلادهم يجب ألا تتدخّل مقارنة بنسبة 12 في المائة فقط يرون أنها يجب أن تتدخّل. ورفض السناتور الجمهوري جون مكين وهو من أشدّ مؤيّدي تقديم الدعم العسكري المخاوف من ألا تتمكّن الولايات المتّحدة من التحقّق من أمر مقاتلي المعارضة في ظلّ مشهد فوضوي بشكل متزايد في سوريا وسخر من خطط لعقد مؤتمر سلام في جنيف الشهر المقبل، وقال للصحفيين قبل الجلسة: (هناك الكثيرون يمكننا العمل معهم وتشكيل حكومة شرعية والقول بأننا لا يمكننا ذلك هراء، إنه ليس صحيحا، إنها محاولة أخرى للتملص وكذلك هو المؤتمر، إنه تملص لأننا لن نفعل شيئا حتى يعقد المؤتمر). ويقول محلّلون إن واشنطن يمكن أن تختار من ستسلّحهم وإن الأمر نجح في حروب سابقة في ليبيا وكوسوفو والبوسنة، وأشاروا إلى أن واشنطن كانت تسهّل إمداد حلفاء لمقاتلي المعارضة بالأسلحة في الصراع السوري.