استمرار الوتيرة التنازلية للتضخّم أسعار الخضر تتراجع وأسعار اللّحوم تشتعل أسعار لحوم الدجاج تراجعت ب 7ر14 بالمائة وسعر لحم الخروف زاد ب 20 بالمائة تواصل تراجع وتيرة التضخّم السنوي الذي شهدته ابتداء من شهر فيفري الماضي لتبلغ 4ر7 بالمائة، ورغم أن الخبراء يعتبرون تراجع وتيرة التضخّم مؤشّرا على انخفاض أسعار السلع الاستهلاكية إلاّ أن الأمر لم يكن كذلك في الأسواق الجزائرية، ورغم انخفاض أسعار الخضر في الآونة الأخيرة إلاّ أن أسعار العديد من المنتجات وفي مقدّمتها اللّحوم الحمراء بقيت بعيدة عن متناول أيدي و(معدة) الفقراء. بينما سجّلت أسعار لحوم الدجاج انخفاضا محسوسا قدّر ب 7ر14 بالمائة فإن سعر لحم الخروف زاد ب 20 بالمائة، ولحم البقر ب 17 بالمائة، وهو ما ينذر ب (رمضان صعب) من النّاحية الغذائية على الفقراء هذه السنة، وهو الشهر الذي لا تفصلنا عن سوى ستّة أسابيع. وأفاد الديوان الوطني للإحصائيات بأنه بعد تسجيل ارتفاع استثنائي في سنة 2012 (9ر8 بالمائة) فإن الوتيرة السنوية للتضخّم استأنفت انخفاضها مثلما كان متوّقعا بداية من شهر فيفري. وقد انخفض مؤشّر أسعار الاستهلاك ب 4ر0 بالمائة في أفريل 2013 بعد تسجيل تراجع بنسبة 5ر0 بالمائة في مارس الماضي. ويعود هذا الاتجاه نحو الانخفاض أساسا إلى انخفاض بحوالي 1 بالمائة في أسعار المواد الغذائية. وخلال شهر أفريل 2013 ومقارنة بشهر مارس من نفس السنة شهدت عدّة مواد فلاحية تراجعا في الأسعار، لا سيّما البطاطا والفواكه الطازجة والدجاج والبيض. من جهتها، سجّلت المنتوجات الغدائية الصناعية تراجعا لكن بدرجة أقلّ (-2ر0 بالمائة)، لا سيّما بسبب البنّ والسكر. كما أشار نفس المصدر إلى أن أسعار المواد التحويلية شهدت ارتفاعا طفيفا (1ر 0 بالمائة)، في حين تميّزت الخدمات بركود نسبي خلال شهر أفريل الماضي مقارنة بشهر مارس. وسجّل مؤشّر أسعار الاستهلاك خلال شهر أفريل الماضي انخفاضا بلغ 0ر8 بالمائة مقارنة بشهر مارس. وقد ارتفع مؤشّر الأسعار عند الاستهلاك ب 3 بالمائة نظرا للزّيادة بنسبة 2 بالمائة المسجّلة في المنتوجات الغذائية ب 46ر1 بالمائة بالنّسبة للمنتوجات الزراعية الطازجة و6ر2 بالمائة في المواد الغذائية الصناعية، حسب الديوان الوطني للاحصائيات. واستنادا إلى نفس المصدر فإن المنتوجات التحويلية ارتفعت هي الأخرى ب 3 بالمائة والخدمات ب 6 بالمائة خلال شهر أفريل الماضي مقارنة بنفس الشهر من السنة المنصرمة. وباستثناء الانخفاض المسجّل في البطاطا (-5ر48 بالمائة) ولحوم الدجاج (-7ر14 بالمائة) والبيض (-8 6 بالمائة) فإن كلّ المواد الغذائية الأخرى شهدت زيادات تمثّلت أهمّها في لحم الخروف (20 بالمائة) ولحم البقر (17 بالمائة) والفواكه الطازجة (4ر10 بالمائة) والسمك الطازج (7ر6 بالمائة) استمرار الاتجاه نحو الانخفاض خلال الأشهر الأربعة الأولى 2013 سجّل مؤشّر الأسعار عند الاستهلاك ارتفاعا بنسبة 5 بالمائة مقابل ارتفاع بنسبة 5ر9 بالمائة خلال نفس الفترة 2012 نظرا للزّيادة العامّة في أسعار المنتوجات الفلاحية الطازجة. ويعود هذا الاتجاه المسجّل في الأشهر الأربعة الأولى من السنة الجارية إلى تراجع أسعار عدّة مواد غذائية، خصوصا البطاطا ب 2ر32 بالمائة ولحم الدجاج ب 75ر4 بالمائة والبيض ب 1 بالمائة والسكر ب 1 بالمائة. وللإشارة، فإن نسبة التضخّم في الجزائر من المفترض أن تتراجع في سنة 2013 بعد الزّيادة المرتفعة المسجّلة في السنة الماضية التي وصفت بالاستثنائية من طرف المختصّين في الاقتصاد لتتراوح ما بين 4 و5 بالمائة حسب توقّعات البنك العالمي. ويفسّر هذا التراجع بعدم الزّيادة في الأجور التي شهدتها سنة 2012. كما أكّد خبراء من صندوق النقد الدولي عقب زيارة قاموا بها إلى الجزائر مؤخّرا هذا الاتجاه نحو الانخفاض في الوتيرة السنوية للتضخّم. وقد أشار هؤلاء إلى أن الجزائر تتوفّر على قدرات نمو هامّة رغم نسبة تضخّم مرتفعة تقدّر ب 9ر8 بالمائة في سنة 2012 ناتجة عن الزّيادة في الأسعار، معتبرين أن التضخّم على المدى القصير سيعرف تراجعا ليبلغ 7ر5 بالمائة في سنة 2013.