إلغاء بعض المنح يهدّد بإغراق العاصمة في النفايات عمال "ناتكوم" في وقفة احتجاجية جديدة اليوم يُنتظر أن يتجمع اليوم الأحد المئات من عمال النظافة التابعين لمؤسسة (ناتكوم) بالعاصمة أمام مقرّ المركزية النقابية للاستفسار عن قضية البروتوكول الأخير الموقّع بين الاتحاد العام للعمال الجزائريين ومصالح ولاية الجزائر، والذي انجرّ عنه خصم منحة الأقدمية، وبالتالي تراجع أجرتهم الشهرية بنسبة 6 آلاف دج للبعض منهم. يأمل العمال أن ينجحوا هذه المرّة في مقابلة مسؤولي الاتحاد العام للعمال الجزائريين حتى يستفسروا عن القرارات الأخيرة التي اتّخذت بشأن أجورهم التي وجدوها مخصومة وذلك بعد أن فشلوا الخميس الماضي في ذلك. حيث لم يتمكّن هؤلاء من إيجاد أيّ إجابة شافية في وقفتهم الاحتجاجية، ما دفعهم إلى الإعلان عن الثانية اليوم على أمل الاستماع إلى انشغالاتهم التي تخصّ في المقام الأوّل منحة الأقدمية التي تمّ خصمها مؤخّرا استنادا إلى البروتوكل الموقّع بين مسؤولي المركزية النقابية ومصالح ولاية الجزائر، ما انجرّ عنه انخفاض أجرتهم الشهرية، إلى جانب منحة الخطر ومنحة العدوى، هذه الأخيرة التي طالبوا بتطبيقها بأثر رجعي منذ سنة 2008. كما يشير العمال على لسان الأمين العام للنقابة السيّد سيفوان في اتّصاله ب (أخبار اليوم) إلى أنهم أضافوا في قائمة مطالبهم إدماج العمال المتعاقدين، وهي المطالب التي يأمل المتحدّث أن تجد آذانا صاغية قبل أن يضطرّوا إلى التوقّف عن العمل واللّجوء إلى الإضراب الذي لا يخدم إقليم ولاية العاصمة التي تحتاج إلى عملية تنظيف مكثّفة مع حلول موسم الاصطياف وشهر رمضان المبارك، يضيف المتحدّث. للإشارة، فإن نقابة عمال المؤسسة أكّدت أن المشكل المطروح حاليا هو الغموض في القوانين التي تسيّر المؤسسة، ما جعل السلطات تتقاذفهم من هيئة إلى أخرى حين يريدون المطالبة بحقوقهم، وهو ما يحدث لهم حاليا، حيث لجأوا إلى مدير المؤسسة الذي وجّههم إلى مصالح ولاية الجزائر، والتي وجّهتهم بدورها إلى المركزية النقابية التي أمضت معها البروتوكول، هذا الأخير الذي اعتبرته نقابة العمال (غير شرعي) كون أن مؤسستهم وفق القانون تسير بالاتّفاقيات الجماعية وليس بالبروتوكولات أو بمحاضر الاتّفاق، علما بأن محضر الاتّفاق الممضي خصّ أكثر من 15 مؤسسة من ضمنها (ناتكوم)، الأمر الذي اعتبره ممثّلو العمال غير منطقي كون أن القانون يمنع الجمع بين المؤسسات الصناعية والتجارية باعتبار أن المهام المسندة إلى عمال كلّ قطاع مختلفة تماما عن بعضها البعض في درجة الخطورة أو في نسبة ونوعية العمل ومثال على ذلك يقول العمال إن الذي ينظّف ليس كالذي يغرس الأزهار، في إشارة إلى عمال مؤسسة (أودبفال)، وكذا ليس كالعاملين في الروضات، حيث تختلف درجة خطورة العمل في هذين القطاعين مقارنة بمن يعملون ليل نهار في أكوام الأوساخ والقاذورات التي تهدّد صحّة وسلامة المئات من العمال. وفي انتظار ما ستسفر عنه الوقفة الاحتجاجية اليوم تبقى العاصمة مهدّدة بالغرق في أطنان النفايات التي ستتفاقم نسبتها أكثر وأكثر تزامنا مع موسم الصيف وشهر رمضان المعظّم.