مهام عسيرة تنتظر النساء العاملات خلال رمضان حرب العطل تضع الموظفات في مواجهة مهمة مستحيلة كيفية قضاء رمضان، حديث يطبع أحاديث النسوة في وسائل النقل أو في مقرات العمل، فالبحث عن كيفية ربح الوقت والوصول باكرا إلى المنزل من أجل الطبخ وإعداد مائدة الإفطار، هو مشكل تواجهه النساء العاملات، خاصة من ناحية التوفيق بين العمل خارج المنزل.. تنظيم الوقت بين العمل وتحضير الطعام، مهمة شبه مستحيلة تواجه المرأة العاملة، وتزداد الصعوبة مع ارتفاع درجات الحرارة وحالة الإرهاق الشديدة التي تنتابها مع العودة إلى المنزل، لذا فإن أغلب العاملات تفضلن الاستفادة من عطلتهن السنوية خلال شهر الصيام، إلا أنها تصطدم في أغلب الأحيان بالرفض لأن معظم العمال ومنهم أيضا الرجال يفضلون بدورهم الراحة في هذه الفترة، فتكون الموظفة مجبرة على التوفيق بين واجباتها في العمل وما ينتظرها من واجبات في المنزل.. في هذا الشأن قالت حورية، متزوجة وأم لطفلة، تعمل في مؤسسة خاصة، إنها تغادر العمل على الساعة الثالثة مساء وتصل إلى منزلها متأخرة، خاصة أنها تذهب لجلب ابنتها من الروضة وبعد عودتها إلى البيت تكون متعبة، ولكنها تقول (قمت ببعض التحضيرات قبل رمضان، مثل تقطيع اللحم وتقسيمه في أكياس، كما احتفظت ببعض الخضر وبعض المخللات، وهو الأمر الذي ساعدني كثيرا في اختصار الوقت، وصرت أتمكن من إعداد مائدة الفطور في وقت قياسي). وتضيف المتحدثة أنها تقوم بإعداد كمية كبيرة من الشوربة تكفي ليومين أو ثلاثة، ولا يبقى سوى إعداد طبق آخر، بالإضافة إلى السلطة، كما تقول المتحدثة أن زوجها لا يشترط عليها طبخ الكثير من الأكلات في رمضان إلا.. البطاطا المقلية! أما حنان، أم لثلاثة أطفال، تعمل في ورشة خياطة، فتقول إن رمضان لا يغير كثيرا من عادات الطبخ عندها، خاصة أن زوجها لا يتناول سوى صنف واحد على مائدة الإفطار، ولكن يُشترط عليها إعداد الشوربة يوميا مع البوراك أو خبز المطلوع، أما الطبق الجانبي فلا يهتم به زوجها، والذي لا تعده إلا إن وجدت متسعا من الوقت. من جهتها نادية، أم لطفلين، عاملة في مؤسسة استشفائية، فتفضل النهوض باكرا وتعد مستلزمات تحضير الشوربة وعندما تأتي في المساء تكمل طبخها. كما تستغل يومي الإجازة في تحضير البوراك، فتحشيه وتلفه ثم تقوم بحفظه في علبة داخل الثلاجة، ولن يبقى سوى أن تخرجه وتقليه مباشرة قبل موعد الإفطار بقليل، كما أنها تعد كمية كبيرة من اللحم الحلو وتحتفظ به داخل الثلاجة كذلك. ومن أجل ربح الوقت، تقوم المتحدثة بتقشير الخضر وتقطيعها وحفظها في علب أو أكياس حتى تكون جاهزة للاستخدام في إعداد السلطة أو الطهي، كما تقوم بتنظيف المعدنوس و(الحشيش) وتقطيعه. وتعلق المتحدثة قائلة: (على الرغم من طول النهار أيام رمضان إلا أنه يمر بسرعة بالنسبة للمرأة العاملة، وإن لم تنظم المرأة وقتها فلن تستطيع التوفيق بين العمل وواجباتها المنزلية).