بقلم: أ.ب.سميرة هي حياة النبض..هي عبادة التوحيد على لساني وعلى لسان أي واحد يحمل اسم مسلم.. كم لي من التأوهات حول إقرار العبودية لله الواحد الأحد... في سلاسل جبال العلو كان بديع الشموخ على الأرض وفي سماء الصفاء كان سرب الطير في أغانيه يغد أنك الواحد الأحد...رب كل شيء وفوق كل شيء. في تسع وتسعين اسما كان التهليل بدءا بالرحمن وختاما بالصبور، فكان بين الرحمة والصبر قيوم الاستجابة وكان الوعد في إحصاء هذه الأسماء دخول الجنة، فالعرض بسيط والثواب كبير جدا لا تحصيه عقولنا.. كان في (وإذا مرضت فهو يشفيني).. حنان ورأفة وبراء من الداء وكان في (إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السموات والأرض لآيات لقوم يتقون) ترجمان للتقوى في حسن الصنيع وانسجام الإبداع، ثم كان في (أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون) تأكيد بلغة الاختبار إن كان لمن يخلق شبه لمن لا يخلق، وبإفراد الخشية في جمال الكون شهادة أنه الخالق البارئ المصور، ثم كان في قوله (ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم، إن في ذلك لآيات للعالمين ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله، إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون) ..تمام الوصف في اللسان واللون ومن ثم سبات الليل وفضل النهار سمع للمدركين تدرجا.. هل يبدو أمر الإعجاز هين أمام خالق كل شيء؟ وهل يرد الاستثناء ولو احتمالا؟. لو تطوعت كل الكلمات لإحصاء هذه النعم عددا سيكون منها التطوع فقط ولن يكون الإحصاء بدا ومرادا.. ولو التحمت دموع العيون خشية ورهبا، فلن تكون الكفاية بسجية الدمع على خدود اللين والخنوع لعظمته.. سآخذ نفسا طويل المدى، لأن الموقف يربكني ويشعرني بعجلتي وضعفي في من كانت من بني جنسي الآدمي صفات عدم التمام والكمال، فالكمال له والتمام لعظمته.. لوحت في العمق حتى ازداد خشوعا فكان ندى عرقي يبلل جبهتي ويؤرق صفو نومي، فرحت ألزم الصمت إعجابا وانبهارا ومن ثم إسقاط التذلل مني على ركبتي من أني لرحمتك يا الله أقع أرضا في كل هزة خوف وخشوع.. فلرحمتك أتوق ولعفوك أتشوق ولحماك أبغي بعدا آخرا بكل جوانحي في أن تغفر لي وتهون علي العذاب.. ولأعبر عن حبي لك فحبي من غيرك عفو متأخر في مناسبة الاستغفار.. ولأعبر لك عن حبي يا قوي يا متين ولو أني لا أعرف التعبير رحت أجمع الحرف وسجع التوبة بأنين البكاء في أني يا رب من غير عفوك أنا عدم لذلك بدأت بالدعاء طمعا في نورك وضيائك.. كانت كلمات تندفع من بين أضلعي لترسم الطلب في جملة ذرات خلايا جسمي حتى أشعر بصدق لساني وبقوة حرفي... ما أحلاها من صورة وأنا أشاهد أكف الناس تتطلع إلى ما فوق وقت كل صلاة كل في صلاته وتسبيحه يرجون عفوك، وما أروعه حجاب الصبايا يلف أذان الطفولة وفي حجر البراءة مصحف يشير للفطرة، كان لامتزاج البراءة مع صدق الديانة حديث آخر بفرض التقديس لأسمى دين، فخوفك يا الله يبدأ من الصغر وقبل النطق في الكلام وخوفك ينتهي في التلفظ بالشهادة لآخر لحظة في الحياة عند وداع الدنيا. ..هي رسالة الوجودية تبدأ بالتوحيد وتنتهي بالتوحيد وفيما بينهما رجاء وطاعة وعودة إليك في كل وقت...ما أعظمك يا الله. ما أعظمك .. لما كان الوحي يوحى لأنبيائك ورسلك لتبليغ أمرك فكان القبول والانقياد طوعا لا كرها في إمعة مخلصة طاهرة نقية نقاوة السريرة المؤمنة، وكان لما يكون الفشل في المأمورية يكون الرجوع بين يديك في وقفة توبة واستذكار، فكان منك العفو والصفح الجميل.. فواصلي في كل مرة هي ما أعظمك.. حينما أرى الحي يخرج من الميت والميت من الحي إما في تعبير ميلاد جديد أو حياة بعد يأس تبرز في مشاهدي قوة التصميم على الحياة بعد الانتهاء، لكم تكن معادلة معقدة ولا مفارقة مغلطة بل كن فيكون من كانت تدير الكون.. ما أعظمك..لما تحفت فطرتنا بالحظوة الكبرى بديانة إسلامية عريقة ولغة قرآن عربية لم يحظ بها غيرنا من الأجناس البشرية.. ما أعظمك لما ألفت بين قلوبنا ولو من بقاع أرض مختلفة بنواح غير متشابهة، فلم يكن الفرق بين عربي وأعجمي ولا أبيض وأسود إلا بالتقوى. ما أعظمك.. لما استغرب الجن لكلامك في أنه (قرآنا عجبا) لم يترك شيئا إلا عدده ولا كبيرة ولا صغيرة إلا أحصاها.. قرآن لا ريب فيه من رب العالمين.. ما أعظمك نحرم فتعوضنا ففيك العوض ومنك العوض ..نخطئ فتعفو عنا ففيك السماحة ومنك الحلم.. ننسى فتذكرنا، ففيك الأمل ومنك العطاء، نمرض فتشفينا ..ففيك الرجاء ومنك التكلان، ننهزم فتنصرنا، ففيك السلام ومنك الثبات، نضعف فتقوينا ففيك المدد ومنك السؤدد، نحزن فتفرحنا، ففيك القناعة ومنك الولاء .. هو مرادنا يتحقق بالعودة إليك والخشوع في طلبك...فما أعظمك.. سخرت لعبدك كل شيء ليعبدك، فكان من العبد التقصير والغفلة ومع ذلك تعفو عنه، يختلف الناس فيما بينهم وقد لا يتسامحون، لكنك تسامح من نسى أن يستغفرك أو يسبحك أو حتى من يذنب ذنبا. فما أعظمك بعدد نجوم السماء، ما أعظمك بعدد تسابيح دواب البحر، ما أعظمك بعدد آهات المستغفرين بالأسحار، ما أعظمك بعدد وريقات الشجر على الأرض ومن أعلى الأرض، ما أعظمك بعدد رمشات عيون البشر في كل عالمك، ما أعظمك بعدد تسبيح أصابع أيادي البشر.. ربي.. حقا.. وصدقا.. وأبدا ما أعظمك.