قال إن قطاعه لا زال يفتقد إلى العديد من الهياكل والآليات وزير الصحّة يطالب الأطبّاء ب "القناعة" "من لم يعجبه القطاع العام عليه العمل في الخاص" طالب عبد العزيز زيّاري وزير الصحّة وإصلاح المستشفيات الأطبّاء المضربين ب (القناعة) بما وفّرته لهم وزارة الصحّة كموظّفين في القطاع العمومي، قائلا: (نحن نعمل على النّظر في انشغالات النقابات في إطار محدود، فمهنة الطبّ هي مهنة حرّة وما على الأطبّاء غير الرّاضين بما يوفّره القطاع العام سوى التوجّه إلى العمل في القطاع الخاص). زيّاري ذكّر أمس الأحد عقب افتتاحه لمعرض (ذاكرة وإنجازات) لقطاع وزارة الصحّة بمناسبة اختتام فعاليات خمسينية الاستقلال بقصر المعارض رفقة وفد وزاري تضمّن كلاّ من وزيرة التضامن وحماية الأسرة سعاد بن جاب اللّه ووزير التكوين المهني محمد مباركي، بالإضافة إلى وزير المجاهدين شريف ولد عباس ووزير التجارة رشيد بن عيسى ونخبة من مختلف قطاعات وإطارات الحكومة السامية، بأن قطاع الصحّة في الجزائر لازال يفتقد إلى العديد من الهياكل والآليات التي تمكّنه من أن يكون في مصاف الدول المتطوّرة بالرغم من المجهودات التي بذلتها الدولة في سبيل تحسينه. وأشار الوزير خلال حديثه إلى أنه لا مجال للمقارنة بين الوضع الصحّي في الماضي وما هو عليه الآن، معتمدا على الإحصائيات والأرقام المطروحة اليوم والمتعلّقة بأمل حياة الجزائريين المقدّر ب 75 و76 سنة في حين كان يقدّر ب 50 سنة غداة استقلال الجزائر، قائلا: (هذا جاء بتضافر الجهود وتغيير وتطوير إمكانيات، وكذا تكوين العنصر البشري وتوفير المعدّات الطبّية اللاّزمة في المستشفيات والمؤسسات). وذكّر ذات المتحدّث ببعض الأمراض التي لم تعد متواجدة اليوم، والتي كانت منتشرة في الماضي، خصوصا لدى فئة الأطفال، وأشار إلى وجود 50 ألف طبيب بين القطاع الخاص والعام، في حين كان يقدّر عددهم ب 360 طبيب سنة 1962 وهو عدد كافي، على حدّ تعبيره. وأضاف وزير الصحّة في معرض حديثه أن المجال الصحّي في الجزائر يعاني أيضا من قلّة الأطبّاء الأخصّائيين، موضّحا أنهم غير كافين لتغطية المستشفيات، خاصّة في بعض المناطق البعيدة عن التجمّعات السكانية التي من الصعب أن يتوجّه إليها الأطبّاء بصفة إرادية، إذ يتواجد أغلبهم في الخدمة المدنية، معتبرا أن هذا حلّ ظرفي لذا يجب الوصول إلى منصب دائم للطبيب في هذه المناطق. أمّا فيما يخص معرض (ذاكرة وإنجازات) المنظّم بمناسبة اختتام الخمسينية في قصر المعارض، فقد قال عبد العزيز زيّاري إنه يعدّ نجاحا لوزارات ذات طابع إداري، ويمكّن المواطنين والإطارات من الاطّلاع على خصوصيات المجال الصحّي لإعطاء الصورة الحقيقية للقطاعات على غرار قطاع الصحّة، وما يخص المواطن على غرار كشف بعض الأمراض ومتابعة عملية التلقيح وكلّ ما يتعلّق بالحياة اليومية في المستشفيات والمرافق الصحّية والعيادات المتعدّدة الخدمات التي يجب على الجيل الحالي الاطّلاع عليها، وكذا المراحل والأشواط التي مرّ بها القطاع الصحّي منذ الاستقلال إلى يومنا هذا، والمجهود الكبير الذي قامت به الدولة فيما يخص هذا القطاع وطرح التحدّيات اللاّزمة للنهوض بالقطاع. في شقّ آخر، استضاف قصر المعارض بالصنوبر البحري بالجزائر العاصمة معرض الخمسينية للقطاع الصحّي من 30 جوان إلى غاية 7 جويلية 2013، حيث يتربّع المعرض على مساحة 1400 م2، وتشارك فيه كلّ المؤسسات والهيئات التي تعمل تحت وصاية وزارة الصحّة والسكان وإصلاح المستشفيات، على غرار معهد (باستور) الجزائر والمخبر الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية والمعهد الوطني للصحة العمومية. وقد كان حاضرا أيضا في معرض (ذاكرة وإنجازات) لقطاع الصحّة المركز الوطني لمكافحة التسمّمات والمدرسة الوطنية للتسيير والإدارة والمعهد الوطني للتكوين شبه الطبّي، وتضمّن كذلك سبعة أجنحة تشمل البرامج الوطنية للصحّة ينشّطها مختصّون في السلك الطبّي وشبه الطبّي، بالإضافة إلى جناح خاص بمصلحة المساعدة الطبّية الاستعجالية وسيّارة إسعاف مجهّزة للشرح للزّائرين كيفية تقديم الإسعافات الأوّلية البسيطة، وكذا شاحنة متنقلة للتبرّع بالدم. للإشارة، فإن عدد الهياكل الصحّية انتقل خلال 50 سنة من الاستقلال من 143 مرفق خلال 1962 إلى 390 خلال سنة 2012، كما انتقلت قدرة الاستيعاب بالأسرة من 13395 سرير خلال سنة 1962 إلى 71407 سرير خلال سنة 2012. وقد عرفت الهياكل الجوارية هي الأخرى نقلة نوعية، حيث انتقلت من 1359 مرفق خلال سنة 1962 إلى 7033 خلال سنة 2012، من بينها 1500 عيادة متعدّدة الخدمات. وبخصوص الموارد البشرية فقد انتقل عدد السلك الطبّي وشبه الطبّي من 412 طبيب بين اختصاصي وعام و86 جرّاح أسنان و186 صيدلي و3524 عون شبه طبّي خلال سنة 1962 إلى 46379 طبيب بين اختصاصي وعام و8152 طبيب جرّاح و9000 صيدلي وما يقارب ال 000 .104 عون شبه طبّي.