عقب جملة من الاحتجاجات والمراسلات التي قامت بها العديد من القرى والبلديات بولاية بومرداس والتي تصدرت مجمل مطالبها وفي كل مرة ربط منازلهم بشبكة الغاز الطبيعي، هذا الحلم الذي راودهم منذ الاستقلال، لما تعانيه العائلات البومرداسية مع قارورات غاز البوتان وندرتها والمضاربة عليها خاصة في فصل الشتاء أين يكثر الطلب على هذه المادة الحيوية، سارعت ولاية بومرداس مؤخرا في ربط بعض بلدياتها بشبكة الغاز الطبيعي، خلصت سكانها من شبح القارورات التي أحنت ظهورهم وأثقلت جيوبهم، في حين لا تزال عشرات البلديات خاصة شرق الولاية، ينتظرون هذا الحلم منذ أمد بعيد. ومحاولة لتدارك الوضع، ولو بنسبة ضئيلة مقارنة بحجم الطلب على هاته المادة الحيوية، بولاية بومرداس التي تتذيل ترتيب الولايات التي تزخر بمادة الغاز الطبيعي والتي لم تتجاوز نسبة تغطيتها 34 بالمائة، قامت الولاية في الأسابيع القليلة الماضية بربط حوالي 2000 عائلة بالغاز الطبيعي بكل من بلديات بودواو البحري، زموري وبرج منايل، حيث تخلصت حوالي 900 عائلة ببلدية بودواو البحري غرب الولاية، من قارورات غاز البوتان التي أحنت ظهور أرباب العائلات الذين كانوا يضطرون في كل مرة إلى حملها على أكتافهم، مثلما أثقلت جيوبهم وكبدتهم مصاريف هم في غنى عنها، خاصة خلال فصل الشتاء، أين يكثر الطلب على هذه المادة الحيوية التي يقوم بعض المضربين باحتكارها وزيادة سعر قارورة غاز البوتان، نفس الحال عرفه حي زموري البحري، الذي استفادت 350 عائلة من سكانه من الغاز الطبيعي والذي كان مطلبا لهم منذ سنوات خلت، خاصة وأن منطقتهم الساحلية شديدة البرودة شتاء، وفي دائرة برج منايل دائما، تمكنت 800 عائلة بحي لاكابير من إشعال أفرانهم الموصولة بالغاز الطبيعي الذي ظل حلما انتظروه لمدة طويلة. في المقابل يبقى التزود بالغاز الطبيعي حلما يرواد عشرات الآلاف العائلات البومرداسية خاصة شرق الولاية، على غرار أولاد عيسى، تاورقة، والقرى المجاورة لها، حيث لا تزال مشكلة انعدام الغاز الطبيعي مشكلا قديما يعاد طرحه في كل مرة، ويبقى الهاجس الأكبر للعديد من العائلات في ظل معاناتهم مع قارورة غاز البوتان التي أرهقت كاهلهم المادي والمعنوي، بحيث يصل سعر القارورة الواحدة في عز فصل الشتاء إلى 400 دينار، إضافة إلى عدم توفرها في القرى، ما يضطر هؤلاء إلى التنقل إلى غاية مقر بلدياتهم من أجل الظفر بقارورة تسد حاجياتهم في الطهي والتدفئة وهم عرضة للعوامل المناخية الصعبة، وتأمل هذه العائلات أن يحين ربط منازلهم بالغاز الطبيعي في القريب العاجل بغية رفع الغبن عنهم وتحسين أوضاعهم المعيشية.