أعرب العديد من سكان قرى وبلديات بومرداس خاصة القاطنون في المناطق الجبلية ، عن تخوفهم من أزمة الغاز التي باتت تعرفها الولاية في هذه المناطق كلما حل فصل الشتاء ، دون أن يخفوا ما سببته لهم التغيرات المناخية وتساقط الثلوج العام الماضي، من معاناة تكبدوها خلال تلك الفترة، متهمين في السياق ذاته تماطل السلطات في تزويدهم بهذا المصدر الحيوي الذي أصبح أكثر من ضرورة خاصة مع عودة البرد و موجة الثلوج المرتقبة ، بالمقابل كشف مصدر مسؤول بمديرية الصناعة والمناجم بولاية بومرداس ، أنه تم اتخاذ جميع الإجراءات الضرورية من أجل تفادي تكرار مشكل الندرة التي شهدها الشتاء الماضي، وربط أزيد من 11 ألف منزل بشبكة الغاز الطبيعي. استطلاع : محمد.ك/ ل.خالفي لا تزال العديد من بلديات و قرى ولاية بومرداس لم تستفد بعد من شبكة الغاز الطبيعي، كون الولاية تأتي في المراتب الأخيرة من حيث نسبة التغطية التي لا تتعدى 38 بالمائة، حسب أرقام مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز خلال سنة 2012 ، وهي نسبة بعيدة كل البعد عن النسبة الوطنية، ما جعل هذه الناطق على شفا حفرة من تكرار سيناريو العام الماضي، عقب الاضطرابات الجوية التي شهدتها الولاية في تلك الفترة ، والتي تسببت في أزمة حادة في غاز البوتان، ما جعل المواطنين يعودون إلى الحياة البدائية، من خلال استعمال الحطب للتدفئة والطبخ، وفي السياق ذاته، ورغم استفادة مدينة بغلية من شبكة الغاز الطبيعي منذ أكثر من عقد من الزمن إلا أن واقع حال العديد من أحياء وقرى البلدية ومنها المتواجدة بالمناطق الجبلية ، شكل هاجسا مقلقا ووضعية جد مزرية على قاطني هذه القرى ، جراء الصعوبات الكبيرة في الحصول على قارورة غاز البوتان، التي تصبح غائبة وشبه منعدمة على مستوى محطة نفطال بالمدينة، خلال فصل الشتاء، أين يزيد الطلب عليها خاصة من طرف مربي الدواجن، كما طالب سكان القرى التابعة لبلدية شعبة العامر، من الجهات الوصية بتعجيل تزويدهم بخدمات الغاز الطبيعي، فعلى الرغم من استفادة بلديتهم من مشروع التزود بالغاز خلال العام الماضي، إلا أنها بقيت تشهد عدة تذبذبات على مستوى عدة مناطق، خاصة وأن هذه المناطق تعرف بردا قارسا في فصل الشتاء، بحكم قربها من جبال جرجرة، كقرية ماتوسة، وبنطاس، ومما زاد من معاناة السكان، الندرة في قارورات غاز البوتان بهذه المناطق الجبلية، ناهيك عن الارتفاع المذهل في أسعارها، نفس المعاناة تشهدها بلدية تاورقة وبلدية أعفير شرق الولاية، وخاصة القرى المحيطة بهاته البلديات والمتواجدة بأعالي الجبال، والذين صار الحصول على قارورة غاز شغلهم الشاغل في فصل الشتاء، أين تنقص عملية التوزيع لصعوبة المسالك المؤدية إلى هذه القرى ، ما يجعل السكان يتكبدون عناء البرد القارس الذي تعرفه المنطقة في فصل الشتاء، مطالبين في كل مرة السلطات الوصية بالالتفات إليهم وإدراج هاته القرى والبلديات ضمن مشروع شبكة التزويد بالغاز الطبيعي الذي سطرته الولاية في إطار البرنامج الخماسي2010 - 2014 . إتمام أشغال ربط أزيد 11 ألف منزل بشبكة الغاز قريبا بالمقابل كشف مصدر مسؤول بمديرية الصناعة والمناجم أنه سيتم إتمام أشغال ربط أزيد 11 ألف منزل بشبكة الغاز الطبيعي ببومرداس في القريب العاجل، وذلك في إطار البرنامج الخماسي2010 - 2014 ، موضحا أنه تم توزيع مجمل مشاريع الربط على كل من بلدية أولاد موسى التي تم بها ربط 800 منزل على أن يتم استكمال ربط 700 منزل آخر قريبا ، وفي ببلدية الاربعطاش يضيف المصدر، أنه تم الانتهاء من ربط 1850 منزل كما شهدت بلدية قورصو ربط 1200 منزل بشبكة الغاز الطبيعي، وسيتم قريبا إتمام إنجاز مشروع ربط 1200 منزل ببلدية بودواو البحري، و يتوزع ما تبقي من المنازل المعنية بمجمل مشاريع الربط المذكورة على مختلف بلديات الولاية، حيث ينتظر أن تشمل العملية 900 منزل ببودواو و 570 منزل ببومرداس و 210 منزل برأس جنات و 146 منزل بدلس و 400 منزل بخميس الخشنة و 231 منزل بيسر، وذكر نفس المصدر أن كل هذه المشاريع ستساهم عند استلامها برفع نسبة الربط بشبكة الغاز الطبيعي على مستوى كل الولاية التي تعد ضعيفة نسبيا مقارنة بمختلف ولايات الوطن ، ومن جهة أخرى و تحسبا للارتفاع المتزايد للطلب على قارورات غاز البوتان في فترات البرد ، قال المصدر ذاته أنه و تفاديا لتكرار مشاكل الندرة التي حدثت في الشتاء الفارط قمنا برفع المخزون الأمني من قارورات الغاز البوتان على مستوى مركز التعبئة الوحيد بالولاية المتواجد ببرج منايل من 8 ألاف إلى 50 ألف قارورة غازكما ستغطي هذه الكمية المخزنة من القارورات احتياجات كل بلديات الجهة الشرقية من الولاية لمدة ستة أيام متتالية كما اتخذت الاحتياطات الضرورية لتزويد باقي البلديات الأخرى.