تعرف ولاية المدية تناميا ملحوظا في ظاهرة استهلاك والمتاجرة بالمخدرات من صنف الكيف المعالج، وكذا الحبوب المهلوسة والمتجارة بالمشروبات الكحولية دون رخصة، خاصة بالمناطق السكنية الكبرى على غرار عاصمة الولاية بأزيد من 160 ألف نسمة وقصر البخاري بنحو 75 ألف نسمة والبرواقية ب65 ألف نسمة، ومن بين العوامل المشجعة الفقر المدقع خاصة بقصر البخاري والموقع الجغرافي للولاية بوجود طريقين وطنيين هامين في ترويج مختلف السلع، ط- الوطني رقم 1 الرابط بين البليدة والجلفة باتجاه أقصى جنوب البلاد، والطريق الوطني رقم 40 الرابط بين تيارت غربا والمسيلة شرقا، غير أن ظاهرة المتاجرة بالمخدرات وحالات الإجرام الأخرى شهدت تحسنا خلال السنوات الأخيرة عدا جنح وجنايات الضرب والجرح العمدي لا تزال في ارتفاع ملحوظ. ولمعرفة مثل هذه العوامل التي كانت سببا في التقليل من ظاهرة التهديدات التي كانت تطال حتى تلاميذة المؤسسات التربوية وطلبة الجامعة، التقت (أخبار اليوم) مع المحافظ نبيل طوالبية رئيس خلية الإتصال والعلاقات العامة بأمن المدية حول موضوع تنامي الجريمة على مختلف أنواعها ووسائل التصدي لها، والذي ركز في البداية على عنصر إزاحة كل الحواجز النفسية بين المواطن وأجهزة الشرطة، لتوفير عنصر الثقة المتبادلة في جانب مكافحة مختلف الأفعال الإجرامية، المهددة لحياته وأرزاقه وحتى اطفاله وفي كل مواقع تواجدهم، كما أن أضاف محدثنا تطوير الجريمة المنظمة وغيرها، تطلب مواكبتها بإحداث فرق البحث والتحري المتخصصة تكوينا وتجهيزا، ضاربا مثلا بالجريمة الإلكترونية التي استلزمت إنشاء فرق الشرطة القضائية مع تكوينها وتجهيزها وفق المستجدات في عالم الجريمة، حيث دعمت بأجهزة كشف جد متطورة، وبالمختصر المفيد فإن الشرطة الجوارية المقربة من سكان أهم أحياء الحواضر الكبرى، وتعاون المواطنين في كشف وتحديد بؤر مختلف الجرائم بواسطة الخط الاخضر 1548، بالإضافة إلى توظيف الوسائل التقنية مع التكوين النوعي من بين أهم الأسباب الفاعلة في عمليات الإطاحة بعناصر شبكات الإجرام في مقدمتهم بارونات استهلاك والترويج للمخدرات، وكذا توقيف عديد المحترفين في قضايا السرقة والسطو على المنازل واعتراض سبيل المواطنين لدرجة القتل، بسبب هاتف نقال قد لا يتجاوز سعره الألف دينار. وحسب محدثنا، فإن القوافل التحسيسية المنظمة من حين لآخر، لعبت دورا هاما في توعية الشباب بالأخطار المحدقة بهم جراء تناول المادة السامة، التي تعتبر العنصر الأساسي في تنشيط متناوليها إلى ارتكاب باقي الجرائم في حق المواطنين الأبرياء، وكان من أهمها القافلة المنظمة أيام 24-25-26 جوان 2012. تحت شعار (لا للمخدرات) بكل من عاصمة الولاية المدية والبرواقية وقصر البخاري. بحضور السلطات الولائية وبمشاركة الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وديوان الثقافة والإعلام ومخبر الشرطة العلمية وكذا مديرية الوحدات الجمهورية للأمن الوطني، إضافة إلى مديريات ومؤسسات ذات صلة بالتظاهرة، كمديريات التربية- الشباب والرياضة-الشؤون الدينية والنشاط الإجتماعي. صاحب المبادرة العميد أول ورئيس أمن المدية رمضاني عبد العزيز قال أن المبادرة تعتبر تكريسا لعمل الشرطة الجوارية وتقريب الشرطي من المواطن لحمايته وممتلكاته، مشيرا إلى خطر المخدرات بالنسبة لكل مواطن خاصة بالنسبة لفلذات الأكباد رجال المستقبل، ولمكافحتها يجب تضافر جهود كل أفراد المجتمع، واصفا الإعلام بالشريك الفعال في كل المشاريع المنتهجة من طرف مديرية الأمن ولصالح المواطن. مداهمات أوكار الجريمة بكل من قصر البخاري والبرواقية بعد استفحال الجريمة بالأحياء الشعبية ببلدية قصر البخاري والبرواقية، والتي أصبحت تهدد حتى المصلين في مساجدهم بقصرالبخاري، باشرت مصالح أمن المدية عمليات مداهمة ببعض المناطق الحضرية الكبرى، لوضع حد للأعمال الإجرامية واللصوصية وتطهير الأماكن المشتبه في أمرها كأحياء مدينة قصر البخاري والبرواقية، المدرجتان ضمن المخطط الأمني المعتمد من طرف رئيس أمن الولاية رمضاني عبدالعزيز، الهادف إلى تنظيف هذه الاحياء من بؤر الإجرام، بالتنسيق مع مختلف الفرق الامنية المختصة التابعة لأمن الولاية، والتي أسفرت عن توقيف أزيد من ألف شخص مشتبه فيهم، حول منهم80 مشتبه مع إنجازات ملفات قضائية.