قال الديوان الملكي الإسباني أوّل أمس إن الملك خوان كارلوس لم يطلب العفو عن الإسباني المدان بالاعتداء الجنسي ولا عن أيّ سجين آخر خلال زيارته الأخيرة إلى المغرب، لكنه أبدى اهتماما بوضع هؤلاء المعتقلين. أثار العفو عن الإسباني المدان تساؤلات في المغرب عن الجهة التي قرّرت وضعه ضمن لائحة المشمولين بالعفو، وجاء قرار إقالة مدير السجون ليحمّل المسؤولية لهذه الإدارة. وقد مثل أمس الإسباني مغتصب الأطفال المغاربة أمام محكمة في مدريد التي سافر إليها وفد مغربي لبحث تداعيات قضية هذا المدان الذي فجر العفو الملكي عنه موجة غضب في المغرب، ومساءلة للحكومة في إسبانيا. واعتقلت السلطات الإسبانية دانييل غالفان فينا أمس في مدينة مورسيا بجنوب شرقي إسبانيا بعد نحو أسبوع من إفراج المغرب عنه بموجب عفو ملكي. ونقل فينا إلى مدريد لاستجوابه، ومثل أمس أمام قاض بمحكمة عليا في مدريد، وجاء توقيفه في مورسيا أمس بعدما أصدرت السلطات المغربية مذكّرة اعتقال دولية ضده. وأفرج عن دانييل غالفان فينا (63 عاما) مع 47 إسبانيا آخرين كانوا محبوسين في المغرب بتهم مختلفة، وكان محكوما عليه بثلاثين سنة سجنا بعد إدانته بالاعتداء جنسيا على 11 طفلا مغربيا تتراوح أعمارهم بين 4 و14 عاما وتصويرهم في شقّتين بمدينتي الرّباط والقنيطرة. ولم يمض على دخول الإسباني المدان السجن سوى 18 شهرا، قبل أن يطلق بموجب العفو الذي صدر عن ملك المغرب الثلاثاء الماضي. وأثار الإفراج عن فينا احتجاجات في الرّباط ومدن مغربية أخرى الجمعة الماضي، ليعلن الملك محمد السادس بعد ذلك أنه لم يُبلّغ بالجرائم الخطيرة التي اقترفها مغتصب الأطفال. ومن جهته، قال مصدر مطّلع على القضية إن السفارة الإسبانية في المغرب طلبت ترحيل 30 من السجناء الإسبان في المغرب، من بينهم فينا ليقضوا بقّية عقوبتهم في بلادهم، والعفو عن 18 آخرين.