في ظل دعوات لاستمرار التظاهر والعصيان المدني رافضو الانقلاب يستعدون لجمعة حشد جديدة بمصر ما إن انتهت فعاليات ومظاهرات (جمعة الحسم) في مصر والتي دعا لها (التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب) حتى بدأت حملات الحشد للجمعة المقبلة ال 6 من سبتمبر الجاري، مع تواصل المظاهرات والمسيرات الرافضة للانقلاب في عدد من مدن ومحافظات الجمهورية. وحفلت المواقع الإلكترونية المؤيدة لجماعة الإخوان المسلمين والرافضة للانقلاب، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي، بدعوات للمشاركة في مظاهرات ومسيرات الجمعة المقبلة. وكان التحالف الذي تقوده جماعة الإخوان ويضم مختلف القوى الرافضة للانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي، قد دعا الشعب للاحتشاد من أجل الدفاع عن (ثورته المسروقة وحريته المسلوبة) مؤكدا أن المصريين سيواصلون احتجاجاتهم (بكل أشكالها المتصاعدة والسلمية حتى استرداد ثورة 25 يناير المجيدة بكل مكتسباتها). وفي الوقت الذي امتلأ فيه الفضاء الإعلامي المصري بشقيه الرسمي والخاص بتحليلات ولقاءات تحدثت عن (فشل) مظاهرات جمعة الحسم الماضية، أظهرت صور ولقطات فيديو حجم الجموع التي شاركت بمسيرات ذلك، لعل أبرزها تلك اللقطات التي أظهرت مسيرات حاشدة على طول كورنيش الاسكندرية الذي يمتد لعدة كيلومترات، فضلا عن تلك التي شهدتها محافظات الغربية وبني سويف والدقهلية والشرقية وغيرها. وحول جمعة الحسم والاستعداد للجمعة المقبلة، يرى الناشط الإسلامي حسام عبد العزيز أن الجمعة الماضية قدمت رسالة إعلامية مفادها أنه من الخطأ حصر رافضي الانقلاب في جماعة الإخوان، كما أنها أحدثت ارتباكا بحسابات الانقلابيين الذي اعتقدوا أن اعتقال قيادات الجماعة سيؤدي لإخماد الثورة. ويشير عبد العزيز، إلى أن المظاهرات كسرت حاجز الخوف رغم القمع والاعتقالات، إضافة إلى أن انضمام حركة أحرار وسقوط عدد من القتلى في صفوفها أضاف قوة شبابية جديدة لرافضي الانقلاب. ولا يتوقع الناشط الإسلامي مفاجآت كبيرة في الجمعة القادمة، باستثناء انضمام المزيد مما يسمى ب (حزب الكنبة) إلى رافضي الانقلاب بعد أن رأوا أن الأحوال المعيشية لم تتحسن عما كان في عهد مرسي بل ساءت أكثر. وأوضح أن حظر التجوال تسبب في شل حركة الاقتصاد والسياحة وجعل المشهد أشبه بعصيان مدني مجاني يفرضه النظام على نفسه وعلى اقتصاده، واضطر سلطات الانقلاب لذلك إلى تقليل ساعات الحظر، ومع الوقت سيكونون في حاجة إلى ضربة أمنية جديدة كمحاولة أخيرة ويائسة للإجهاز على رافضي الانقلاب. وفي المقابل، اعتبر حزب النور السلفي أن مظاهرت (جمعة الحسم) كانت أضعف من (الظهير الشعبي الرافض لها) ودعا جماعة الإخوان إلى السعي للمصالحة التي (لا بديل عنها) حتى لا تخسر الوجود السياسي في الشارع. وقال المتحدث الرسمي باسم الحزب شريف طه في تصريحات لصحيفة (المصري اليوم) إن (استمرار تظاهرات الإخوان سيضيع الفرص.. الأزمة لن تحل بالحشود أو التظاهرات في الميادين).