لا شك بأن سمير ناصري عاش موسم 2012-2013 الأكثر تعقيداً في مسيرته. فقد وجهت إليه انتقادات لاذعة إثر اشتباكه مع أحد الصحافيين، ولم يقدم مستواه المعهود في صفوف مانشستر سيتي على مدى معظم الموسم أيضاً ليلقى انتقادات أيضاً من مدربه حينذاك روبرتو مانشيني، وبعد غياب دام عاما بالكامل ونهاية موسم مقنعة مع مانشستر سيتي استدعي لصفوف منتخب فرنسا بقيادة المدرب ديدي ديشامب في جوان الماضي، لكن لاعب آرسنال السابق لم يتمكن من اللحاق بصفوف منتخب بلاده لإصابة في ركبته. عن موقع "الفيفا" تحدث سمير ناصري إلى موقع (الفيفا) عن سنة حافلة بالتعقيدات، وتطرق إلى الدروس التي تعلمها من الأخطاء المرتكبة وعن موسم مانشستر سيتي، كما تحدث أيضاً عن رغبته في استعادة مركزه الأساسي في صفوف منتخب فرنسا وعن حلمه بالمشاركة في كأس العالم البرازيل 2014، إضافة إلى مواجهة اليوم التي سيخوضها رفقة فريقه المان سيتي أمام بايرن ميونيخ في الجولة الثانية من دوري أبطال أوروبا. بداية ما هي نظرتك لمواجهة بايرن مونيخ في دوري الأبطال؟ كما يعلم الجميع أن فريق بايرن ميونيخ فريق كبير، وهو الأحسن في أوروبا، بدليل فوزه الموسم الماضي بدوري أبطال أوروبا، كما نال لقب وكأس ألمانيا، كما أن تشكيلته تزخر بأسماء كبيرة، كل هذا يصعب من مهمتنا حين نواجهه بملعبنا، لكن ليس معنى هذا أننا سنواجهه بثوب الضحية، بل لدينا ما نفعله أمام هذا الفريق الكبير. يُفهم من كلامك أنك لا تخشى فريق البايرن؟ أكيد لا أخشى البايرن ولا أي فريق آخر، وأنا على يقين أننا سنلحق الهزيمة بالبايرن. عشت أحد المواسم الأكثر تعقيداً في مسيرتك. كيف تشعر اليوم؟ أشعر بأني في حالة جيدة، روحي المعنوية أفضل. لكن الأشهر الأخيرة كانت مضنية بالنسبة إلي. من الناحية العاطفية، عشت مراحل عدة من الشكوك وإعادة النظر بتصرفاتي. بعض الانتقادات جعلتني أشعر بألم كبير، قيل بحقي الكثير من الأمور الخاطئة. أتقبل الانتقادات فقط إذا كانت في محلها. كتب الكثير من المغالطات عن شخصي، لقد ارتكبت أخطاء وأنا أعي هذا الأمر تماماً، لكني لست البطة القبيحة كما يعتقد البعض. أنت بلا شك تشير إلى الحادثة التي وقعت بينك وبين أحد الصحافيين خلال كأس الأمم الأوروبية 2012 ؟ نعم، لكن الأمر لا يقتصر على هذه القضية فقط. في ما يتعلق بهذه الحادثة، لقد ارتكبت خطأ لأنني رديت على استفزاز أحد الصحافيين. لم يكن يتعين علي أن أتفوه بعبارات مماثلة. هذه الحادثة جعلتني أدخل في تفكير عميق وكان الضغط كبيراً علي لأنني كنت تحت نار الانتقادات. استغرق الأمر وقتاً طويلاً بالنسبة إلي لكي أعترف بخطئي، لكن لقد تم الأمر اليوم. إنه حمل أزيح عن كاهلي وقد أراحني كثيراً. هل تعتقد بأنك أصبحت أكثر نضجاً بعد هذه الحادثة؟ نعم، بكل تأكيد. لقد تعلمت من أخطائي. لا زلت شاباً وأدرك تماماً بأنه ما يزال لدي الكثير لكي أتعلمه. الأشهر الأخيرة ساعدتني لكي أصبح أكثر نضجاً. خرج ناديك مانشستر سيتي الموسم الماضي خالي الوفاض من أي لقب؟ بالطبع، كان موسماً عادياً جداً وفقدان اللقب كان صعباً على المجموعة. لم نتمكن من إحراز أي لقب وهو أمر مخيب بالنسبة إلى فريق بحجم مانشستر سيتي. لقد أمضينا موسماً معقداً لكننا سنتعلم من أخطائنا لكي نخوض موسماً استثنائياً العام المقبل. كنت في طريقك للعودة لصفوف منتخب فرنسا بعد غياب عام لكن الإصابة حرمتك من الانضمام إلى الفريق بعد استدعائك من قبل المدرب ديدي ديشامب. ماذا يمثل لك كونك تطرق أبواب المنتخب مجدداً؟ أنا سعيد جداً. العودة لصفوف المنتخب بأسرع وقت هي من أولوياتي. ارتداء القميص الأزرق في غاية الأهمية بالنسبة إلي وسأبذل قصارى جهدي لاستعادة مركزي في الفريق. أدرك بأنني أستطيع مساعدة الفريق، لكني أعي تماماً بأنه يتعين علي أن أبرهن للمدرب بأني في المستوى المطلوب. لقد منحنوني فرصة جديدة ويتعين علي أن استغلها. ما هي بنظرك إمكانية تأهل المنتخب الفرنسي إلى نهائيات كأس العالم المقبلة؟ بصراحة، أنا واثق من قدراتنا على الرغم من أن مشوار التصفيات لا يزال طويلاً. قدم الفريق عروضاً جيدة حتى الآن خصوصاً بعد انتزاعنا التعادل في إسبانيا، وأعتقد بأن المجموعة الحالية تضم أبرز المواهب في أوروبا. بين الجيل المخضرم والشبان الصاعدين أمثال رافايل فاران وبول بوغبا، أعتقد بأننا نملك فريقاً تنافسياً قوياً. إذا ما نجح المنتخب الفرنسي في بلوغ النهائيات، ماذا يعني لك أن تكون ضمن المجموعة التي ستشارك في العرس الكروي في البرازيل؟ أحلم بذلك! البرازيل أحد أعرق الدول في كرة القدم في العالم وكرة القدم بالنسبة إلى الشعب البرازيلي ديانة. لا أعتقد بوجود أي لاعب كرة قدم لا يتمنى المشاركة في حدث بهذه الأهمية وفي دولة مثل البرازيل. البرازيل تمثل السحر، عندما نذكرها نتذكر اللعب الاستعراضي لبيليه ولرونالدو والقيمص الأصفر والأجواء الاحتفالية في المدرجات. كل لاعب كرة قدم أو عاشق لهذه اللعبة يملك ذكريات رائعة عندما يتعلق الأمر بالسيليساو.