جددت 7 عائلات قاطنة بشارع 23 شارع فاطمة مليك التابع لبلدية سيدي امحمد بالعاصمة، مطالبها للسلطات المعنية والعليا في البلاد بانتشالها من المعاناة والوسط القذر والحياة المأساوية التي يعيشونها في بيوتهم التي هي عبارة عن أقبية مظلمة شبيهة بالقبر، تغيب فيه أدنى مظاهر وشروط الحياة الطبيعية، حيث إن التهوية لا تعرف طريقها إلى تلك البيوت الشبيهة بالقبور حسب قاطنيها. ولدى زيارة (أخبار اليوم) لعين المكان وبمجرد دخولنا ذهلنا للواقع المر والعصيب الذي تتقاسمه تلك العائلات السبعة، كما تتقاسم معاناة العيش في تلك الظروف، قابلتنا رائحة كريهة تنبعث من قنوات صرف المياه القذرة التي كانت تنتشر بطريقة عشوائية في ذلك الحي، وتتواجد أمام أبواب تلك المنازل. وبعدما تجاوزنا مسلك الحي استقبلتنا عائلة حنيفي التي تتكون من خمسة أفراد تتقاسم غرفة واحدة، دون احتواء المنزل على مطبخ ولا حمام، وفي حديثنا معهم سردوا لنا معاناتهم التي تعود إلى حوالي أزيد من 50 سنة مع حياة معيشية أقل ما يقال عنها أنها مزرية وصعبة للغاية، فأكدت لنا تلك العائلة أن ذلك المكان أو بالأحرى القبو يجمع سبع عائلات تعيش مرارة الحياة التي تتقاسمها مع الجرذان والحشرات، ناهيك عن البعوض الذي ينتشر كالطفيليات، خصوصا هذه الأيام التي تعرف فيه الحرارة ارتفاعا شديدا حرم عليهم النوم وطعم الراحة حسبهم وما زاد من مرارة حياتهم هي تلك الرطوبة التي يعرفها المكان جراء عدم تهويته لكونه لا يحوي نوافذ لدخول الهواء، مما جعل كل القاطنين يعانون مع أمراض الربو والحساسية حسب ما أكده هؤلاء. وأوضح لنا هؤلاء أن تلك البنايات تواجه خطر الانهيار في أي لحظة بسبب اهترائها وتعرضها لتشققات خطيرة بعد زلزال 2003، لكونها بنايات قديمة جدا، حيث أوضحوا لنا أن سقف إحدى المنازل انهار في السنة الفارطة جراء رعود ضربت بالمكان، وأكد لنا هؤلاء أنه وأثناء زيارة السلطات المحلية للمكان قاموا بتكليف إحدى المقاولينيترميمه ولكن هذا الأخير قام بترميم سطحي للمكان بتماطل، مما أجبر تلك العائلات على إعادة ترميم المكان بإمكاناتها الخاصة. خصوصا أن مخاوفهم زادت مع تلك الحادثة وأصبحوا يعيشون مع هاجس انهيار تلك المنازل على رؤوسهم وانتهائهم تحت الأنقاض، لأن السلطات المحلية والولائية ضربت بشكاويهم وطلباتهم عرض الحائط، وبقيت تتلاعب بحياتهم دون أن تبدي أي جهد لإيجاد حل يخفف من خطر موت هؤلاء، رغم أن تلك العائلات قامت منذ ما يقارب 20 سنة بإيداع ملفات طلب السكن دون أن تلقى أية ردود شافية. وفي سياق ذات صلة، أكد لنا هؤلاء المواطنون أن الوضع يزداد تأزما مع حلول فصل الشتاء، أين تصبح تلك المنازل عرضة للفيضانات، جراء تسرب مياه الأمطار إلى داخلها، كما أن درجة الرطوبة تزداد في تلك الفترة، مما يحرم على تلك العائلات المكوث في البيوت في مأمن على حياتها، وما يزيد من تلك المعاناة هو كون تلك المنازل لم تزود لحد الآن بالغاز الطبيعي الذي أصبح من أولويات الحياة، خصوصا في فترة الشتاء، وقال لنا هؤلاء المواطنون إن اقتراب فصل الشتاء أصبح هاجسا كبيرا لديهم يثير مخاوفهم، ناهيك عن شكاويهم من تلك الروائح الكريهة التي تنتشر في المكان بسبب تلك القنوات. وسط هذه المعاناة التي يعود تاريخها إلى 50 سنة ومازالت قائمة، رفعت تلك العائلات مطالبها للسلطات المحلية والولائية وعلى رأسها رئيس الجمهورية من أجل إنصافها وإنهاء معاناتها مع خطر الموت الذي يحدق بها، وذلك بترحيلهم إلى سكنات لائقة. وأكد هؤلاء أنهم يترقبون بشغف ترحيلهم خلال الأسابيع المقبلة بعد عيد الأضحى حسب الأخبار التي تروج بترحيل سكان الأقبية والسطوح من طرف السلطات المحلية والولائية التي أحصت قائمة الأسماء المعنية على حد قولهم.