* مقتل عشرات "الحرافة" في مأساة جديدة يواصل مصالح الدرك الوطني تكثيف نشاطاته الرامية للحدّ من ظاهرة "الحرفة" التي تفشت مؤخرا في الوطن، حيث تمكّنت أمس مصالح الدرك الوطني لولاية عين تموشنت من توقيف 28 مهاجرا سريا معظمهم من جنسية مغربية، بثلاث ولايات من الوطن. وجاءت عملية توقيفهم -حسب مصادر (أخبار اليوم)- من خلال دورية لقوات الدرك الوطني على مستوى الطريق الوطني رقم 2 في شقه الرابط بين ولايتي وهران وعين تموشنت، فيما كان هؤلاء الحرافة مسافرين من ولاية تلمسان نحو ولاية وهران، ليتمّ فتح تحقيق في القضية. وفي ذات الصعيد، فقد سجّلت ولاية النعامة إلقاء القبض على 10 (حرافة) بعد ورود معومات لدرك عين الصفراء حيث تمّ توقيفهم بأعالي السوق المحلي وبحوزتهم كمية من المواد الصيدلانية، ليتم تقديمهم أمس أمام وكيل الجهورية لدى محكمة دائرة الاختصاص، فيما تمّ وضعهم رهن الحبس المؤقت. وفي ولاية بشار، تمّ توقيف 4 آخرين كانوا مسافرين على متن حافلة تعمل في الخط الرابط بين أدرار وتندوف، ليتم تقديمهم أمس أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة بني عباس، والذي أمر بإيداعهم رهن الحبس المؤقت. ويبدو أن عددا غير قليل من شباب الجزائر مازالوا يصرون على (تحدّي الموت)، وتنفيذ مغامرة (الحرفة)، رغم المآسي التي يواجهونها، وأخبار الموت اليومية التي تلاحق المهاجرين غير الشرعيين. وفي هذا السياق، لقي حوالي 50 شخصا من بينهم 10 أطفال حتفهم جراء غرق قارب جديد يقلّ مهاجرين غير شرعيين عند مضيق صقلية، حسبما أفادة وكالة أنسا الإيطالية الليلة قبل الماضية. وأشارت الوكالة إلى أن (الحادث يأتي بعد أيام معدودة من غرق قارب آخر قرب لامبيدوزا، ما أسفر عن مقتل أكثر من 300 شخص). ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة قولها أن (سفينة مالطية أنقذت 150 شخص من ركاب القارب الجديد، فيما أنقذت البحرية الإيطالية 50 آخرين). وارتفع عدد ضحايا حادث غرق قارب مهاجرين قبالة سواحل لامبيدوزا الإيطالية إلى 309 شخص بعدما تمكّن حرس السواحل من انتشال سبع جثث يوم الخميس الماضي. ووفقا لإحصائية أوروبية قضى منذ عام 1994 أكثر من 6 آلاف و200 مهاجر، أكثر من نصفهم (4790) لا تزال جثثهم مفقودة في مضيق صقلية وحده، فيما بلغ عدد القتلى أو المفقودين في هذه الحوادث خلال العام 2011 الذي يعدّ الأسوأ 1800 شخص على الأقل. من جهة أخرى، أوقفت السلطات الأمنية للقطاع البحري لخفر السواحل اليمنية بخليج عدن يوم الجمعة، سفينة للتهريب والؤتجار بالبشر قبالة المياه الاقليمية اليمنية بباب المندب وعلى متنها 80 مهاجرا سريا من جنسية صومالية. ونقلت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) عن مصدر أمني بالقطاع البحري لخفر السواحل اليمنية قوله أن السفينة المحتجزة انطلقت من أحد موانىء دول القرن الإفريقي، وكانت تعتزم إنزال المهاجرين الصوماليين في عدد من المنافذ البحرية للسواحل اليمنية بغرض دخول البلاد بطريقة مخالفة للقوانين الدولية. وأوضح المصدر نفسه، أنه تمّ تسليم المهاجرين الصوماليين إلى مكتب المفوضية السامية لشوون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فيما تمّ اقتياد السفينة وطاقمها إلى ميناء (عدن) للتحقيق معهم ومعرفة الأسباب والدوافع وراء هذه الأعمال المخلة بقوانين الملاحة البحرية. يذكر، أن اليمن يعاني منذ عقود من مشاكل الهجرة والنزوح إلى أراضيه من بلدان القرن الإفريقي خاصة من إثيوبيا والصومال، بحيث ذكرت مصادر أممية موخرا في صنعاء أن عدد هؤلاء المهاجرين المسجلين لدى المنظمات الأممية المعنية يتجاوز 300 ألف شخص، بينما تقدّر السلطات اليمنية عدد المهاجرين الأفارقة في البلاد بما يزيد عن مليون ونصف المليون شخص. وقد وجّه اليمن على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرا، نداءً للمجتمع الدولي من أجل مساعدته على استيعاب الهجرة الإفريقية إليه والتصدي لهذه الظاهرة.