دعت النقابات المستقلّة للوظيفة العمومية لولايات الجنوب 200 ألف موظّف في مختلف القطاعات إلى الاعتصام أمام مقرّات الولايات تنديدا بتماطل الحكومة في تسوية انشغالاتهم المرفوعة منذ سنوات، وهذا قبل الشروع في سلسلة من الإضرابات لشلّ مختلف المؤسسات الحيوية بالمنطقة التي من شأنها الضغط على الحكومة من أجل التحرّك لإيجاد حلّ لجميع انشغالاتهم. حسب بيان النقابات المستقلّة للوظيفة العمومية لولايات الجنوب فقد جاء خيار الحركات الاحتجاجية التي ستكون متبوعة بسلسلة من الإضرابات نظرا للظرف الرّاهن الذي يتميّز بالتذمرّ والاحتقان اللذين تشهدهما مختلف قطاعات الوظيفة العمومية بولايات الجنوب بسبب المعالجة العرجاء والنّاقصة لملف الجنوب، خصوصا ما تعلّق بمنحة الامتياز نتيجة عدم التعميم لمختلف الفئات والأصناف، وفي ظلّ رفض وبشدّة إخضاع هذه المنحة للضريبة على الدخل الإجمالي حسب نص المادة 68 من قانون الضرائب المباشرة ونظرا لاستمرار السلطات العمومية في تجاهلها لبقّية الحقوق المغتصبة رغم التفهّم وروح المسؤولية التي أبدتها مختلف نقابات الوظيفة العمومية لولايات الجنوب بعد الإضراب الذي دام أسبوعا، فإنه تقرّر العودة إلى الاحتجاجات تزامنا مع كلّ ما تمّ ذكره. وأضاف ذات البيان أنه في ظلّ المعطيات والمستجدّات عقدت كلّ من النقابة الوطنية لممارسي لصحّة العمومية والنقابة الوطنية لشبه الطبّي والمجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي، وكذا النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني والاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين والنقابة والوطنية المستقلّة لمستخدمي الإدارة العمومية اجتماعا تنسيقيا بغرداية بتاريخ 2 نوفمبر الجاري خلص إلى التمسّك بجميع الحقوق المغتصبة المتمثّلة في تحيين منحة المنطقة الجغرافية وفق الرّاتب الجديد وبأثر رجعي ابتداء من تاريخ الفاتح جانفي 2008 وتعميم منحة الامتياز على باقي الأصناف ومراجعة الأثر الرجعي لها ابتداء من الفاتح جنافي 2008 كذلك، مع مراعاة خصوصية المنطقة فيما يخص العطل وتوقيت العمل والامتحانات الرّسمية. وتبرّأت النقابات المستقلّة للوظيف العمومي من الانزلاقات التي ستترتب عن تبعيات تجاهل الحكومة لمطالب عمال الجنوب، مدينة تجاهلها وتماطلها في النّظر إلى انشغالات 200 ألف موظّف، وهذا بعد أن هدّدت بالدخول في احتجاجات تحدّدها القواعد العمالية في شهر أكتوبر المنصرم وبعد أن وجّهت ستّ نقابات في الوظيف العمومي تحذيرات إلى حكومة الوزير الأوّل عبد المالك سلال من أيّ (انزلاق) قد تعرفه مناطق الجنوب والهضاب بسبب مواصلة صمتها حيال انشغالاتها. وأشار البيان إلى الاجتماع الأخير الذي عقدته النقابات المستقلّة للوظيف العمومي، والذي جاء فيه (مواصلة لسلسلة احتجاجات تنسيقية النقابات المستقلّة للوظيفة العمومية للموسم الماضي 2012-2013، وحرصا منّا على استرجاع جميع الحقوق المهضومة، في ظروف مشحونة وتذمّر كبير في أوساط العمال بسبب إقصاء فئات واسعة من الاستفادة من منحة الامتياز ومواصلة هضم باقي الحقوق والتعسّف في استعمال القانون، لا سيّما الاقتطاعات الانتقامية في أجور العمال المضربين. وقرّرت تنسيقية النقابات المستقلةّ للوظيفية العمومية وبعد الاجتماعات التي عقدت ببشار تحليل الوضع ودراسة النتائج والتمسّك بالمطالب المرفوعة وهذا في الوقت الذي فضّلت تنسيقية النقابات المستقلّة الرّجوع إلى القواعد العمالية للفصل في وسائل وكيفيات الاحتجاج حتى استرجاع كل الحقوق المهضومة)، وهو ما حدّد باعتصامات قبل شنّ الإضرابات، مجدّدة إدانتها لتجاهل الحكومة لحقوق العمال بالجنوب وتستنكر عدم تثمين روح المسؤولية التي أبدتها التنسيقية من خلال تعليق الإضراب العام المنصرم قصد إعطاء فرصة للحكومة لإيجاد الحلول وتدارك الهفوات، وكذا إنجاح امتحانات نهاية السنة.