أكد أحد مصمّمي الراية الوطنية المجاهد شوقي مصطفاي أمس الاثنين بالجزائر العاصمة، أن المناضلين الجزائريين في حزب الشعب الجزائري صمموا الراية الجزائرية للتعبير عن انتمائهم للأمة الجزائرية ولدحض فكرة الجزائر فرنسية. وأوضح السيد مصطفاي في منتدى الذاكرة الذي نظمته جريدة المجاهد وجمعية مشعل الشهيد أن (المناضلين في حزب الشعب الجزائري قرروا في 1945 فور انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية تصميم راية جزائرية لحملها في مظاهرات الانتصار على ألمانيا) لكون (العلم هو روح الشعب ويروي أهم المراحل التاريخية الحزينة والسعيدة للأمة). وأضاف المجاهد أنه تم تشكيل لجنة في إدارة حزب الشعب الجزائري كلفت بتصميم نموذج الراية الجزائرية وأوكلت المهمة إليه بحيث قال أنه (خصّص ليلة الفاتح من أفريل 1945 لتصميم هذا النموذج) ملقيا الضوء على جميع المراحل والمحاولات التي سبقت الشكل النهائي للراية الوطنية الحالية. وعن الرُموز التي تتضمنها الراية الوطنية بألوانها الثلاثة، أوضح المجاهد مصطفاي أنها تدل على (النماء والسلم والإسلام وهي ترجمة للحروف الأولى لحزب الشعب الجزائري باللغة الفرنسية)، مشيرا إلى أن (ألوان الأخضر يرمز للأمل والنماء واللون الأبيض للسلم والأحمر (النجمة والهلال) للدين الإسلامي). وأكد أن (العلم الحالي مستلهم من راية رفعها رئيس حزب الشعب الجزائري مصالي الحاج في أحد تجمعاته التي نشطها في 1937). وبعد أن تحدث الدكتور مصطفاي عن رفقائه في إدارة الحزب من بينهم حسين عسلة، أكد أنهم (حين قرروا تصميم هذا النموذج لم يكن في نيتهم جعلها راية وطنية بل كان الهدف من ذلك تصميم علم يرمز لمقاومة الشعب الجزائري للاحتلال). وأضاف أن العلم (لم يصبح بشكله الحالي علما يرمز للأمة الجزائرية إلا في سنة 1947 إثر مؤتمر نظمه الحزب في بلكور (العاصمة) وأصبح علما وطنيا بصفة رسمية بعد نيل الاستقلال في 1962). ومن ناحيته عرض المدير العام للأرشيف الوطني عبد المجيد شيخي صورا للرايات التي كانت تعبر عن قوة الدولة الجزائرية والشخصية الجزائرية عبر التاريخ منها الراية التي صممت في عهد أحمد باي وعهد الأمير عبد القادر، مشيرا إلى أن ذلك يرمز إلى أن (الدولة الجزائرية قديمة وعريقة ووجودها لا يختلف عن وجود باقي الدول). وأكد السيد شيخي أن النماذج القديمة للرايات الجزائرية عبر مختلف الأزمان (موجودة في مكتبات غير مكتباتنا والأرشيف الوطني يسعى لاسترجاعها) مركزا على أن (رمز الهلال والسيف ظل ملازما للرايات المعبرة عن الدولة الجزائرية منذ القدم). وبالمناسبة قام المنتدى بتكريم المجاهد شوقي مصطفاي الطبيب والمجاهد المولود في 5 نوفمبر 1919.