توعد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بمواجهة الحوثيين في شمال اليمن و"الحراك الجنوبي"، الذي ينادي بانفصال الجنوب، وتنظيم "القاعدة" بعد مواجهات مع الجيش استمرت 3 أشهر أسفرت عن مئات القتلى والجرحى. وقال صالح في خطابه السنوي الذي بثه التلفاز اليمني مساء السبت بمناسبة مرور 48 عاما على قيام الثورة اليمنية: سيواجه الشعب التحديات الأخيرة المتمثلة في أحداث الفتنة والتمرد في محافظة صعدة، وما تقوم به العناصر التخريبية الخارجة على القانون في بعض مناطق بعض المحافظات الجنوبية والشرقية من أعمال تخريبية للإضرار والأعمال الإرهابية لعناصر تنظيم القاعدة. وربط تلك الأحداث بالأوضاع الاقتصادية الصعبة الناتجة عن تأثيرات الأزمة المالية العالمية. وأشار صالح إلى "الحراك الجنوبي" ضمناً بالقول: ما تقوم به حالياً تلك العناصر الخارجة على النظام والقانون من أعمال التقطع والتخريب والاعتداء على المواطنين إنما هي تسيء لتضحيات الشعب. ويشهد اليمن احتقانات سياسية منذ منتصف جوان 2004 إثر ست مواجهات مع الحوثيين في الشمال ومطالب "الحراك الجنوبي" بالانفصال عن الدولة المركزية في الشمال بالإضافة إلى تمدد نشاط تنظيم القاعدة في عموم الأراضي اليمنية. وفي إشارة إلى المواجهات مع تنظيم القاعدة خلال الثلاثة الأشهر الماضية وذهب خلالها المئات من عناصر الجيش والتنظيم، قال الرئيس اليمني "نحن ملتزمون بالحرب على الإرهاب من منطلق قناعتنا الوطنية، ونتحمل مسؤولية التصدي لهذا الخطر الذي أضر باقتصادنا الوطني وأساء لسمعة اليمن". وشدد على انه لا مناص من مواجهة القاعدة والتغلب عليها بكل الوسائل إحقاقاً للحق وإزهاقاً للباطل وتأميناً للبلاد والعباد وحماية للحياة ومنجزاتها ومكتسباتها الغالية. وأشاد صالح بنتائج مؤتمر "أصدقاء اليمن"، الذي أنهى أعماله الجمعة في مدينة نيويورك، وعبَّر عن تقدير اليمن للذين وقفوا إلى جانبه لدعم أمنه واستقراره ووحدته ومسيرته. ورحب بالنتائج الايجابية التي أسفر عنها الاجتماع، الذي عُقد على مستوى وزراء الخارجية، وأكد التزاماً إقليمياً ودولياً قوياً بدعم اليمن وأولوياته التنموية وتعزيز قدراتها الاقتصادية والبشرية. وفيما يتعلق بالحوار بين حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأحزاب المعارضة ممثلة ب"اللقاء المشترك" قال صالح: إننا نتطلع أن تكون نتائج الحوار الذي دعونا إليه ونرعاه بين كافة الأطياف السياسية والمدنية تأكيد للالتزام السياسي بمصالح الوطن العليا. وطالب أن تسير مسارات الحوار والانتخابات النيابية من دون أن يؤثر أحدهما على الأخر وبحيث تجري الانتخابات النيابية في موعدها المحدد بمشاركة جميع الأطراف ويستمر الحوار للوصول به إلى ما يحقق غاياته الوطنية المنشودة. وتطالب المعارضة اليمنية بضرورة إصلاح النظام السياسي في اليمن بشكل كامل ومن دون تجزئة لمضامين اتفاق فبراير الماضي الذي وقع مع الحاكم وينص على إجراء تعديلات دستورية وانتخابات نيابية. وتعهد صالح في خطابه على استكمال السلام بمحافظة صعده اثر رعاية دولة قطر لاتفاق تنفيذي بين الحكومة اليمنية والحوثيين في الدوحة نهاية أوت الماضي. وقال: نعمل على ترسيخ السلام وإعادة الإعمار في محافظة صعدة ومواصلة السير قدماً بجهود الإصلاحات المالية والاقتصادية وبما يحقق كافة الأهداف المنشودة.