سرد الحكَم الأرجنتيني هوراسيو اليزوندو الذي تولّى قيادة المباراة النّهائية بين فرنساوإيطاليا إلى نهائي كأس العالم 2006 المقامة في ألمانيا تفاصيل الحادثة الأشهر في الملاعب العالمية عندما اعترف لأوّل مرّة لوسائل الإعلام بأنه لم ير الحادثة التي دارت بين المدافع الإيطالي ماركو ماتيرازي ولاعب الوسط الفرنسي زين الدين زيدان، وذلك بعد قيام النّجم الفرنسي بنطح نظيره المدافع الإيطالي ممّا تسبّب في طرده من المباراة وخسارة المنتخب الفرنسي للبطولة. ب. ع / وكالات في حديث حصري لمجلّة (ذا بليز زارد) الإنجليزية كشف اليزوندو أحداث الواقعة التي جرت على الستاد الأولمبي في برلين، حيث قال: (عند سقوط ماتيرازي كنت في الجانب الآخر من الملعب، كنت حينها قد احتسبت خطأ ركلة حرّة بسبب لمسة الكرة ليد أحد لاعبي إيطاليا، وعندما التفتّ وجدت ماتيرازي ممدّا على الأرض، انتظرته حتى يقف لكنه لم يفعل، ممّا اضطرّني إلى إيقاف اللّعب والذهاب إلى المكان الذي مدّد فيه ماتيرازي، فقد كان يبعد عنّي بمسافة 25 إلى 30 مترا)، وتابع: (على الفور طلبت مساعدة داريو غارسيا الحكم المساعد لي في المباراة، وأشرت بأصبعي إلى السمّاعة وسألته: داريو هل رأيت شيئا؟ ماذا حدث؟ لماذا هو ممدّ على الأرض؟ فردّ عليّ: [أنا لا أعرف، أنا أراه هناك أيضا ممدّا لكنّي لم أكن أنظر إلى ما حدث]، ثمّ ذهبنا بالسؤال إلى مساعدي الثاني رودولفو الذي أبلغي هو الآخر بأنه لم ير الحادثة)، وأكمل: (هناك أخذت في التفكير وبدأت تنتابني الشكوك في حدوث أمر ما، لكنني لم أعلم ما هو، فلم يكن هناك من شاهد الحادثة وفجأة سمعت صوت لويس ميدينا كانتاليخو وهو الحكم الرّابع وهو يقول لي: [هوراسيو هوراسيو لقد رأيت ذلك]، ثمّ قال لي: [إنها نطحة عنيفة حقّا من زيدان ل ماتيراتزي، في صدره])، وواصل: (لقد كان واضحا بالنّسبة لي ما حد ، وكنت أعلم أنه بوصولي إلى نقطة السقوط سيكون زيدان في طريقي، خاصّة بعدما قال لي ميدينا كانتاليخو ما كنت بحاجة إلى معرفته عن سبب وجود ماتيرازي على الأرض، حيث كنت بصدد إخراج البطاقة الحمراء وطرد زيدان من الملعب، وقبل أن أفعل ذلك سألت كانتاليخو إذا كان ماتيرازي فعل شيئا مسبقا جعل زيدان يقوم بنطحه إلاّ أنه أجابني: [بصراحة أنا لا أعرف، أنا فقط رأيت النطحة]). وأضاف الحكم: (حتى بعد وصولي إلى مكان الواقعة كان اللاّعبون لا يعرفون ماذا حدث بين اللاّعبين هم أيضا، وبغض النّظر عن احتجاجات الحارس الإيطالي بوفون لدى مساعدي وضغوطات غاتوزو الاحتجاجية إلاّ أن بقّية اللاّعبين كانوا لم يروا الحادثة مثلي حتى أن الضجيج في الملعب تحوّل إلى صمت مطبق وكأنه يقول لي ما الذي حدث ولماذا هذا اللاّعب ملقى على أرض الملعب؟ وأنا أقف في المنتصف وأفكّر كيف لي أن أتّخذ القرار الصحيح بكلّ وضوح وأنا أرى زيدان هناك واقفا بكلّ هدوء، إنه أمر كان لايبدو صحيحا، بالنّسبة لي أن أشهر البطاقة الحمراء في وجهه وأطرده وأنا لم أر الحادثة بشكل كامل)، وأكمل: (ذهبت إلى داريو الذي كنت أعلم مسبقا بأنه لا يعلم شيئا، وقد يكون من غير المفهوم حينها أن أذهب إلى مساعدي الذي لم ير شيئا، لكنني ذهبت إليه لأخذ رأيه ومساعدتي في اتّخاذ القرار، حيث قلت له: ركّز معي في أحداث الواقعة، وبقينا نحن الاثنان نركّز أفكارنا لحوالي عشر دقائق حول الحادثة والقرار الذي يستوجب أن نفعله، وبعد ذلك أدرت ظهري واتّجهت إلى زيدان وأشهرت البطاقة الحمراء في وجهه وطردته من الملعب). تجدر الإشارة إلى أن إيطاليا حقّقت لقب كأس العالم 2006 بعد خروج زيدان بدقائق بفوزها بضربات الجزاء.