قالت مصادر فلسطينية إن جماعات مستوطنين شرعت أمس الاثنين في استئناف أعمال البناء الاستيطاني في الضفة الغربية بعد انتهاء قرار التجميد الإسرائيلي مساء الأحد. وأوضحت المصادر أن المستوطنين شرعوا بعد انتهاء قرار تجميد الاستيطان الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية قبل عشرة أشهر وبصورة حثيثة على البناء في مستوطناتهم في خطوة منهم لفرض وقائع على الأرض. وذكرت المصادر أن آليات إسرائيلية شرعت بالعمل لبناء حي استيطاني في مستوطنة "اريئيل" في منطقة سلفيت لإنجاز بناء 50 وحدة سكنية فيها. وبينت أن العمل بدأ كذلك لشق طريق جديد بين مستوطنة "كريات أربع" ومدينة الخليل بكلفة قد تصل إلى 20 مليون شيكل، فيما تم الشروع بالعمل على توسيع مستوطنة "يتسهار" جنوب نابلس. كما أفادت المصادر الفلسطينية آن آليات إسرائيلية تجرف منذ فجر أمس الاثنين أربعة دونمات من أراضي بلدة بيت أمر وأرطاس في الخليل بمحاذاة مستوطنة "كفار عتصون" لغرض البناء الاستيطاني فيها. ولفتت إلى أن مستوطنين كانوا أقاموا مساء الأحد بؤرة استيطانية جديدة غرب نابلس قرب مستوطنة "شفوت رحيل". وتوقعت وسائل إعلام إسرائيلية أن يستأنف بناء العشرات من الوحدات السكنية في مستوطنات الضفة الغربية بعد حصول أصحابها على جميع التصاريح اللازمة قبل بدء فترة التجميد الأولى. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أنه لن يتم إصدار تصاريح بناء جديدة للبناء الاستيطاني في هذه المرحلة. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمتنع الأحد عن تمديد مفعول القرار بتجميد البناء دون أن يعلن عن ذلك صراحة تفاديا لوقوع أزمة مع الولاياتالمتحدة والفلسطينيين. وهدد الفلسطينيون مرارا بالانسحاب من المفاوضات المباشرة التي أطلقتها الإدارة الأمريكية في الثاني من الشهر الجاري في حال استئناف إسرائيل البناء الاستيطاني في الضفة الغربية. وفي هذا السياق اعتبر حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أن الاستيطان لم يعد موضوع خلاف شكلي أو تكتيكي مع الحكومة الإسرائيلية بل بمثابة رصاصة الرحمة على كل عملية السلام والمفاوضات المباشرة. وشدد الشيخ في تصريحات إذاعية، على الموقف الفلسطيني برفض الاستمرار في المفاوضات بالتزامن مع استمرار الاستيطان، رافضا أي حديث عن "صيغ تجميلية" لقرار جديد تنتصر فيه الحكومة الإسرائيلية بمواصلة الاستيطان. ورأى الشيخ أن إسرائيل بتمسكها بالبناء الاستيطاني لم تبق خياراتٌ للقيادة الفلسطينية رغم الإرادة الدولية بضرورة وقف الاستيطان حتى تستمر مفاوضات السلام المباشرة. واتهم قيادي فتح الحكومة الإسرائيلية بالسعي إلى فرض أمر واقع وجر الجانب الفلسطيني إلى مسلسل من التنازلات وفي مقدمتها البحث في التوصل لحلول انتقالية الأمر الذي ترفضه القيادة الفلسطينية. ومن جانبها، دعت واشنطن الإسرائيليين والفلسطينيين إلى مواصلة مفاوضات السلام على الرغم من استئناف النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية وجددت مطالبتها الدولة العبرية بالإبقاء على تجميد بناء مستوطنات جديدة، مؤكدة أن الموقف الأمريكي في هذا الخصوص لم يتغير. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي أدعو الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى مواصلة المفاوضات الجيدة والنزيهة التي بدأناها للتو لنحاول الاقتراب من اتفاق سلام تاريخي. وأكد كراولي أن موقف الولاياتالمتحدة من بناء المستوطنات لم يتغير على خلفية الجهود الدبلوماسية التي تبذل في محاولة لمنع انهيار المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين بعد أقل من شهر على إطلاقها. وأضاف كراولي: نحن على اتصال وثيق مع الطرفين وسوف نلتقيهما مجددا خلال الأيام المقبلة.