بدأت، صباح أمس الإثنين، أعمال البناء في مستوطنات الضفة الغربيةالمحتلة، حيث أعلن المستوطنون أن بحوزتهم تصاريح بناء لأكثر من 2000 وحدة سكنية، وأن هذه التصاريح نهائية وبالإمكان بدء تنفيذ أعمال بناء بموجبها عبد ربه : إسرائيل مسؤولة عن تعطيل المفاوضات بسبب استمرار عمليات الاستيطان وقد شرع في استئناف إسرائيل أعمال البناء في المستوطنات بعدما رفض رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، مطالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتمديد تجميد البناء، مطالبا في نفس الوقت الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بعدم الانسحاب من المفاوضات المباشرة. وذكرت صحيفة ”القدس” الفلسطينية أن البناء الاستيطاني بدأ على نطاق متواضع بعد ساعات قليلة على انتهاء مهلة تجميد الاستيطان التي كانت معلنة لمدة عشرة أشهر. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن جرافات كانت تعمل خصوصا في مستوطنة آدم في شمال الضفة الغربية حيث يتوقع بناء حوالي 30 مسكنا. من جهتها، أفادت المحطة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أنه يتوقع أن تستأنف أعمال البناء في ثماني مستوطنات أخرى على الأقل، بينها ”كريات أربع” المتاخمة لمدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية. كما تم رفع سلسلة قيود كانت فرضت على بلديات مستوطنات في ما يتعلق بتسليم تصاريح البناء. يشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قاوم الضغوطات الكبيرة التي مارستها المجموعة الدولية ورفض تمديد مهلة تجميد الاستيطان رغم أن القيادة الفلسطينية هددت بوقف مفاوضات السلام في حال لم يتم تمديد التجميد. وصرح الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أول أمس الأحد، أن مفاوضات السلام ستكون ”مضيعة للوقت” إذا لم تمدّد إسرائيل تجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. وأضاف عباس، الذي يزور فرنسا، للصحفيين ”المفاوضات صعبة لكن إذا كان هناك رغبة وجدية وقناعة بلا شك سنتخطاها”. وقال ”إن مفاوضاتنا لم تبدأ من الصفر والأمور كلها ناضجة والآن وقت القرارات وليس وقت المفاوضات”. وكان عباس قد وصل، أول أمس الأحد، إلى باريس في زيارة لفرنسا يبحث خلالها مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مسألة المفاوضات المباشرة. وأوضح أبو ردينه أن الرئيس عباس ”سيطلع ساركوزي على آخر نتائج الجهود الدولية والأمريكية لحث إسرائيل على استمرار تجميد الاستيطان كضرورة لاستمرار المفاوضات”. كما سيلتقي الرئيس الفلسطيني مع رئيس الوزراء الفرنسي، فرنسوا فيون. وقال أبو ردينه، الذي يرافق الرئيس الفلسطيني في زيارته الحالية لفرنسا، إن ”الرئيس عباس معني باستمرار المفاوضات لكن هذا يتطلّب من نتانياهو أن يتخذ قرارا باستمرار تجميد الاستيطان لخلق مناخ مناسب لاستمرار عملية السلام والمفاوضات”. وطلب من نتانياهو ”عدم إضاعة الفرصة الحالية لأنها ليست فرصة للسلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وحسب لكن للمنطقة بأسرها”. وكان الرئيس الفلسطيني ألقى كلمة، السبت المنصرم، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الخامسة والستين، أكد فيها أنه ”على إسرائيل أن تختار بين السلام واستمرار الاستيطان”، مشيرا إلى أن المطالبة بتجميد الاستيطان ورفع الحصار ووقف السياسات والممارسات الإسرائيلية غير القانونية لا تشكّل شروطا مسبقة بل هي تنفيذ لالتزامات وتعهدات سابقة. وكان نتانياهو طلب الليلة الماضية من الرئيس الفلسطيني مواصلة مفاوضات السلام بين الجانبين من أجل التوصل إلى ”تفاق تاريخي”، وذلك بعد دقائق من انتهاء العمل بمذكّرة تجميد الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية الذي استمر عشرة أشهر. من جهته، حمّل أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه، أمس الإثنين، إسرائيل المسؤولية كاملة في تعطيل المفاوضات مع الفلسطينيين بسبب استمرارها في عمليات البناء في مستوطنات الضفة الغربيةالمحتلة. ونقلت إذاعة (صوت فلسطين)، أمس، عن عبد ربه قوله إن ”مواصلة النشاط الاستيطاني يقود إلى تعطيل المفاوضات والعملية السياسية برمتها وهو الأمر الذي أوضحناه أكثر من مرة ولا يوجد أي تغيير في موقفنا على الإطلاق”. وأشار إلى أن ”موضوع المفاوضات وعمليات السلام سيبحث خلال هذا الأسبوع في اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومع لجنة المتابعة في جامعة الدول العربية للبحث في أساليب التحايل والخداع الإسرائيلية”. ودعا المسؤول الفلسطيني الإدارة الأمريكية إلى التعامل بجدية بالغة مع الموقف الإسرائيلي بشأن قضية الاستيطان.