الربو والعقم، وعدة أمراض خطيرة تطارد ملايين الأشخاص من مستعملي الأواني البلاستيكية وعلى الأخص الأكواب، التي تعتبر من أكثر الأواني استعمالا بين الأفراد، خاصة على مستوى محلات الأكل السريع، فلقد صدرت عدة دراسات طبية حديثة تشدد على الأخطار الكامنة في وسائل الأكل والشرب المصنوعة من البلاستيك والسموم التي تدخل مباشرة إلى الأجسام.. نجد الكثير من الأشخاص يستخدمون البلاستيك فى حياتهم اليومية بكثرة، منهم من يضعون أكلا أو شربا دافئا فيه، ووجد أن البلاستيك يحتوى على مادة ضارة تؤثر على صحة الإنسان. قال الدكتور محمود عمرو أستاذ أمراض الحساسية والصدر، ومؤسس ومستشار المركز القومي للسموم، إن البلاستيك يحتوي على مذيبات مخلوطة مع المادة التي يتم بها صناعة البلاستيك، وهذه المادة تكون ثنائي الفينال أ، وهي مركب كيميائي يزيد الإصابة بالربو في سن مبكر. وأضاف الدكتور عمرو، أن السبب الأساسي للإصابة بالربو هو التلوث البيئي المتواجد في مصر، حيث إن نسبة الإصابة بالربو تتراوح ما بين 4:5%، لافتا إلى أن من الملوثات التي تسبب الربو استخدام البلاستيك الرديء، ووضع المشروبات والأغذية فيه، مشيرا إلى بعض الأخطاء الشائعة التى يقوم بها البعض، وهي حرق البلاستيك، فالدخان الناتج من البلاستيك يؤدي إلى الإصابة بالربو والتهابات الجيوب الأنفية. وأوضح أن مادة (ثنائي أ الفينال) إذا تم استنشاقها عن طريق الدخان أو ملامستها في أشياء من البلاستيك رديئة الصنع، أو تم بها وضع ماء دافئ سوف تؤدي إلى الإصابة بسرطان الجلد وسرطان المثانة، مشيرا إلى أن الجلد والمثانة هما الأكثر حساسية وتأثرا بمادة ثنائي الفينال. تصنع القوارير من مادة بلاستيكية تحتوي على مادة مسرطنة تسمى deha. هذه القوارير تكون صالحة لمدة 24 ساعة فقط من لحظة فتح العبوة، لكن يوجد بعض الأشخاص يغسلون العبوة بالماء والصابون ويعقمونها بالملح ظنا منهم أنهم ينقونها من هذه المادة الضارة. عند غسل هذه العبوة بالماء والصابون ستعمل على زيادة تحلل المادة المسرطنة وبالتالي ستتسرب الى الماء. احذروا المنتجات البلاستيكية كما توصل علماء بريطانيون في دراساتهم إلى نتيجة تقول إن تركيبا كيميائيا يسمى (بيسفينول آ) يسبب الصداع النصفي لدى واحد من كل سبعة مواطنين بريطانيين، وسبق أن أثبتت الأبحاث العلمية أن هذه المادة لها علاقة بمجموعة كبيرة من المشكلات الصحية، بما فيها الوزن الزائد وعدم القدرة على الإخصاب والحمل، والنوبات القلبية، وغير ذلك. يستخدم هذا التركيب الكيميائي (بيسفينول آ) في معظم المنتجات البلاستيكية بدءاً من لوحات المفاتيح للسيارات والستائر في الحمامات، وحتى علب زينة النساء، وبصورة خاصة في القوارير والكؤوس البلاستيكية في مكاتب الشركات، وفي أغلفة المواد الغذائية في المحلات التجارية، وحتى في الأواني والصحون التي تسخن فيها المأكولات في الأفران العاملة بالموجات الحرارية الدقيقة. شنت بلدان كثيرة في كل أنحاء العالم حملة لمنع استخدام (بيسفينول آ) في المنتجات الخاصة بالأطفال، وبالأخص في قواريرهم وصحونهم البلاستيكية. يجدر الذكر أن زهاء خمسة ملايين مواطن بريطاني يعانون من صداع الرأس النصفي الذي تتعدد وتشتد حالاته بفعل المادة المذكورة، وذلك علما بأن النساء يتعرضن لهذا المرض أكثر من الرجال ثلاث مرات. في حين كشفت دراسة أمريكية جديدة أنّ مادة كيميائية مثيرة للجدل مستخدمة منذ عقود في إنتاج كميات ضخمة من حاويات المواد الغذائية ورضاعات الأطفال، مرتبطة بالعقم عند الذكور. حيث أوضح الباحثون أنّ مادة بيسفينول أي المعروفة اختصارًا ب(بي بي أي)، وتعرف كيميائيًّا باسم (المغيرة للجنس) بسبب علاقتها بعقم الذكور تقلل حركة النطفة وخاصيتها، وتستخدم هذه المادة على نطاق واسع لجعل البلاستيك أشد صلابة وجعل علب الصفيح مانعة للماء. وتوجد هذه المادة في معظم أوعية المواد الغذائية والمشروبات، بما في ذلك علب الصفيح التي تحوي بديل لبن الأطفال وحاويات الأطعمة البلاستيكية وأغلفة الهواتف النقالة وغيرها من السلع الإلكترونية. وتوضح الدراسة الجديدة التي استغرقت خمس سنوات أنها وجدت علاقة بين مستويات مادة (بي بي أي) في الدم وخصوبة الرجال، حيث خضعت المادة لبحث مكثف لأنها معروفة بأنها (ممزق داخلي)، حيث إنها تتدخل في إطلاق هرمونات بكميات كبيرة. وأكد رئيس فريق الدراسة على ضرورة تجنب هذه المادة قدر المستطاع لأنها قد تؤثر أيضًا على جهاز التناسل الأنثوي ويكون لها تأثيرات ضارة وتسبب أمراضًا عدة مثل: السرطان، أو الأمراض الأيضية، كما وجد أنّ القنينات وعبوات الصفيح التي تحتوي على تلك المادة لها علاقة بسرطان الثدي واعتلال القلب والبدانة. ونشرت مجلة دورية متخصصة في مجال الصحة، بحثا جديدا تحدث عن خلاصة بيانات ونتائج دراسات تشير إلى علاقة الملوثات البيئية والكيماوية بالعقم والأمراض التي تصيب الحامل والجنين. وفي مقال حديث نشرته دورية (الخصوبة والعقم) بمشاركة الكلية الأميركية لأطباء التوليد، عن الأبحاث الطبية التي أعدتها لجنة أميركية مشتركة من قبل اثنتين من المنظمات الطبية الرئيسية في أمريكا، وجدت علاقة بين أمراض العقم والخصوبة وقائمة كبيرة من الملوثات البيئية تقف في مقدمتها منظفات المنزل والمبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة وبعض أنواع الأعمال، كما شمل التقرير تحذيرا من الأكل والشرب بأطباق وأكواب بلاستيكية وتعريضها لدرجات حرارة عالية.