في خضم الأخبار المؤلمة عن دماء المسلمين التي تسيل في مشارق الأرض ومغاربها، ومع الأنباء المحزنة عن اضطهادهم وتهجيرهم من أرضهم، لا لشيء إلا لأنهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، يأتي خبر دخول عدد كبير من الناس من مختلف الجنسيات الأجنبية في الإسلام ليخفف بعض تلك الآلام والأحزان، وليعيد بعض الأمل في نفوس المسلمين بعودة دولة الإسلام. فقد أشهر 2446 رجل وامرأة من 16 جنسية إسلامهم في المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بشمال الرياض في المملكة العربية السعودية خلال العام الماضي فقط على سبيل المثال، كما عرفت مساجد الجزائر تسجيل مئات الذين يعلنون إسلامهم ودخولهم في الدين الحنيف، وجل المسلمين والمسلمات الجدد من أمريكا، ألمانيا، إيطاليا، البرتغال، بريطانيا، فرنسا إسبانيا والصين، ودول أخرى. وحسب مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بشمال الرياض فإن الأسباب تعود إلى الجهود المكثفة المبذولة في هذا المجال، من قبيل: 1- إقامة ملتقيات دعوية وزيارات ميدانية أسبوعيا، فقد تمت إقامة 43 ملتقى من ملتقيات (حُجة وهداية) الأسبوعية للمسلمين وغير المسلمين، حضرها أكثر من 4177 شخص من الجاليات الصينية، الفلبينية، والنيبالية. 2- جولات دعوية ميدانية بلغت 37 جولة استفاد منها 1866 شخص، وجرى في تلك الجولات التعريف بالإسلام، بالإضافة إلى قيام داعيات المكتب بتنفيذ 1100 زيارة للمشاغل النسائية الواقعة ضمن نطاق المكتب في أحياء شمال الرياض، شملت 54 مشغل. 3- تنظيم العديد من المحاضرات والدروس الداخلية والخارجية للرجال والنساء بلغت 1987 ما بين محاضرة ودرس، استفاد منها أكثر من 164032 شخص. 4- توزيع أكثر من 34311 مادة دعوية تشمل كتبا وأشرطة ومطويات وترجمات متنوعة، كما بلغت رسائل الجوال الدعوية وغيرها التي أرسلت خلال تلك الفترة باللغتين العربية والإنجليزية أكثر من نصف مليون رسالة، إضافة إلى 39 رحلة عمرة استفاد منها 1950 شخص، وذلك تحقيقًا لرغبة المسلمين الجدد بأداء مناسك العمرة. ولعل من أهم وأعظم دلالات هذا الخبر، أن الإسلام مهما تعرض لمحاولات التشويه والتشكيك فيه وبأحكامه وثوابته من قبل أعدائه، من خلال الماكينة الإعلامية الضخمة المسخرة لهذا الأمر، ومن خلال ربط الإسلام بالإرهاب لإبعاد الناس عنه وعن الدخول فيه، فإن النتائج تأتي عكس ما تشتهيه سفن أعداء الله، فقد بقي هذا الدين الأكثر انتشارا في العالم، باعتراف تلك الوسائل الإعلامية المعادية له. فمذ عامين كانت جميع الإحصاءات العالمية تؤكد أن الإسلام هو الدين الأسرع انتشارا، فبعد أن كان عدد المسلمين يقدر بنصف مليار مسلم في عام 1973م، أصبح في عام 2011 حوالي مليار ونصف المليار مسلم، ولم تكن هذه الزيادة بسبب زيادة عدد سكان البلدان الإسلامية فحسب، بل كانت بسبب زيادة معتنقي هذا الدين من جميع الجنسيات في العالم، وخاصة بعد أحداث 11 من سبتمبر. وفي هذا العام تحدثت الكثير من الإحصاءات في أوربا وغيرها عن سرعة انتشار الإسلام فيها فتقول الإحصائيات الرسمية التابعة لألمانيا: إنه خلال عام 2006 و2007 و 2008 يدخل مسلم جديد إلى الإسلام في كل ساعتين، بمعنى أنه خلال السنة الكاملة يدخل أكثر من 4000 شخص، وفي كل شهر ثلاثمائة وخمسين تقريبا. وفي دراسة أعدتها وزارة الداخلية الفرنسية تقول: إن 3600 فرنسى يعتنقون الإسلام سنويا، كما أكدت دراسة لصحيفة (لاليبر بلجيك) البلجكية: أن ثلث سكان بروسكل الآن مسلمون وعلى حسب الدراسات التي تعدها الجهات الرسمية هناك فإنه في عام 2025 سوف يكون الإسلام هو الدين الأول في بلجيكا، ناهيك عن انتشار الإسلام في كل أمريكا وروسيا وغيرها. كما كشف مقطع فيديو مدته 90 ثانية نشر على صحيفة (ديلي ميل) _ البريطانية - عن أسرع الديانات انتشارا خلال خمسة آلاف عام الماضية، وأوضح الفيديو الصادر عن موقع (maps of wars) أو (خرائط الحروب) - وهو موقع متخصص في نشر فيديوهات توضح نشأة وانهيار الحضارات العالمية خلال الحروب- مدته 90 ثانية ظهور: الإسلام والمسيحية واليهودية والبوذية والهندوسية، وانتشارها على خريطة العالم خلال خمسة آلاف عام. وأفادت الصحيفة: (إن كل الأديان أخذت آلاف السنين حتى انتشرت على نطاق واسع، حتى تاريخ مولد النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، والذي شهد بعد ذلك الانتشار الواسع للدين الإسلامي في دول العالم بتسارع رهيب). ومن المتوقع أن يزداد عدد السكان المسلمين في العالم بمعدل 35 % في العشرين سنة القادمة، مرتفعا بذلك من 1,6 مليار مسلم في عام 2010 إلى 2,2 مليار مسلم بحلول عام 2030، وذلك وفقا للتوقعات السكانية الجديدة، وبحسب (الديلي ميل)، فقد انحسر أتباع كافة الأديان عدا الإسلام فهم في تزايد. إنه الحق الكامن وراء هذا الدين العظيم، ذلك الحق الذي جعل الناس يقبلون عليه ويعتنقونه رغم معرفتهم بما قد يلاقونه من عنف وأذى جراء دخولهم فيه، عنف يتدرج بين التضييق والحرمان من بعض الحقوق في بعض الدول، ويصل إلى الاضطهاد والاعتقال والسجن والتعذيب والقتل بأبشع الوسائل والطرق في دول أخرى، وما نراه يحل بالمسلمين اليوم خير شاهد على ذلك. ولا ينبغي أن تجعلنا هذه الأرقام والإحصائيات نركن إلى التكاسل والتواكل، بل لا بد أن تدفعنا إلى الأمل والعمل، فلم يدخل أحد إلى الإسلام من هؤلاء إلا بفضل الله أولا وآخرا، وبجهود وعمل الدعاة والمخلصين من المسلمين الدؤوب والمتواصل، فليكن شعارنا إذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ) البخاري برقم 3009. عن موقع المسلم