يتعرض أغلبية المواطنين من مختلف أعمارهم خلال هذه الفترة إلى حدوث تحوّلات على مستواهم الصحي الجسدي وحتى النفسي تكون في الكثير من الأحيان مصدر إزعاج بمجرد حلول فصل الشتاء وقدوم نوبة البرد التي قد لا يتحملها الكثيرون، حيث يضطر إلى الاستعانة بالوصفات الطبيعية كالأعشاب والنباتات وخاصة فيما يتعلق بالعسل الحر والحنة نظرا لفوائدهما الكثيرة. حيث يعتبر عسل النحل والحناء من أهم ما تعتمد عليه الأسر الجزائرية في مقاومة البرد والتحولات التي تطرأ نتيجة التقلبات الجوية نظرا لقدرتهما في الشفاء من الأمراض الكثيرة خاصة ما تعلق بصداع الرأس الذي يعتبر العدو الأول للكثير من الأشخاص حسب ما أفادنا به بعض المواطنين الذين التقينا بهم حيث راحوا يشتكون من حالة البرد الشديد التي تعرفها معظم المناطق عبر كامل التراب الوطني خاصة خلال هذا الأسبوع الأمر الذي أدى إلى ارتفاع معاناة الأفراد الذين يعانون من صداع الرأس بمجرد حلول فصل الشتاء، وبالرغم من الوصفات الطبية المقدمة إلا أن الاكثرية منهن وجدن أنفسهن يتخلين عن هذه الوصفات واستبدالها بأخرى عندما تضطرهن الضرورة لفعل ذلك، ومنها نجد العسل والحناء هذه الأخيرة التي تعتبر من النباتات التي تتربع على عرش الجمال لاستعمالاتها الكثيرة في الصبغات والتجميل قديما، إلى جانب معالجتها للآلام وقدرتها على محاربة الفطريات، حيث تستعمل في علاج أوجاع القدمين ولغزارة العرق والجروح وتعرف استعمالا رائجا في أوساط النساء الكبيرات في السن بصفة خاصة. وفي هذا الشأن يقول أحد الأطباء إن للحناء فائدة عظيمة للشعر والجلد ولا تسبب أضرارا كالتي تحدث من جراء استعمال المواد الكيماوية، كما أنها تستعمل كعلاج لفروة الرأس ولامتصاص المواد الدهنية المسببة لالتهاب فروة الرأس، والحناء تستعمل لتخفيف غزارة العرق وإزالة التجاعيد، وإذا استعملت في صباغة الشعر يجب استعمالها في وسط حمضي لأن مادة اللوزين الملونة لا تصبغ في الوسط القلوي، ولهذا يفضل استخدامها معجونا في العسل وعصارة الليمون، وفي نفس السياق أفادتنا الحاجة (يمينة) التي كانت متواجدة بأحد المحلات لشراء الحنة فشدنا الفضول إليها وهي تذكر سبب اقتنائها، حيث كان الغرض منها وضعها في رأسها حيث تقوم بتجديد العملية كلما لزم الأمر لذلك لأنها تساعدها على القضاء على صداع الرأس الذي ينتابها بمجرد حلول فصل الشتاء. حيث تعرف المحلات المتخصصة ببيع الأعشاب الطبيعية خلال هذه الأيام إقبال كبيرا عليها خاصة على مادة العسل الحر حسب ما أفادنا به صاحب المحل السيد (محمد.ن) من خلال قوله: (أغلب الأشخاص الذين يقصدون المحل يقتنون الأعشاب الصحية التي تخفف وتقضي على الأمراض الحالية المتعلقة بهذا الموسم ولعل مادة العسل الحر والشمع المستخلص من الشهد قد تصدر قائمة الطلبات بمختلف أنواعه وخاصة الذي يعرف بعسل السدرة الذي يصنف من أفضل الأنواع، حيث يحارب الزكام والتهاب الجيوب الأنفية والتهاب الحلق فيفيده مضغ قطعة من الشمع الطبيعي لأقراص العسل، إذ أنه يحافظ على صحة وسلامة الجدار الداخلي للجهاز التنفسي والشمع يكافح فرط الحساسية والرشح والالتهاب الحاد بالجيوب الأنفية، واستعمال عسل النحل مع اللبن الدافئ يفيد للزكام وأيضا عصير الليمون مع عسل النحل مع عصير البرسيم والراحة التامة في الفراش لمدة يومين يجعل الجسم يفرز عرقا غزيرا ويبرأ الرأس من الأوجاع، والتهاب اللثة المتقيحة التي تضر بالفم فإنها تعالج بالعسل مثلها مثل قرحة المعدة). هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن أغلبية النساء يقمن بشرائه من أجل استعماله لأغراض جمالية للحصول على بشرة مشرقة والقضاء على التجاعيد فبالرغم من التطور الطبي إلا أن عسل النحل والحنة لا يزالان يحافظان على مكانتهما لدى العائلات الجزائرية.