السؤال جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الرائع، حيث إني أثق فيكم كثيرا. أريد أن أسأل: أنا فتاة مصابة بالوسواس القهري بجميع أنواعه، ودائما مشتتة الأفكار، وكثيرة التردد حيث إني كرهت حياتي. مؤخرا أصبت بوسواس في الحلف، حيث إنني أحلف كثيرا في نفسي بدون جهر أي بدون صوت، بدون إرادة، وأحيانا لا أعرف هل حلفت بوسواس أم قصد؟ وكنت قد قرأت في كثير من الفتاوى أن اليمين لا تنعقد إلا بالتلفظ، وأنا أتبع المذهب المالكي. أفيدوني أحس أن أعمالي كلها باطلة. الإجابة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فنسأل الله أن يعافيك، وأن يكشف ضرك، واعلمي أن الوسواس داءٌ عُضال، إذا تحكم من قلب العبد أوقعه في شرٍ عظيم، وجره إلى عواقب وخيمة، وأفسد عليه أمر دينه ودنياه. فالواجبُ على من ابتليَ به أن يُجاهد نفسه في التخلص منه، وأن يعلم أن طريق ذلك هو الإعراضُ عن الوسواس جملة، وعدم الالتفات إليه، وسؤال الله العافية منها. واليمين لا تنعقد بمجرد النية، بل لا بد من التلفظ باليمين عند أكثر أهل العلم، وهو الصواب، لما جاء في الحديث: (إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تتكلم). متفق عليه. ثم إن الموسوس من الجائز والأصلح له، أن يأخذ بأيسر الأقوال وأرفقها بحاله، ولا يعتبر ذلك من الترخص المذموم. فالمنبغي لك الأخذ بقول جمهور العلماء بأن اليمين لا تنعقد إلا بالتلفظ بها، لتغلقي على نفسك باب الوسوسة.