تمكنت قوات الأمن من تهدئة الأوضاع بمدينة غرداية بعدما تجددت اشتباكات بين شباب حي (مليكة) وشباب حي (الحاج مسعود) بسبب تهدم البناءات الفوضوية بين الحيين، حيث أصيب شرطيان بإصابات متفاوتة الخطورة بغرداية فيما تم توقيف 04 شبان بعد اندلاع أعمال شغب بالمدينة. وخلال الاشتباكات، تم تكسير زجاج سيارات وإصابة وجرح 5 شبان بين الإخوة الفرقاء بعد استعمال الحجارة في المناوشات أثناء التراشق، بينما طوقت مصالح الأمن والدرك المكان وسيطرت عليه بالكامل تجنبا لأي انزلاق. كما قام بعض الشباب بحرق العجلات المطاطية وقطع الطريق الولائي، ناهيك عن حرق بعض أشجار النخيل وصعود الدخان من سطوح بعض المنازل وتكسير ممتلكات على خلفية اعتقال مصالح الأمن للشبان أثناء الاشتباكات قبل أن يفرج عنهم فيما أجلى بعض المواطنين مساكنهم خوفا من تطور الأحداث. وقد تمكن والي ولاية غرداية من النزول إلى الشارع ومحاورة الشباب للعدول عن الفوضى والمواجهات التي شهدتها الولاية عشية الجمعة، فيما تم تشكيل خلية ولائية لدراسة إشكالية البناءات الفوضوية وملف توزيع الأراضي الذي بقي مجرد وعود هاوية تستغلها أطراف معروفة في المناسبات والاستحقاقات الانتخابية لأغراض سياسية. وهو الأمر الذي فجر الشارع بغرداية، بالإضافة إلى التماطل في الإفراج عن قائمة السكنات التي ينتظرها المئات من السكان بشغف. وهو ما أثار إشكالية أخرى في نظر عدد من المتتبعين. وقد كان للتدخل القوي والمكثف لمصالح الأمن دوره الايجابي في إحباط فتيل الأزمة بين شباب المنطقة، في ظل الحديث عن وجود مخطط مدبر لإغراق الولاية في الفوضى. وفتحت مختلف جهات الأمن تحقيقات موسعة لمعرفة ملابسات الأحداث المتتالية التي شهدتها الولاية في ظرف أقل من أسبوع على أحداث ثانوية مفدي زكرياء بين حيي بن يزقن والثنية، نفس التوتر طبع بين حي بنورة وحي سيدي اعباز ما أدى إلى توقيف السوق المحلي، حيث تعالت أصوات العقلاء من كل الجهات للضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه الظفر بالمنطقة لنشوب مشادات طائفية خاصة وأن المالكية والإباضية متعايشان منذ عقود من الزمن. ودعا أئمة المساجد الشباب للهدوء والتعقل وضبط النفس، تفاديا لأي انزلاقات تصيب الضرر للمصلحة العامة كون الإباضية والمالكية تربطهم علاقات وطيدة التعايش منذ عقود وقد مرت عدة حالات مشابهة بين الشبان غير أن الحدث الأخير أحدث ضجة كبيرة وسط صفوف الحيين، فيما دعا هؤلاء السلطات المحلية لاتخاذ إجراءات سريعة لتفادي المشكل مستقبلا.