برمجت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة ملف رعية ليبي يدعى (سعد الشاعري أنيس) يشتبه في تورّطه رفقة جزائري يدعى (ع. يونس) في الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مفرزة الجيش الشعبي الوطني بولاية تيزي وزو الذي تبنّته جماعة عبد المالك درودكال. سيجيب المتّهمون على أسئلة القاضي فيما يتعلّق بجناية تشجيع وتمويل جماعة إرهابية مسلّحة والإشادة بالأعمال الإرهابية وجناية الانخراط في جماعة إرهابية مسلّحة غرضها بثّ الرّعب في أوساط السكان وخلق جو انعدام الأمن محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد وحيازة سلاح ناري ودخيرة ممنوعة وجنحتي التزوير واستعمال المزوّر في وثائق إدارية. وحسب المعلومات المتوفّرة فإن الرعية الليبي تمّ توقيفه في ولاية تبسة من طرف مصالح الأمن في كمين نصب له بعد ورود معلومات إليها حول نشاطه مع الجماعات الإرهابية وقد أسفرت عملية توقيفه على استرجاع ذخيرة حربية وسلاح من نوع كلاشينكوف وكشفت التحقيقات أنه كان على علاقة بجماعة (أبي مصعب عبد الودود) الأمير الوطني لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي التي كانت تخطّط لاستهداف مفرزة الجيش الشعبي الوطني بتيزي وزو، وقد كان المتّهم يتنقّل بهوية مزوّرة. كما صرّح المتّهم بأنه التقى بأمير كتيبة الأنصار (تواتي علي) المكنّى (أمين أبو تميم) الذي يعدّ من أقدم نشطاء العمل المسلّح، ينحدر من مدينة دلّس شرق ولاية بومرداس، التحق بالجبل عام 1997، ثمّ انضمّ إلى الجماعة السلفية للدعوة والقتال تحت إمارة (حسان حطّاب) ويوصف بأنه من (نواة) التنظيم الإرهابي وشغل عدّة مناصب كقائد ميداني ومسؤول عملياتي قبل تعيينه أميرا لكتيبة (الأنصار) خلفا للمدعو (عباس بوبكر) المدعو (سلمان) الذي تمّ القضاء عليه في نوفمبر عام 2006. وتعدّ كتيبة (الأنصار) أكبر وأهمّ كتيبة في تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، يمتدّ نشاطها إلى غاية ولاية تيزي وزو، وتعدّ كتيبة (القرار) في تنظيم الجماعة السلفية وتضمّ عدّة سرايا وينشط تحت لوائها حوالي 60 فردا بعد أن كان عدد عناصرها يتجاوز ال 200 فرد. أمّا فيما يخص الرعية الجزائري فقد تمّ تحديد هويته بناء على تصريحات هذا الأخير تبيّن أنه عنصر دعم وإسناد كانت مهمّته نقل العناصر الإرهابية إلى الكازمات بواسطة سيّارته النفعية، وهو ما فنّذه هذا الأخير خلال التحقيق، مصرّحا بأنه بحكم عمله ك (كلونديستان) كان يقلّ العديد من الأشخاص، وأنه لم يكن على علم بأنهم إرهابيون.