تعرضت مؤخرا سيارة بها مسلمون فارّون من جمهورية أفريقيا الوسطى إلى هجوم، أثناء محاولتهم الوصول إلى مطار بانغي. وألقيت قنابل يدوية وأطلق النار على السيارة، ولجأ معظم أفراد الأسرة إلى مبان قريبة في منطقة (ميسكيني) بالعاصمة. وتشهد أفريقيا الوسطى حالة من العنف والأعمال الانتقامية في صراع ذي خلفيات دينية، ممّا جعل المدنيين عرضة للخطر والموت الذي يحاصرهم ويجبرهم على الفرار. وفي سياق متصل أشارت مسؤولة حقوق الإنسان بالأممالمتحدة، نافي بيلاي، إلى أن الأقلية المسلمة في أفريقيا الوسطى تواجه موجة متصاعدة من الهجمات الانتقامية، وإنه يتعيّن على الحكومات الأجنبية بذل المزيد من الجهد لمنع تمزّق البلاد. وشرّد قرابة مليون شخص أو ربع السكان جراء القتال منذ استولت حركة (سيليكا) المتمردة التي يُهيمن عليها المسلمون على السلطة في الدولة ذات الأغلبية المسيحية، ممّا أطلق العنان لموجة قتل ونهب. وحملت مجموعات مسيحية للدفاع عن النفس السلاح ضد سيليكا، وتقدر الأممالمتحدة أن أكثر من ألفي شخص قتلوا في أفريقيا الوسطى في الشهور العشرة الأخيرة. وزاد النهب والعنف من قبل غوغاء يستهدفون المناطق التي تسكنها أغلبية مسلمة من بانغي، رغم وجود قوات تدخل أممية فرنسية وآلاف من قوات حفظ السلام الأفريقية. وقالت بيلاي، مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان، (ببساطة لا نستطيع ترك النسيج الاجتماعي لهذا البلد يتمزّق. أدعو المجتمع الدولي إلى تعزيز جهود حفظ السلام لأن المسألة ملحّة جدا (هناك أرواح كثيرة في خطر). واستمرت المواجهات بين مقاتلي جماعة سيليكا المسلمة والجماعات الثأرية المسيحية، منذ تنصيب كاثرين سامبا بانزا رئيسة مؤقتة للبلاد، ممّا تسبب في مقتل العشرات من المدنيين المسلمين في العاصمة بانغي.