سيدي السعيد: "لا للمساس بوحدة الجيش" لقي دفاع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عن حرمة مؤسسات الجمهورية، وعلى الخصوص مؤسسة الجيش الوطني الشعبي، ورفضه الكامل للمساس بها من طرف أي شخص، ارتياحا سياسيا وشعبيا وجمعويا كبيرا، واعتبر متتبعون ما قاله الرئيس بهذا الخصوص بمثابة (فصل الخطاب) وصفعة كبيرة في وجه "الخلاطين"، في الوقت الذي يرجو الجزائريون أن يتحلى رجال السياسة في البلاد بالحد الأدنى من الالتزام الأخلاقي الذي يسمح للبلاد بتخطي الظرف الحساس الذي تعيشه في أفضل الظروف الممكنة. وعلى بُعد تسعة أسابيع من الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 17 أفريل القادم نزلت كلمات الرئيس التي ضمّنها بتعزيته للجيش الوطني الشعبي مقتل عشرات العسكر وذويهم في حادث سقوط طائرة عسكرية يوم الثلاثاء بردا وسلاما على الطبقة السياسية المترقبة وفعاليات المجتمع المدني المختلفة، خصوصا أنها جاءت في توقيت حساس للغاية، وبعد جدل كبير كانت وسائل الإعلام مسرحا له، وبعض مؤسسات الجمهورية في دائرة استهدافه. رئيس الجمهورية لم يكتف بالدفاع عن حرمة مؤسسات الجمهورية، وتأكيد الحرص على أهمية وحدتها واستقرارها، خاصا بالذكر المؤسسة العسكرية، بل ذهب أبعد من ذلك حين وصف ما حدث بالتكالب، موجها (صفعة سياسية) للخلاطين الذين حاولوا الزج بمؤسسات الدولة في صراعات وحسابات هامشية. ولقيت (صراحة الرئيس) ارتياحا واسعا في الأوساط الشعبية التي كانت تتوجس خيفة من آثار وتداعيات الجدل الذي شهدته البلاد في الأيام الماضية، وفي الأوساط السياسية التي أكدت ضرورة إبقاء المؤسسات المختلفة بعيدة عن التراشق السياسي. وفي هذا السياق، أكد الاتحاد العام للعمال الجزائريين أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة أنه يرفض أي (مساس) بنزاهة ووحدة الجيش الوطني الشعبي وكذا "برجاله ومسؤوليه". وفي بيان وقعه أمينه العام عبد المجيد سيدي سعيد، أوضح الاتحاد العام للعمال الجزائريين أن (الاتحاد الذي كافح الإرهاب بكل قوته من أجل الحفاظ على الجمهورية والذي دفع ضريبة كبيرة لن يقبل بالمساس بنزاهة ووحدة الجيش الوطني الشعبي ويرفض أي مساس برجاله ومسؤوليه الذين لم يدخروا أي جهد في يقظتهم الدائمة للحفاظ على الجمهورية سيما خلال الكفاح المستميت ضد الارهاب). وأدانت المنظمة النقابية أيضا (الحديث غير المسؤول والمسيء الذي وجهه بعض الأشخاص للمؤسسة العسكرية ورجالها) معتبرة أنه (لا يحق لأحد إهانة هذه المؤسسة النبيلة ورجالها). كما رفض وب(شدة) استعمال الشهيد عبد الحق بن حمودة (لأغراض لا تشرف القيم الجمهورية التي كرس نفسه لها). وبهذه المناسبة وجه الاتحاد العام للعمال الجزائريين (تحية) للمؤسسة العسكرية ورجالها ونسائها على "التزامها التام بالدفاع عن القيم الديمقراطية والجمهورية الثابتة ووفائها لضحايا الواجب وللقوات المسلحة والأمن الذين ضحوا بأنفسهم من أجل الحفاظ على الحرية والديمقراطية والجمهورية". وأضاف أن الجيش الوطني الشعبي يضطلع بدور (تاريخي بالنظر إلى وعيه الكبير بحس المسؤولية سيما يقظته الدائمة في مجال الأمن الوطني ومن أجل إفشال أي محاولة ترمي إلى المساس بوحدة البلاد ومصالحها السامية). من جهته، جدد التجمع الوطني الديمقراطي الدعوة إلى ضرورة (الالتزام بأخلاقيات العمل السياسي وتحصينه من الإنزلاقات الخطيرة والسقطات المشينة التي بدأت تبرز هذه الأيام). وجاء في بيان للأرندي أن أمينه العام عبد القادر بن صالح ذكر في ختام اجتماع الأمانة الوطنية للحزب الذي خصص لدراسة آلية تشكيل الهياكل التنظيمية المكلفة بتنشيط الحملة الإنتخابية لرئسيات 17 أفريل بمواقف الحزب الداعية إلى ضرورة (الالتزام بأخلاقيات العمل السياسي وتحصينه من الانزلاقات الخطيرة والسقطات المشينة التي بدأت تبرز هذه الأيام والتي تسيء للممارسة السياسة وتنبذها تقاليد وقيم المجتمع الجزائري). للإشارة، فقد أكد رئيس الجمهورية أنه (لا يحق لأحد مهما تعالت المسؤوليات أن يعرّض الجيش الوطني الشعبي والمؤسسات الدستورية الأخرى إلى البلبلة). وفي برقية تعزية وجهها إلى نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح وإلى عائلات ضحايا حادث تحطم طائرة عسكرية بأم البواقي قال الرئيس بوتفليقة: (لقد إعتدنا على الأجواء التي تخرقها بعض الأوساط قبيل كل استحقاقات. لكن هذه المرة وصل التكالب إلى حد لم يصله بلدنا منذ الإستقلال. فكانت محاولة المساس بوحدة الجيش الوطني الشعبي والتعرض لما من شأنه أن يهز الاستقرار في البلاد وعصمتها لدى الأمم). وشدد رئيس الجمهورية أنه (لا يحق لأحد مهما تعالت المسؤوليات أن يعرّض الجيش الوطني الشعبي والمؤسسات الدستورية الأخرى إلى البلبلة).